الألفية
كان وأخواتها
150– وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي……وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي
151- وَمَا سِوَاهُ نَاقِصٌ والنَّقْصُ فِي……فَتِىءَ لَيْسَ زَالَ دَائِماً قُفِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الناظم :
150- وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي……وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــ
أراد الناظم رحمه الله بهذا البيت أن يُبينَ أن خبر ليس
فيه خلاف بين النحاة
عندنا قولك :
ليس زيد قائما
ليس : فعل ماض ناقص
زيد : اسمها مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة
قائما : خبر ليس منصوب وعلامة نصبة الفتحة
هذا هو الأصل في ترتيب ليس واسمها وخبرها
لكن أيجوز أن يتقدم خبر ليس عليها أم لا ؟
خلاف :
أيصح أن تقول : قائما ليس زيد ؟
قائما : خبر ليس فقدمناه عليها هنا
خلاف بين النحاة :
هو رحمه الله ويرى كثير من الكوفيين أن هذا ممنوع ولذا ماذا قال هنا ؟
وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِي
يعني اصطفيناه واخترناه
اصطفى ماذا ؟
المنع
وهذا هو المرجح باعتبار أن الأصل أن يبقى الشيء على ما كان عليه إلا إذا ورد ما يدل على الجواز
وأما من يقول بالجواز :
فإنه يقول إن معمول خبر ليس تقدم عليها ففي هذا دلالة على جواز تقدم خبر ليس عليها كما أن معمول الخبر تقدم إذاً يتقدم الخبر
قوله تعالى :
((أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفاً عَنْهُمْ ))
ليس : فعل ماض ناقص
اسم ليس : ضمير تقديره هو يعود إلى العذاب
مصروفا : خبر ليس
خبر ليس الذي هو مصروف له معمول يعني أن هذه الكلمة وهي كلمة مصروف عملت في شيء آخر
ما الذي هو ؟
((يَوْمَ يَأْتِيهِمْ))
وكأنه في غير القرآن : (( ليس مصروفا عنهم يوم يأتيهم ))
وقالوا : لما تقدم معمول خبر ليس على ليس إذاً خبرها يجوز
ونحن نقول يتعين البقاء على ما ورد إلينا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
ــــــــــــــــــــــــــــ
وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِي
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــ
معنى هذا الكلام :
أن كان وأخواتها يصح أن تكون ناقصة ويصح أن تكون تامة
فالناقصة :
من كان وأخواتها تحتاج إلى ما تنصبه فلا تكتفي بمرفوعها
بينما التامة:
تكتفي بالمرفوع ولا تطلب ما تنصبه
فيجوز في ” كان ” وفي أخواتها أن تكتفي بمرفوعها ويجوز أن تكون ناقصة
وأما نقصانها فكما مر معنا :
كان زيد قائما
مادام زيد مجتهدا
أصبح زيدٌ عالما
إذاً :
هذه هي الناقصة رفعت الاسم ونصبت الخبر
ويجوز أن تكون تامة :
وبالتالي فلا تدخل معنا في هذا الباب فلا نقول لها اسم هذا اسم كان
أو خبر كان
لا هي فعل تام
قال عز وجل:
((وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ))
كان : هنا تامة
نقول :
كان : فعل ماض تام
ذو : فاعل إن قدرنا كان بمعنى حصل إن حصل ذو عسرة
قوله عز وجل :
((مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ ))
((وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاء رَبُّكَ عَطَاء غَيْرَ مَجْذُوذٍ{108} ))
دام هنا تامة تحتاج إلى مرفوع فقط ما نحتاج فيها إلى منصوب
أين مرفوعها ؟
السموات
فاكتفت بمرفوعها عن منصوبها
قوله عز وجل :
{فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ } الروم17
أمسى هنا وأصبح هنا
هي في الحقيقة أمثال ناقصة لكن في هذه الآية تامة فاكتفت بمرفوعها عن منصوبها
تمسون : مرفوعها واو الجماعة
تصبحون : مرفوعها واو الجماعة
(( ألا إلى الله تصير الأمور ))
فإذاً :
كان وأخواتها تكون ناقصة وتكون تامة
ما الناقصة ؟
هي التي تحتاج إلى مرفوع ومنصوب
بينما التامة فهي تامة بنفسها ما تحتاج إلى خبر أو إلى منصوب يكمل نقصها فهي تامة تكتفي بمرفوعها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال رحمه الله :
151- وَمَا سِوَاهُ نَاقِصٌ والنَّقْصُ فِي
فَتِىءَ لَيْسَ زَالَ دَائِماً قُفِي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أراد بهذا البيت أن يبين أن كان وأخواتها منها ما تكون تامة وناقصة كما مر معنا قبيل قليل
ومنها ما لا تكون إلا ناقصة فقط ما يصلح فيها التمام
فالأصل في كان وأخواتها أنها تكون ناقصة وتامة
لكن :
فيه قسم من أخوات كان ما تصلح إلا ناقصة ولا تصلح تامة ذكر هنا :
فتئ
ليس
زال
ثم ماذا قال :
دائما كفي
يعني هذا هو الحكم الدائم المستمر في ليس وفي فتئ وفي زال من أنها تكن ناقصة ولا تكون تامة
إذاً :
عندنا فتئ
ليس
زال
زال :
ــــــــــــــــ
هي التي زال : فعل ماض ناقص
وهي التي يكون مضارعها يزال وليس يزول
لأن زال إن كان مضارعها يزال : فهي ناقصة وإن كان مضارعها يزول فهي تامة
مر معنا حديث عن هذا في تصريف الأفعال الناقصة
تقول : زالت الشمس
زالت الشمس هنا تامة وإلا ناقصة ؟
تامة لأنها اكتفت بالمرفوع لأن مضارعها يزول
وليس يزال
تزول الشمس ولا يصح أن تقول تزال الشمس
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ