أداوت النداء
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحديث فيما مضى كان عن النداء
وذكرنا أدوات النداء وأن عددها ثمانية :
هذه الأدوات أدوات النداء ينادى بها لكن ينادى بها من هو قريب أم من هو بعيد ؟
نقول :
من بين هذه الأدوات ما ينادى به القريب وما ينادى به البعيد
فالذي ينادى به للقريب :
الهمزة
وأي
هذه ينادى بها للقريب
وما سواهما ينادى بها للبعيد
فإذا سمعت قائلا يقول :
أزيدُ
أو قال : أي زيدُ
فهمنا هنا أن زيدا قريب منه
لكن لو قال : يا زيدُ
أو أيا زيدُ
أو آي زيدُ
أو قال : وازيداه
هنا : نفهم : أنه ينادي من هو بعيد عنه
لكن إذا كانت الأداة الهمزة وأي كان للقريب
وليعلم :
ــــــــــــــ
أن لفظ الجلالة الله : لا ينادى إلا بياء تقول :
يا اللهُ
ولا يصح أن تقول : أي الله
أو أيا الله
وإنما يخص بالياء
تقول : يا الله
ويصح :
أن تحذف الأداة وأن تعوض عنها ميما في آخر الكلمة ، فتقول : اللهم
فنحن فهمنا :
أن الهمزة وأي ينادى بها للقريب و ما سواهما ينادى بها للبعيد
لكن قد يخرج هذا الأمر لاعتبارات أخرى على حسب مقصود المنادي
فقد ينزل البعيد منزلة القريب :
إذا كان القلب مشتغلا بالمنادى كما لو قلت : أسكان الحجاز أنتم في قلبي
يعني : أنت في الرياض وتقول : أسكان الحجاز أنتم في قلبي
هنا الهمزة للقريب
لكن هنا كما قال الشاعر:
أسكانَ نعمانِ الآراك تيقنوا بأنكم في ربع قلبي سكانا
فهنا لاشتغال القلب بهم كأنهم حاضرون أمامه
لكن من حيث الأصل :
الهمزة ينادى بها للقريب
كذلك قد يكون العكس
قد ينزل القريب منزلة البعيد :
لعلو مرتبة هذا المنادى
فمثلا لو قال شخص للوالي وهو عنده قال :
أيا مولايَ
أيا : من أداوت البعد
لكن هو يريد بذلك أن هذا الوالي عالي المنزلة فنزله منزلة البعيد في المنزلة التي لا يصل إليها غيره
وقد يكون للاحتقار :
كما لو قلت لشخص هو قريب منك :
أيا هذا
وقد يكون من هو قريب منك قد يكو ن ساهيا فبإمكانك أن تقول : أيا فلان أو يا فلان
فالهمزة وأي ينادى به القريب وما سواهما ينادى بها البعيد
إلا إذا كان هناك اعتبارات أخرى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ