البلاغة
من الفوائد البلاغية :
النهي
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أما فائدتنا البلاغية لهذا اليوم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مر معنا :
أن الكلام ينقسم إلى قسمين :
خبر
وإنشاء
فتحدثنا عن الخبر وذكرنا ما يتعلق به من أغراض
ثم ثنينا بذكر الإنشاء وقلنا :
أن الإنشاء خمسة أقسام
وذكرنا الأمر
واليوم مع القسم الثاني :
وهو النهي :
وهو :
طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء .
وهذا النهي ليس له إلا صيغة واحدة وهي :
لا الناهية مع الفعل المضارع
لا تفعلوا
لا تذهبوا
لا تذهب
لا تقم
فلا الناهية مع الفعل المضارع هي صيغة النهي
بينما مر معنا أن الأمر له صيغ أربع :
فعل الأمر
والفعل المضارع المقرون بلام الأمر
واسم الفعل الأمر
والمصدر النائب عن فعل الأمر
بينما النهي :
ليس له إلا صيغة واحدة كما هنا
لا الناهية مع الفعل المضارع
لو قال قائل :
عرفتم النهي من أنه طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء
فماذا عساكم أن تقولوا في قوله تعالى :
(( لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ))
هذا نهي :
لا الناهية بعد الفعل المضارع أيكون الله في حالة نهي ؟
حاشاه عز وجل
فماذا عساكم أن تقولوا ؟
نقول كما قلنا في الأمر :
أن الأمر قد يخرج عن أصله كالدعاء
كذلك النهي قد يخرج عن أصله الذي هو طلب الكف عن الفعل على وجه الاستعلاء لأغراض مثل :
(( ربنا لا تؤاخذنا ))
النهي هنا غرضه الدعاء
أيضا من أغراض النهي :
المساواة :
كما لو قلت لزميلك : لا تتهاون فتخسر
ومن الأغراض :
الوعيد
كما لو قلت : لا تطع أمري
ومنها :
التأييس :
(( لا تعتذروا ))
ومنها :
التوبيخ :
(( ولا تلبسوا الحق بالباطل ))
ومنها :
التمني :
كما لو أن إنسانا في ليلة هانئة له فقال : يا ليل لا تطلع
ولتعلم أن الأغراض تعرف بالسياق ولا تنحصر فيما ذكرنا فقد تأتي بأكثر من هذا ولها معان أخرى
ولذا من عنده تذوق فإنه سيعلم من علم البلاغة إذا عرف أصولها وقواعدها
تطبيق :
لا تنه عن خلق وتأتيَ مثله
عار عليك إذا فعلت عظيم :
النهي : للتوبيخ
لا تحسب المجد تمرا أنت آكله
النهي غرضه : التوبيخ