شرح القواعد الأربع
شرح قول المؤلف :
(( وأن يجعلك مباركاً أينما كنت وأن يجعلك ممن إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة . ))
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الشيخ رحمه الله :
( وأن يجعلك ممن إذا أعطي شكر وإذا ابتلي صبر وإذا أذنب استغفر فإن هؤلاء الثلاث عنون السعادة )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــ
قال :
( وأن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وأعظم البلايا نسأل الله العافية أعظم البلايا والمحن ان يبتلى في دينه ولذا من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم 🙁 اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ) وهذه الدعوة تنقلنا إلى الشق الأول ، وأن أجل النعم نعمة الدين وهذه هي حاله الشدة والضيق والعسر
( أن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر ):
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لأن البعض من الناس نسأل الله العافية يبتلى ولا يصبر ، والبلية قد تكون في بعض الأحكام الشرعية هي خير في ذاتها قال عز وجل { كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ }
لا يلائم النفس ولكن أين الصبر ؟
فدعوة الشيخ رحمه الله :
( وأن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر )
ما هو الصبر ؟
الصبر هو :
1- حبس النفس عن الجزع والتسخط
2- اللسان عن القول المحرم
كأن يقول المبتلى : ” وا ويلاه وا ثبوراه وا هلاكاه “
وما شابهها من هذه الألفاظ .
3ــ حبس الجوارح عن الأعمال المحرمة . كلطم الخد , وشق الجيب , وضرب الرأس في الحائط ، نتف الشعر ، فإن هذا هو الصبر
1- حبس النفس عن الجزع والتسخط
2- حبس اللسان عن القول المحرم .
3- حبس الجوارح عن الأعمال المحرمة .
الصبر ثلاثة أنواع :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أفضلها الصبر على طاعة الله عز وجل :
الصلاة تحتاج إلى صبر ، قيام الليل يحتاج إلى صبر ، الصيام يحتاج إلى صبر
ولذا ذكر الله جل وعلا أن أكبر معين للإنسان على قضاء حوائجه الصبر ، قال عز وجل
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} وانظر إلى ختام الآية
{ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ } لا تظن أنك لوحدك ، لا معك المسدد جل وعلا ، معك الموفق معك المعين لكن اصبر أر الله جل وعلا من نفسك خيرا المجيء للمسجد لحضور درس محتاج إلى صبر لكن من يتصبر يصبره الله جل وعلا
فأفضل الصبر : الصبر على طاعة الله
يليه الصبر على معصية الله عز وجل :
نرى هذا الزمن الملهيات والشهوات وهي بين يديك إذا صبرت ابتغاء وجه الله عز وجل أجرت لأنه لابد في الصبر من النية ووصف الله عز وجل المتقين قال :{وَالَّذِينَ صَبَرُواْ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِمْ }
قد تنزل بالإنسان بلية ويصبر :
مثال : قطاع الطرق يمكن من أعظم الناس صبرا على الأذية يتحملون عندهم تحمل لكن لابد من ماذا ؟
لابد من النية لهذا الصبر ولذا قال عز وجل :{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ}
الناس في مقام البلايا ونسأل الله أن يعافينا وإياكم من البلاء والإنسان لا يتمنى البلاء يسأل الله العافية
الناس في البلايا أربعة أنواع :
النوع الأول :
أن يكون تقيا صابرا ، بعض الناس مؤمن وتقي ويصبر ،
النوع الثاني :
أن يكون تقيا ولا يصبر ، هو مؤمن فيه الصبر فيه خير لكن إذا نزلت به مصيبة ليس عنده ذلك الصبر ضعيف في تحمل هذه المحنة
الثالث :
أن يكون عنده صبر وليس بتقي ، بعض الناس قادر على الصبر والتحمل مثل قطاع الطرق لكنهم معد ومون من التقوى
الرابع :
وبعض الناس نسأل الله العافية لا تقوى ولا صبر ، ولذا ذكره الله في أعلى المقامات قال تعالى :{ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ} وهذا الأصل لو تؤمل في كتاب الله عز وجل لوجد كثيرا
قال تعالى :
{فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ }
{ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ }
{عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }
هذه هو أصل الدين فعندنا النوع الثاني ، الصبر على معصية الله عز وجل
النوع الثالث من أنواع الصبر :
الصبر على أقدار الله المؤلمة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لشيخ الإسلام رحمه الله كلام جميل في التدمرية ، يقول :
[ إن المسلم عليه واجبان في جانب القدر ، الأول : قبل وقوع المقدور عليه مما لا يلائمه فقبل ذلك يكون المسلم متوكلا على الله جل وعلا ، لا ينظر إلى المستقبل ، ولا يلتفت إلى ماذا سيجري عليه ، لا ، عليه أن يفوض الأمر إلى الله عز وجل وأن يتوكل عليه
هذا أمر واجب قبل نزول المصيبة
ثانيا : الواجب الذي يكون بعد المصيبة
ماذا ؟ الصبر والاحتساب ]
قد يقول قائل :
إن هذا التقسيم تقسيما على حسب الأفضلية قلنا الأفضل :
1- الصبر على طاعة الله .
2- الصبر عن معصية الله .
3- الصبر على أقدار الله
بعض الناس يقول : ” أتمنى أن أصلي ألف ركعة أو مائة ألف ركعة ولا أبتلى بمال أو بولد “
ألا يكن هذا ؟ يمكن أي صبره على هذه الطاعة أهون عنده من فقد مالا أو ولدا .
يقول : ” أصبر على مئات الآلاف من الركعات ، وهذا يسير بالنسبة إلي مما لو تمثلت أمامي امرأة جميلة وقالت لي هيت لك ألا يكون هذا ؟ بلى
هذا الترتيب قد يقول قائل :
ليس مناسبا
ألا يمكن أن يقال هذا ؟
لأن هذا الترتيب اختل بذكر هذه الأمثلة
الجواب / :
أن هذا التقسيم أي تقسيم أنواع الصبر من حيث ذات الصبر بقطع النظر عن المتعلقات
نحن الآن بصدد ماذا ؟
توضيح أن أنواع الصبر ثلاثة وأن بعضها أفضل من بعض لكن يأتي شخص ويقول : ” أصلي مئات الآلاف من الركعات وهذا يسير علي مما لو تمثلت امرأة حسناء أمامي .
نقول : ” الآن بالنسبة إليك أنت ، الصبر عن معصية الله أفضل في حقك من الصبر على طاعة الله ”
يقول الآخر :
” أصلي مئات الآلاف من الركعات ولا أفقد حبيبا ولا مالا
نقول : ” الصبر على أقدار الله المؤلمة في حقك أنت أفضل من الصبر على طاعة الله
لكن تقسيمنا هنا من حيث الأصل
لو سأل سائل :
فقال : لماذا الصبر على طاعة الله أفضل؟
ويليه الصبر على أقدار الله المؤلمة
لماذا جعلنا هذا الترتيب الذي فضل بعضه على بعض ؟
الجواب / :
لأن الصبر على طاعة الله فيه أمران 1:- فعل ، 2- ترك
مثال :
حينما تأتي إلى الصلاة يتطلب منك فعل وترك
ما هو هذا الفعل ؟
الركوع ، السجود ، التسبيح وغير ذلك من الأفعال التي تكون في الصلاة
أيضا هو صابر على ترك أشياء حينما دخل في هذه العبادة:
الأكل ، الشرب ، الكلام
فلهذين الأمرين أصبح نوع الصبر على طاعة الله أفضل أنواع الصبر
قلنا : يليه الصبر عن معصية الله عز وجل
وإنما قَلَّ عن الصبر عن طاعة الله عز وجل لأنه يتضمن تركا فقط يتضمن تركا هذا الذنب وهذه المعصية
وأتى الصبر على أقدار الله المؤلمة في المرتبة الثالثة :
لأنه لا فعل ولا ترك للعبد في هذا الأمر فليس باختياره إذا هذه أنواع الصبر
ولكن قد تكون بعض الأقسام أفضل في حق البعض باعتبار آخر
كما لو قلنا أن إنسان قال :
” أستطيع أن أصبر على صيام شهور ولا أستطيع أن أصبر على معصية “
هنا :
في حق هذا الرجل الصبر عن معصية الله عز وجل يكون أفضل في حقه