من الفوائد البلاغية ( 31 ) (النداء ) ( أدوات النداء )

من الفوائد البلاغية ( 31 ) (النداء ) ( أدوات النداء )

مشاهدات: 529

أداوت النداء

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحديث فيما مضى كان عن النداء

وذكرنا أدوات النداء وأن عددها ثمانية :

هذه الأدوات أدوات النداء ينادى بها لكن ينادى بها من هو قريب أم من هو بعيد ؟

نقول :

من بين هذه الأدوات ما ينادى به القريب  وما ينادى به البعيد

فالذي ينادى به للقريب :

الهمزة

وأي

هذه ينادى بها للقريب

وما سواهما ينادى بها للبعيد

فإذا سمعت قائلا يقول :

أزيدُ

أو قال : أي زيدُ

فهمنا هنا أن زيدا قريب منه

لكن لو قال : يا زيدُ

أو أيا زيدُ

أو آي زيدُ

أو قال : وازيداه

هنا : نفهم : أنه ينادي من هو بعيد عنه

لكن إذا كانت الأداة الهمزة وأي كان للقريب

وليعلم :

ــــــــــــــ

أن لفظ الجلالة الله : لا ينادى إلا بياء تقول :

يا اللهُ

ولا يصح أن تقول : أي الله

أو أيا الله

وإنما يخص بالياء

تقول : يا الله

ويصح :

أن تحذف الأداة وأن تعوض عنها ميما في آخر الكلمة ، فتقول : اللهم

فنحن فهمنا :

أن الهمزة وأي ينادى بها للقريب و ما سواهما ينادى بها للبعيد

لكن قد يخرج هذا الأمر لاعتبارات أخرى على حسب مقصود المنادي

فقد ينزل البعيد منزلة القريب :

إذا كان القلب مشتغلا بالمنادى كما لو قلت : أسكان الحجاز أنتم في قلبي

يعني : أنت في  الرياض  وتقول : أسكان الحجاز أنتم في قلبي

هنا الهمزة للقريب

لكن هنا كما قال الشاعر:

أسكانَ نعمانِ الآراك تيقنوا     بأنكم في ربع قلبي سكانا

فهنا لاشتغال القلب بهم كأنهم حاضرون أمامه

لكن من حيث الأصل :

 الهمزة ينادى بها للقريب

كذلك قد يكون العكس

قد ينزل القريب منزلة البعيد :

 لعلو مرتبة هذا المنادى

فمثلا لو قال شخص للوالي  وهو عنده قال :

أيا مولايَ

أيا : من أداوت البعد

لكن هو يريد بذلك أن هذا الوالي عالي المنزلة فنزله منزلة البعيد في المنزلة التي لا يصل إليها غيره

وقد يكون للاحتقار :

كما لو قلت لشخص هو قريب منك :

أيا هذا

وقد يكون من هو قريب منك قد يكو ن ساهيا فبإمكانك أن تقول : أيا فلان أو يا فلان

فالهمزة وأي ينادى به القريب وما سواهما ينادى بها البعيد

إلا إذا كان هناك اعتبارات أخرى

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ