شرح القواعد الأربع ـ الدرس الثاني والعشرون

شرح القواعد الأربع ـ الدرس الثاني والعشرون

مشاهدات: 1017

 شرح القواعد الأربع

تتمة شرح أدلة القاعدة الثالثة

القاعدة الرابعة :

[[أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأولين لأن الأولين يشركون في الرخاء ويخلصون في الشدة ومشركو زماننا شركهم دائماً في الرخاء والشدة والدليل قوله تعالى : (فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ) ]]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

القاعدة الرابعة  :

[ أن مشركي زماننا أغلظ شركاً من الأوليين ، يشركون في الرخاء ، ويخلصون في الشدة ومشركوا زماننا شركهم دائم في الرخاء والشدة . ]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

المؤلف رحمه الله هنا ذكر قاعدة وهي القاعدة الرابعة  :

لكي يبين فظاعة شرك من أشرك في عصره فأبان بأن شرك كفار قريش أخف من شرك من أشرك في عصره ، ذكر هنا أمراً واحداً .

وفي كشف الشبهات وقد ذكرت أن هذه القواعد مقتطفة باختصار من كشف الشبهات .

 

قال  : (( إن كفار قريش يشركون في الرخاء أما في الشدة فإنهم يخلصون الدعاء لله جل وعلا

واستدل على ذلك بقوله تعالى عن كفار قريش  :

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ }

 العنكبوت65

 

بينما يقول رحمه الله :

”  شرك من في عصرنا يعبدون غير الله في الشدة والرخاء  “

كيف ؟

 إذا أصابهم مرض أتوا إلى الولي الفلاني أو إلى الميت الفلاني أو أصابتهم ضراء أتوا إلى هؤلاء الأولياء واستغاثوا بهم ودعوهم من دون الله جل وعلا

وهذا يدل على فظاعة شرك من أشرك في عصره ، وإن كان الكل يستويان في التخليد في نار جهنم .

 

الأمر الثاني الذي ذكره في الكشف ولم يذكره هنا  :

قال :

(( إن كفار قريش :  إما يعبدون نبياً أو ولياً أو يعبدون أشجاراً وأحجاراً هي مذللة لله جل وعلا : ((وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ))

أما من أشرك في عصره  : فإنهم يدعون مع دعائهم للأنبياء والصالحين يدعون ويستغيثون بأفجر الناس وأفسق الناس ممن ذكر عنه فعل الزنا وشرب الخمور

 

 فإذاً :

 هذا هو الفرق الثاني :

أن أولئك إما أن يعبدوا أنبياء أو أولياء أو على الأقل أحجار وأشجار مذللة لله جل وعلا ، وأما هؤلاء فقد يعبدون من نسب إليه الفجور والفسق

 

والدليل  قوله تعالى :

والدليل على أن شرك كفار قريش أخف من شرك من أشرك في عصره إذ إن أولئك يشركون في الرخاء أما هؤلاء يشركون في الرخاء وفي الشدة :

 

قوله تعالى  :

{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ } العنكبوت65

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــــــ

 

(فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ) :

يعني :  في السفينة وجاءتهم عاصفة أو أمواج

حتى قال بعض المفسرين : ”  إنهم يحملون أصنامهم معهم فإذا جاءت الشدة قذفوها في البحر وتوجهوا بالدعاء لله جل وعلا .

 

ولذا قال جل وعلا  🙁 فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ)

 ماذا ؟

(مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ  ))

 

(( فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ))

  وقد جاء هذا المعنى في آيات كثيرة .

 

((قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنتُمْ تُشْرِكُونَ))

 

 ((فَلَمَّا أَنجَاهُمْ إِذَا هُمْ يَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ))

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم قال رحمه الله : والله أعلم

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــ

نسب العلم إلى الله جل وعلا في آخر هذه الرسالة

لأن العلم الذي يؤتاه البشر قليل  : ( وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً)

 

وهذا من تواضعه رحمه الله  :

من تواضعه للعلم أن ينسب العلم إلى الله جل وعلا

(وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)

ما من عالم إلا وهناك من هو أعلم منه حتى ينتهي العلم إلى الله جل وعلا

 

وإذا كان كذلك:

 فالواجب على المسلم مهما كثر علمه في نظر الناس أن يطلب العلم ، وأن يتلقاه وألا يأنف من أن يأخذ العلم ممن هو أصغر منه وقد يخفي على العالم الكبير ما يظهر للمتعلم الصغير ، والقصص في هذا كثيرة ، فلا يقل أحد إني وصلت

العلم لا ينتهي إلا بالموت .

 

وفيه فائدة :

ـــــــــــــــــــ

 أن الإنسان لا يتأثر برأيه ولا يقل إن رأي هو الصواب وهو الحق وما عداه فهو الباطل ، لأنه قد يظهر لك في المستقبل جهلك وسيظهر

 

ولذا  :

بعض الأئمة كالإمام أحمد رحمة الله عليه يقول لك في المسألة أربعة أقوال

في المسألة الواحدة

لم ؟

 كلما تقدمت به السنون في طلبه للعلم اطلع على أحاديث وآثار أخرى

 

التواضع للعلم :

 أن يتلقاه المسلم من أي شخص صغير أم كبير ، ولذا قد يستفيد الشيخ من طالبه قد لا يشعر الطالب بهذا لكن يستفيد والموفق من وفقه الله جل وعلا .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال  : [[ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم . ]]

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــ

 

الصلاة مرت معنا

الصلاة من الله  :

هي ثناؤه عز وجل على عبده في الملأ الأعلى

وذكر الآل هنا :

 يدخل فيه الأتباع ، أتباع النبي صلى الله عليه وسلم .

( وصحبه )  :

أي صحابته ، وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ومات على ذلك

 

فآل النبي عليه الصلاة والسلام :

في الأصل على القول الراجح هم أتباعه ، فإذا ذكرت مطلقة فأتباعه ويدخل في أتباعه قرابته المتبعون له ، وأما إذا قرن الآل بالأتباع فالآل هم قرابته المتبعون له حتى يخرج أبو لهب وسائر قرابته الكفار .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وبهذا ينتهي شرح هذه الرسالة المختصرة

نسأل عز وجل أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح وأن يجعل هذا العلم حجة لنا لا حجة علينا وشاهدا لنا لا شاهد علينا ، وأن يجعلنا ممن يستمع القول فيتبع أحسنه

والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات وصلى الله وسلم على نبينا محمد .