الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
قال الناظم رحمه الله :
سبق معنا أن الكلمة لا تكون فصيحة إلا بشروط ، قد تتوفر هذه الشروط وتكون الكلمة فصيحة ، لكنها إذا ضمت مع كلمات أخرى لا تكون فصيحة ، هي في ذاتها ككلمة فصيحة ، لكن في تركيبها مع كلمات أخرى لا تكون فصيحة ، ومن ذلك أمران :
الأمر الأول : إذا كثرت الإضافات ، فإذا تتابعت الإضافات في الجملة فإن هذا الكلام ليس بفصيح ، كما لو قلت :
[ وطء قبرِ ابنِ غلام زيدٍ حرام ] زيد عنده غلام ، وهذا الغلام له ابن ، فمات هذا الابن وله قبر ، فوطء القبر حرام ، فقول قلت [ وطء قبرِ ] مضاف إليه [ ابن ] مضاف إليه [ غلامِ ] مضاف إليه [ زيد] مضاف إليه ،تتابعت الإضافات ، إذاً هذا ليس بكلام فصيح ، مع أننا لو أفردنا كل كلمة وحدها كانت فصيحة [ وطء ] كلمة فصيحة [ قبر ] كلمة فصيحة [ ابن ] كلمة فصيحة [ غلام ] كلمة فصيحة [ زيد ] كلمة فصيحة ، لكن لما ركبت هذا التركيب بتتابع الإضافات ، هذا لا يكون كلاما فصيحا .
الأمر الثاني : إذ كانت هذه الكلمات فصيحة لكنها إذا ضمت مع كلمات أخرى تنافرت ، وإذا تنافرت أصبحت ثقيلة على السمع ، عسيرة على النطق، كقول الشاعر :
وقبر حربٍ بمكان قفر | وليس قربَ قبرِ حربٍ قبرُ |
مفاد هذا : أن قبر حرب في مكان خالٍ وليس عنده أحد، هذا ما يفيده البيت من معنى ، فنجد أن كلمة [ قبر ] فصيحة ، وكذلك [ مكان – ليس – قرب – حرب ] كلها فصيحة ، لكن لما ركبت هذا التركيب ، صارت غير فصيحة .