أغراض النداء
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــ
الفائدة البلاغية لهذا اليوم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فمازلنا في باب النداء :
والنداء من الإنشاء
الإنشاء نقيض الخبر
فالكلام عند أهل البلاغة :
خبر وإنشاء
ومضى الحديث عن الخبر ومازلنا في الحديث عن الإنشاء
والإنشاء خمسة أنواع مر معنا جميعها
وها نحن جميعها
مر معنا :
الأمر
والنهي والاستفهام
والتمني
وهنا :
النداء
سبق معنا بيان النداء :
وأنه هو طلب المتكلم إقبال المخاطب عليه بحرف ناب مناب أدعو أو أنادي
هذا هو المعنى للنداء
وهذا هو الأصل
لكن كما مر معنا :
الأمر قد يخرج عن معناه الأصلي
وكذلك مر معنا :
النهي قد يخرج عن معناه الأصلي
وكذلك الاستفهام ، وكذلك التمني
كذلك ما وقع هناك يقع هنا الأصل :
أن النداء هو :
وأنه هو طلب المتكلم إقبال المخاطب عليه بحرف ناب مناب أدعو أو أنادي
هذا هو الأصل
لكن قد يخرج هذا المعنى للنداء بحسب القرائن
ومن ثم :
فإن على طالب علم البلاغة أن يكون حاضر الذهن وأن يكون ذواقا فيما يقرءوه من نصوص وآثار حتى يعرف ما يراد من هذا السياق
إذاً :
النداء يخرج عن معناه الأصلي لأغراض تفهم حسب القرائن
من بينها :
الإغراء :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما لو رأيت شخصا للدرس تقول :
يا متعلم
يا متعلمُ
إغراء له على المجيء والحرص على العلم
فهنا : يا حرف نداء
لم أقصد أن أناديه لكني قصدت أن أغريه وأن أحثه على التعلم
ومن الأغراض :
الاستغاثة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يا لله لمجتمع ضيع دينه
أنت لا تريد النداء أنت تستغيث بالله أن يغيث هذا المجتمع الذي أضاع دينه
ومن الأغراض التي يخرج بها النداء عن معناه الأصلي :
الندبة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وله أمثلة كثيرة لكن من بينها قول الشاعر:
فواعجبا كم يدعي الفضل ناقص
ويا أسفا كم يظهر النقص فاضل
فهنا يندب حال بعض من الناس
فكأنه واقع في بلاء
فكيف تتغير الموازين:
فالناقص يدعي الفضل والفاضل يدعي النقص
ومنه قول النبي عليه الصلاة والسلام :
(( ورأساه ))
وا : حرف نداء لكن خرجت عن معناها الأصلي
والندبة : تكون للمتوجع منه والمتفجع عليه
ورأساه : للمتوجع منه
وأما المتفجع عليه :
كأن تقول : وأبتاه
كما لو أشرف على الهلاك وأبتاه
ومن الأغراض :
الاختصاص :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والاختصاص إما أن يكون للفخر وإما أن يكون للتواضع
وهو أن يأتي اسم ظاهر قبله ضمير يبين حال هذا الاسم
فمثال الفخر كأن تقول :
أنا أكرم الضيف يا أيها الرجلُ
مثال التواضع :
أنا الفقير إلى الله يا أيها الرجلُ
ومن الأغراض التي يخرج منها النداء عن معناه الأصلي :
التعجب :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كقولك لشخص :
يا لك من رجل كريم
فأنت لا تريد أن تناديه وإنما تريد التعجب من حاله ومن كرمه
ومنها :
التحسر :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما هو قول الكفار يوم القيامة :
((يا ليتني كنت ترابا ))
ولتعلموا
أنه لا ينحصر في مثل هذه الأغراض وإنما بحسب السياق تخرج أغراض أخرى وقد ذكروا أمثلة وأغراضا أخرى لكن اكتفينا بهذا القدر من باب أن ينطلق طالب هذا العلم لمعرفة ما سيمر به من نصوص فيها نداء
هل هي باقية على معناها الأصلي أم خارجة عن معناها الأصلي ، وما هو هذا الغرض الذي من أجله خرج هذا النداء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ