(مختصر فقه العبادات) [ 23 ] كتاب الصلاة ( صلاة أهل الأعذار – ثالثا : ” صلاة الخوف ” )

(مختصر فقه العبادات) [ 23 ] كتاب الصلاة ( صلاة أهل الأعذار – ثالثا : ” صلاة الخوف ” )

مشاهدات: 501

مختصر فقه العبادات

[ 23 ] 

( كتاب الصلاة )

باب صلاة الخوف

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

 

 

( صلاة الخوف )

لها صفات عدة كما هو مذكور في القرآن والسنة .

الشرح:

هذا هو العذر الثالث وهو الخوف:

قلنا إن المريض لصلاته صفة وهو العذر الأول

وقلنا إن المسافر لصلاته صفة وهو العذر الثاني،

 والعذر الثالث هو الخوف

لصلاة الخائف صفة بل صفات متعددة مذكورة في كتاب الله عز وجل وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقد استوفى الحديث عنها بن القيم رحمه الله في زاد الميعاد وذكر عدة صفات لها .

مسألة :

 إن اشتد الخوف صلوا رجالاً أوركباناً للقبلة وغيرها ويومئون طاقتهم حتى لو هرب من عدو أو خاف فوات وقت الوقوف بعرفة ونحو ذلك أو خاف فوات الرفقة

ومن خاف ثم أمن انتقل إلى صلاة الأمن وكثرت الحركة فيها لمصلحة الحرب لا تبطلها .

الشرح:

هذه هي صلاة الخوف

والخوف أنواع :

 إما من عدو

أومن سبع

وإما من سيل

 وأما من فوات شئ مهم

فله أن يصلي صلاة الخوف .

فصلاة الخوف إذا اشتد الخوف كأن يشتد الحرب ولم يتمكنوا من الركوع والسجود يصلون إما ركباناً يعني على الدواب وإما على أقدامهم ويأتون بما يستطيعون من الأركان والواجبات وما لا يستطيعون الإتيان به فيسقط عنهم ويومئون قدر طاقتهم

فلو أن الإنسان خاف أن يفوته الوقوف بعرفة لو وقف وصلى على الأرض واتى بالأركان خاف أن يفوته الوقوف بعرفه لكن لوصلى في سيارته أدرك الوقوف بعرفة

نقول :  هذا نوع من أنواع الخوف فلتصل في سيارتك حتى تدرك الوقوف ،

أوخاف أن تذهب عنه رفقته كأن يكون مع رفقة وخشي لو وقف وصلى الصلاة على وجهها الأصلي أن يذهب رفاقه ويحصل عليه ضرر كأن يضل الطريق أو يخاف من ضرر يحصل عليه فهنا يصلي في سيارته ويأتي بما يستطيع من الأركان وما عجز عنه فيسقط ، في حال الحرب سيشتد القتال وتكثر الحركة فكثرت الحركة لا تبطل الصلاة .

قلنا:  لكم إن كثرة الحركة عرفاً متتابعة من غير ضرورة تبطل الصلاة هنا وجدت الضرورة فالحركة كثيرة عرفاً ومتتابعة لكن افتقد شرط

( من غير ضرورة )

وهنا وجدت الضرورة .

مسألة :

يشترط لجواز صلاة الخوف أن يكون القتال مباحاً.

الشرح:

فصلاة الخوف إنما هي في القتال المأذون فيه شرعاً أما لو كان هناك قتال بين طائفتين عصبية فلا يجوز هذا القتال فالواجب عليهم أن يكفوا عن هذا القتال

مسألة :

 الصحيح أنه يجب عليه حمل السلاح الذي لا يشغله ولوكان نجساً

الشرح:

 الصحيح:  انه يجب عليه أن يحمل السلاح في صلاة الخوف لقوله تعالى :

{  َإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ فَلْتَقُمْ طَآئِفَةٌ مِّنْهُم مَّعَكَ وَلْيَأْخُذُواْ أَسْلِحَتَهُمْ }

وهذه صيغة من صيغ الأمر:

 وهي تقتضي الوجوب لا الاستحباب

خلافاً لمن قال يستحب ،ويجوز أن يحمل السلاح ولو كان نجساً للضرورة لكن يحمل سلاحاً لا يثقل عليه ولا يشغله عن صلاته كأن يحمل مسدساً أو ما شابه ذلك فلا يحمل سلاحاً ثقيلاً يشغله عن صلاته

وأما صفة صلاة الخوف فهي متعددة .:

أذكر شيئاً منها قد قال الإمام أحمد رحمه الله (بأي صفة صلاها فقد أجزأ )

. من بين الصفات :

أن النبي عليه الصلاة والسلام(صلى بطائفة صلاةً تامة كاملة ثم أتت الطائفة الأخرى فصلى بهم صلاة ً تامة)

ومن بين الصفات:

 أن النبي عليه الصلاة والسلام صلت معه طائفة ركعة فظل قائماً وأكملت هذه الطائفة صلاتها وسلمت ثم ذهبت وأتت الطائفة الأخرى فصلى بهم عليه الصلاة والسلام ركعة مثل الأولى من باب العدل وجلس للتشهد ثم قامت هذه الطائفة فأتت بالركعة الثانية ثم أدركوا النبي عليه الصلاة والسلام في التشهد فتشهدوا وسلموا معه

وهناك صفات أخرى موجودة في دروسنا الموسعة

هذا إذا كان العدو في غير جهة القبلة

 لكن لوكان العدو في جهة القبلة أي العدو أمامك كيف تكون الصلاة ؟

 ففي الأولى:

العدو في غير جهة القبلة فطائفة تصلي معه وطائفة تحرس أما هنا العدو تجاه القبلة فكما فعل عليه الصلاة والسلام جعلهم صفين .

فصف صلى معه فجعلهم صفين فكبر بهم تكبيرة الإحرام فركع وركعوا معه فرفع من الركوع فرفعوا معه فسجد فسجد الصف الأول

وأما الصف الثاني فبقي قائماً مقابل العدو فلما قام عليه الصلاة والسلام من هذه الركعة قامت معه الطائفة الأولى التي في الصف الأول

أما الطائفة التي كانت تحرس وهي في الصف الثاني أتمت السجود ثم تقدمت ورجعت الطائفة التي كانت في الصف الأول إلى الصف الثاني

وفعل مثل ما فعل في الركعة الأولى فلما ركع ركعوا جميعاً فلما رفع رفعوا جميعاً فلما سجد سجد معه الصف الأول الذين كانوا في الصف الثاني في الركعة الأولى فلما جلس الصف الثاني سجدوا ثم جلسوا معه في التشهد فسلم بهم جميعاً هذه هي صفة صلاة الخوف

إذا  كان  العدو في اتجاه القبلة

أما إذا كان في غير اتجاه القبلة فلها صفات متعددة من بينها ما ذكر لكم .