شرح القواعد الأربع
تتمة شرح القاعدة الثانية
وشرح القاعدة الثالثة :
[[ القاعدة الثالثة :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم ، منهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبد الشمس والقمر ، ولم يفرق بينهم . ))
والدليل قوله تعالى :
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاعدة الثالثة :
(( أن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم ، منهم من يعبد الملائكة ، ومنهم من يعبد الأنبياء والصالحين ، ومنهم من يعبد الأشجار والأحجار ، ومنهم من يعبد الشمس والقمر ، ولم يفرق بينهم . ))
والدليل قوله تعالى :
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهذه القاعدة الثالثة
أراد المصنف رحمه الله أن يرد على من في عصره ممن يدعو الصالحين والأنبياء فهؤلاء الذين توجهوا بالدعاء إلى الصالحين وإلى الأنبياء احتجوا عليه .
قالوا :
[ شبهتمونا بمن يعبد الأصنام . شبهتمونا ونزلتمونا منزلة من يعبد الأصنام ونحن نفترق عنهم ، نحن نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله نحن نصلي ، نزكي ، نصوم ، نحج وتوسلنا ودعاؤنا ليس لجمادات وإنما لأناس فضلهم الله جل وعلا ]
هذا إدعاؤهم وهذه إحدى الشبه التي ذكروها وضحت شبهتهم .
فما هو الجواب عن هذه الشبهة ؟
الجواب :
ــــــــــــــــــــــ
في هذه القاعدة
هذه القاعدة :
أوضحت بأن النبي صلى الله عليه وسلم ظهر على أناس متفرقين في عباداتهم :
ـــ منهم من يعبد الملائكة
ــ منهم من يعبد الأنبياء والصالحين
ـــ منهم من يعبد الأشجار والأحجار والشمس والقمر
ومع ذلك كانوا في الحكم سواء عند رسول الله صلى الله عليه وسلم
ماذا صنع معهم ؟
وماذا صنع بهم؟
قاتلهم
وقتاله لهم عليه الصلاة والسلام يدل على ماذا ؟
يدل على كفرهم .
فهذه الحجج التي زعموها حجج واهية
ولذا :
ذكر الدليل رحمه الله
هذا الدليل فيه أمر بقتال من يريد الفتنة في الأرض .
والفتنة هنا :
هي الشرك
لا يلتفت إلى المعبودين مطلقا ، وإنما يلتفت إلى هذا الفعل
عبدت الحجر حكمه : شرك .
عبدت الشمس : شرك
عبدت النبي : شرك
عبدت الصالح : شرك
فذكر رحمه الله الدليل على الأمر بقتال هؤلاء المشركين .
الدليل قوله تعالى:
((وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه))
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال جل وعلا : (وَقَاتِلُوهُمْ) :
وجعل لهذا القتال حداً وغاية . ماهي الغاية ؟
قال (حَتَّى)
حتى : عند النحويين والبلاغيين تفيد انتهاء الغاية
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ)
الفتنة هنا :
هي الشرك .
وهل هناك أعظم فتنة من فتنة الشرك ؟
ليس هناك فتنة أعظم من الشرك .
ولذا :
في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم :
(( اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب على وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون ))
أي فتنة في الدين
ولذا :
لا يجوز للإنسان أن يتمنى الموت لضر نزل به ، ولكن يجوز تمنى الموت إذا كان هناك فتنة وضرر تلحقه بدينه ،
ولذا :
تمنت مريم 🙁 (قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً))
ولذا :
قال جل وعلا :
((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ)9
الأشهر الحرم لا يجوز القتال فيها
ثم هل هذا الحكم نسخ فيما بعد أم لا ؟
مسألة فقهية ليس هذا المقام مقامها
لكن الأشهر الحرم هي ثلاثة سرد : ذو القعدة ، ذو الحجة ، محرم . وواحد فرد وهو رجب .
فقال جل وعلا :
((يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ))
لا شك أنه كبير لكن (وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ) الفتنة أي الشرك .
فهؤلاء يقاتلونكم لأنكم على الحق والتوحيد وهم على الشرك . فمن قاتلكم في الأشهر الحرم فقاتلوه .
فقال جل وعلا :
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ)
فلم يجعل جل وعلا حداً وغاية لانتهاء القتال إلا في وقت انتهاء الشرك .
ومن ثم نفهم أن المسلم ماذا؟
لا يُقَاتل المشرك إنما الذي يقاتل المشرك
لكن لو قال بعض الناس إن الفقهاء قالوا :
[إن أهل البلد إذا اتفقوا على ترك الأذان يقاتلون ]
نعم يقاتلون لأنهم تركوا شعيرة من شعائر الدين
ولذا :
النبي صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يغير على قوم انتظر فإن سمع أذان كف عنهم وإلا أغار عليهم .
فقال جل وعلا : (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ)
ماذا يفهم من هذه الغاية ؟
أن المسلم لا يقاتل
(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
نفهم من هذا في قوله تعالى 🙁وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه) :
أن الشرك بجميع أنواعه :
من عبدَ الصنم ، من عبد الشجر ، من عبد الشمس ، من عبد النبي ، من عبد الولي ، أنه يقاتل
لأنه إذا عبد النبي هل أصبح الدين كله لله ؟
لا
إذا عبد الولي هل جعل الدين كله لله ؟
لا
فشأنه كشأن من عبد الحجر والشجر .
وفي قوله جل وعلا (وَيَكُونَ الدِّينُ) أفرد ماذا ؟
الدين
لم يقل الأديان : (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه)
وما هو الدين المرضي جل وعلا؟
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ)
(وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ)
إذاً :
تقريب وجهات النظر بين دين الإسلام والإديان الأخرى . وادِّعاء ما يقال نريد أن نوحد بين الأديان، أو أن نقارب بينها .
ماذا نحكم عليه ؟
كفر وشرك .
فقوله جل وعلا: (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فلا بد من الإخلاص لله جل وعلا في التمسك بالدين الصحيح
فإن لم يخلص لله جل وعلا ، قد لا يدعو حجراً ولا نبياً ولا ولياً وتجد أنه يصوم ويصلي ويزكي ، لكنه لم يخلص هذه العبادات لله جل وعلا.
موحد أم مشرك ؟
مشرك
هذه الآية في سورة الأنفال .
ولها انتهاء :
(فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفيدنا هذه الخاتمة بأنه ليس علينا إلا الحكم بالظاهر أما الخفايا والسرائر فإلى الله جل وعلا متى ما انتهوا عن الشرك وقاموا بشعائر الدين فنكف عنهم .
ولذا :
أسامة بن زيد :
كما في الصحيحين: (لما قتل من قال لاإله إلا الله )
هذا الكافر أثخن الجراح في المسلمين ففر من أسامة فلاذ بشجرة فقال :
(( لا إله إلا الله ))
فظن أسامة أنه إنما قالها خوفاً من القتل فقتله .
فماذا قال النبي عليه الصلاة والسلام ؟
أقتلته بعدما قال : (( لا إله إلا الله ))؟
وفي رواية :
(( كيف تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة ))
ليس عليك إلا الحكم بالظاهر .
ولذا :
في حديث آخر :
(( هلَّا لا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها صادقاً أم كاذباً ))
وفي آية البقرة .:
قال :
{وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ }البقرة193
إن انتهوا يكف عن من انتهى أما من بقى فهو ظالم .
والظلم هنا هو الشرك : (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ودليل الشمس والقمر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــ
الآن بدأ المؤلف رحمه الله يبين ظهور النبي صلى الله عليه وسلم في هؤلاء الذين اختلف وتنوع شركهم .
وذكر دليلاً على كل صنف ممن عبد غير الله من الأنبياء الصالحين الأحجار الأشجار الشمس القمر ، يبين أن حكمهم الكفر ،
فحكم من عبد الشمس والقمر ماذا ؟
الكفر
ما الدليل ؟
قوله تعالى :
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ } فصلت37
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر المؤلف رحمه الله دليل الشمس والقمر يعني دليل :
أن من عبد الشمس والقمر فإنه من الكفار
فذكر قوله تعالى :{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ }
قوله جلا وعلا : ( وَمِنْ آيَاتِهِ)
( من ) هنا تبعيضية : أي من بعضه آيته
وآيات الله جل وعلا نوعان:
1/ آيات شرعية .
2/ آيات كونية .
فالآيات الشرعية : هي آيات القرآن .
والآيات الكونية مثل ما ذكر هنا : الليل والنهار والشمس والقمر .
والآية في اللغة : هي العلامة ، فهذه آيات وعلامات على وحدانيته جل وعلا
يقول الشاعر :
فوا عجبا كيف يعصى الإله أم كيف يجحده الجاحد
وفي كل شيء له آية تدل على أنه واحد
مما ذكر من هذه الآيات هنا : الليل والنهار والشمس والقمر
وقد نص على أن هذه الأشياء المذكورة قد خلقت في آية أخرى: {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ }الأنبياء33
ولاشك أن الليل والنهار من دلائل ومن علامات قدرته عزوجل ووحدانيته ولذا :
قال عز وجل : (إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) اختلاف الليل والنهار يزيد هذا في بعض الفصول وينقص في بعض الفصول وهلم جرا .
(إِنَّ فِي اخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لآيَاتٍ)
لمن ؟
(لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ)
فمن نظر هذه الآيات دعته إلى تقوى الله جل وعلا 🙁 وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً) أي يخلف أحدهما الآخر .
(لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ) فيخلف أحدهما الآخر
لم؟
أكمل الآية (لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً) فمن أراد أن يذكر وأن يمتلئ قلبه من الإيمان والتوحيد والتعظيم لله جل وعلا . فلينظر إلى قدرته عز وجل في تعاقب الليل والنهار
ولذا : كل منهم يطلب الآخر :
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً)
كل منهما يحث الآخر على أن يكون في وقته الذي قدرة الله له .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المؤلف :
قال عز وجل : (وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
ذكر الشمس والقمر لأن الشمس سلطانها أين بالليل أم بالنهار ؟
بالنهار .
والقمر ؟
بالليل
فإذاً :
الشمس والقمر اللذان يعبدان ومحلهما اللذان هما الليل والنهار مخلوقاته لله جل وعلا وأيهما الذي يعبد المخلوق أم الخالق ؟ الخالق ومن صفات الإله المعبود أن يكون خالقا .
قال عز وجل :
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ } النحل20
يعني :
كيف يعبد هؤلاء الذين لا يخلقون شيئاً حتى الشيء اليسير؟
ثم مع هذا كله يُخلقون !
ثم قال :
(لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــ
أي خلق ما تقدم من الآيات الأربع : الليل والنهار والشمس والقمر:
(إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
فعبادته جل وعلا تتحقق بماذا ؟
بالسجود له جل وعلا وعدم السجود للشمس والقمر
ولذا :
تمعن معي ما ذكر بعد النهي .
ما هو النهي هنا ؟
(لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ) ثم أتى الأمر (وَاسْجُدُوا) لمن ؟
(لِلَّهِ)
كلمة (لِلَّهِ) :
تدل على الإخلاص ، بمعنى أن يكون هذا السجود خالص لله جل وعلا
فلو سجدوا لله وأضافوا مع السجود له السجود للشمس والقمر هل حققوا ما ذكر في ختام الآية ؟
لم يحققوا
ولذا :
قال (وَاسْجُدُوا لِلَّهِ) الذي من صفاته (خَلَقَهُنَّ)
لترجع إلى الآية التي ذكرت قبل قليل :
{وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ }النحل20
إذاً :
هذا السجود من يستحقه ؟
الخالق
ولذا قال 🙁 وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
لم يقل : ” إن كنتم تعبدونه “
الأصل في اللغة :
أن يكون الفعل هو المقدم أين الفعل هنا ؟ (تَعْبُدُونَ)
ثم يأتي الفاعل ،ثم يأتي المفعول هذا هو الأصل
إذا تقدم ما كان حقه التأخير ، أو تأخر ما حقه التقديم ، فيفيد الحصر والاختصاص ، كما هنا قال (إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ)
(إِيَّاهُ) هنا مفعول به
هذا المفعول تقدم على الفعل المضارع
(تَعْبُدُونَ) ماذا يستفاد من هذا التقديم ؟
حصر العبودية لله جل وعلا
إذاً :
لا حجة لمن في عصر الشيخ على الشيخ رحمه الله . فإن هذه الآية برهان ساطع في الرد عليهم ، وأن العبرة ليست بالمعبودين . إنما الحكم ينزل على من صرف هذه العبادة لغير الله . فمن صرف العبادة لغير الله فهو مشرك ، صرفها لنبي . صرفها لشمس لقمر لحجر لشجر هو مشرك
هذه فوائد مختصرة حول الآية .