شرح بلوغ المرام الدرس 175 حديث 201 ـ 202 ( المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة)

شرح بلوغ المرام الدرس 175 حديث 201 ـ 202 ( المؤذن أملك بالأذان والإمام أملك بالإقامة)

مشاهدات: 571

باب الأذان  ــ بلوغ المرام

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

201- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – (( اَلْمُؤَذِّنُ أَمْلَكُ بِالْأَذَانِ , وَالْإِمَامُ أَمْلَكُ بِالْإِقَامَةِ )) رَوَاهُ اِبْنُ عَدِيٍّ وَضَعَّفَهُ .

202- وَلِلْبَيْهَقِيِّ نَحْوُهُ : عَنْ عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِ

الشرح :

ــــــــــــــ

 

201- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – (( اَلْمُؤَذِّنُ أَمْلَكُ بِالْأَذَانِ , وَالْإِمَامُ أَمْلَكُ بِالْإِقَامَةِ )) رَوَاهُ اِبْنُ عَدِيٍّ وَضَعَّفَهُ .

202- وَلِلْبَيْهَقِيِّ نَحْوُهُ : عَنْ عَلِيٍّ مِنْ قَوْلِهِ

ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ ـــــــــ

 

هذا الحديث من رواه ؟ أبو هريرة

مخرجه من ؟ ابن عدي

من ضعفه ؟ مخرجه وهو ابن عدي  ، وهو عبد الله بن عدي الجرجاني إمام حافظ وثقة كما قال ابن عساكر ولكن عنده أحيانا لحن في كلامه

سبحان الله !   ليس هناك فرار من النقص فلا أحد يغتر لأن بعضا من الناس يغتر بما يصل إلى سمعه من مدح الناس عليه ، على رسلك فهؤلاء  أئمة وحفاظ ولا تبلغ معشار ما بلغوه من العلم ومع ذلك لا يخلو أحد من النقص

 

وله كتاب [ الكامل في الجرح والتعديل ] وممن عاش في القرن الرابع

سبب التضعيف : أن به شريك القاضي وهو سيء الحفظ كما هو معروف

 

ما معنى هذا الحديث ؟

أن من هو أحق بالأذان من ؟ المؤذن لأنه هو الذي يثبر الوقت ودخوله

ومن أحق بالإقامة من ؟ الإمام هو الذي يأمر بالإقامة

لو قال قائل :

النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في الصحيح :(( لا تقوموا حتى تروني ))  دل على أن الإقامة تقام قبل أن يأذن بها هذا الآن يعارض ؟

فما هو الجواب ؟

الجواب أن يقال : أن بلالا كان يأتي إلى النبي عليه الصلاة والسلام ويخبره بالوقت ، وكان بلال يرى النبي عليه الصلاة والسلام فيعود بلال فيثبر حال النبي عليه الصلاة والسلام فإذا رآه رآه بلال قبل أن يراه غيره فيقيم بلال

فإذا أقام بلال قام الصحابة فقال عليه الصلاة والسلام شفقة عليهم

” لا تقوموا حتى تروني ”

 

ولذا نستفيد هنا :

متى يقوم المصلي عند أي جملة من جمل الإقامة ؟

كلام طويل للعلماء :

بعضهم من حين ابتداء الإقامة عند قول : الله أكبر

وبعضهم عند قول  : حي على الصلاة

وبعضهم عند قول : قد قامت الصلاة

وبعضهم إذا فرغ المؤذن من الأقامة

وبعضهم وهو الإمام مالك يقول : الأمر واسع

 

والصحيح :

” لا تقوموا حتى تروني ” أن الفضل إذا رئي الإمام قوم المصلي

إن لم يتمكن من رؤيته كأن تقام الصلاة ولم يتمكن من رؤيته يقوم ليس هناك دليل لأنه يرجع إلى خفة الإنسان وإلى ثقله يختلف باختلاف الناس فالأمر في ذلك واسع

ونص الحديث هنا : ” اَلْمُؤَذِّنُ أَمْلَكُ بِالْأَذَانِ ” دل على أنه ليس هناك وقت كما قال ابن بطال رحمه الله ليس هناك وقت محدد في الفاصل بين الأذان والإقامة

 

لو قال قائل  : الآن حددت في هذا العصر ؟

 

الجواب عن هذا :

لم يأت دليل شرعي يمنع من التحديد لأنه ليس هناك دليل محدد في القصر وفي الطول وإنما جعلت هذه الأوقات محددة من أجل أمور الناس لأن الناس كثروا

لو ترك الأمر هكذا لتضرر الناس فأفتت اللجنة الدائمة في عهد الشيخ ابن باز أفتت بهذا لأنه يحدد مراعاة للناس

وهذه أحاديث ضعيفة ولها ما يدل عليها من النصوص العامة

 

ــــــــــــــــــــــ

 

ذكر ابن بطال قال : إنه ليس هناك فاصل محدد وإنما يرجع إلى اجتماع المصلين

مما يدل على كلامه أنه عليه الصلاة والسلام في صلاة العشاء إذا رآهم اجتمعوا عجل بالصلاة وإذا رآهم تأخروا أو أبطئوا تأخر بالإقامة

 

إذا أذن المؤذن قبل مجيء الإمام وقبل إذنه فإنه يكون آثما للأن أمر الجماعة يختل وتصبح الأمور فوضى لكن يفترض أن يجعل الإمام إذنا عاما حتى يريح الناس بمعنى : أنه متى ما تأخرت عن موعد الإقامة بدقيقة أو دقيقتين صلوا

وثم ليكن المؤذن والإمام على اتفاق لأنه إذا لم يحصل اتفاق بين المؤذن والإمام إذاً غيرهما من باب أولى