شرح كتاب التوحيد
( 56 )
[ باب لا يسأل بوجه الله عز وجل إلا الجنة ]
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لفضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا هو رابط هذا الدرس على القناة العلمية الصوتية للشيخ :
https://www.youtube.com/watch?v=LPFj3Hdfwrk&list=PLLqPd_eY0IBM6kO0TRJOVvrp3H7mmLbbz&index=57
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لاَ يُسْأَلُ بِوَجْهِ اللَّهِ إِلاَّ الْجَنَّةُ» رواه أبو داود.
من الفوائد:
1 ـ أن هذا الحديث يضعفه بعض العلماء كالألباني رحمه الله ، ولا يعني أن الإمام المجدد رحمه الله يأتي بأحاديث ضعيفة حتى لا يطعن في الكتاب ، وذلك لأن الإمام رحمه الله قد يرى برأي عالم محدث آخر، ولذا فإن لهذا الحديث شاهدا مختلفا فيه وهو قوله صلى الله عليه وسلم «ملعون من سأل بوجه الله , وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا»
2 ـ أن هذا الحديث إن صح فإن السؤال بوجه الله عز وجل محرم إلا الجنة.
3 ـ أن الجنة يجوز أن يسأل العبد ربه عز وجل بوجهه ، لماذا الجنة؟
لأن وجه الله عز وجل عظيم والجنة عظيمة ، ولذا قال صلى الله عليه وسلم:«ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة» فمن باب تعظيم وجه الله عز وجل ألا يسأل به أمور الدنيا الحقيرة ، لكن الجنة وما يقرب إليها كأن يقول: «أسألك بوجهك الكريم أن تعينني على أداء صلاة الفجر» فيجوز هذا، أو يقول: أسألك بوجهك الكريم أن تعيذني من النار، فهذا جائز لأنه إذا أعاذه من النار أدخله الجنة.
4 ـ أن حديث «ملعون من سأل بوجه الله» يقتضي العموم، أنه لا يسأل أحد بوجه الله عز وجل شيئا حتى الجنة وكما قلنا هذا راجع إلى صحة الحديث من ضعفه.
5 ـ أن جملة ، «ملعون من سئل بوجه الله فلم يعط سائله ما لم يسأل هجرا» الهجر: معناه الفحش ، وقيل : ما لا فائدة منه ، فإذا سئلت بوجه الله عز وجل فأعط هذا السائل ما لم يسأل فحشا أو يسأل ما لا فائدة منه.
6 ـ أن هذا الحديث ، وهو حديث الباب قد يسند قول الألباني رحمه الله في تضعيفه أن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري «لمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَعُوذُ بِوَجْهِكَ قَالَ ﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ﴾ قَالَ أَعُوذُ بِوَجْهِكَ ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذَا أَهْوَنُ أَوْ هَذَا أَيْسَرُ»
فالنبي صلى الله عليه وسلم استعاذ بوجه الله من عذاب يخشى أن ينزل في الدنيا ،وأيضاً مما يسند ضعفه «دعاء» يقول المنذري إنه صحيح والألباني يضعفه ، وهو «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ مِنْ شَرِّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهِ» فهذا الحديث قد يسند هذا الأمر، وعلى كل حال فإن هذا الحكم المذكور في هذا الحديث يحتاج إلى تحرير وبحث أكثر ، لم؟ لكي يبنى على هذا الحديث إذا صح هذا الحكم، فإن هذا الحديث فيه ما فيه من المقال.
7 ـ إثبات صفة الوجه لله عز وجل وهو من الصفات الخبرية خلافاً لمن فسره بالذات، ومما يدل على أنه ليس هو الذات أن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند أبي داود، إذا أراد أن يدخل المسجد قال: «أَعُوذُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَبِوَجْهِهِ الْكَرِيمِ وَسُلْطَانِهِ الْقَدِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» فلو كان الوجه هو الذات لما عطف لفظ الوجه على الله عز وجل فدل على أن الوجه غير الذات.
8 ـ وجوب السعي لدخول الجنة ، ولذا في هذا الحديث إن صح لم يستثن إلا الجنة فدل على أن العاقل عليه أن يطلب أسمى الأشياء وأسمى الأشياء الجنة.