من الفوائد البلاغية ( 35 ) ( أغراض بقاء المسند إليه )

من الفوائد البلاغية ( 35 ) ( أغراض بقاء المسند إليه )

مشاهدات: 521

البلاغة

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 ذكرنا الخبر والإنشاء وهما نوعا الكلام عند البلاغيين نعود مرة أخرى إلى ما تحدثنا عنه مسبقا من أن علم المعاني ولا زلنا في علم المعاني لأن البلاغة ثلاثة أضرب :

علم المعاني 

علم البيان

علم البديع

قلنا فيما مضى ولازلنا في علم المعاني قلنا :

إن علم المعاني يتركب من أمرين مسند ومسند إليه

فالمسند  : هو المحكوم به

والمسند إليه : هو المحكوم عليه

فحديثنا عن المسند إليه الذي هو محكوم عليه

هذا المسند إليه يجب أن يكون موجودا في الكلام إلا إذا دلت قرينة على حذفه فيجوز حذفه

مثلا :

قام زيدٌ

أين المحكوم عليه ؟

زيد محكوم عليه بالقيام

إذاً  : زيد مسند إليه

المحكوم به القيام هو المسند

 

لو قال قائل :

قام

لا يصح مثل هذا لأنه لا قرينة موجودة تدل على المسند إليه حتى نحذفه فالأصل أن المسند إليه يبقى إلا إذا دلت قرينة على حذفه

ومع هذا قد تدل قرينة على حذفه ويبقى لأغراض

قد تدل قرينة على حذفه ويبقى لأغراض  وهي أغراض كثيرة نذكر شيئا منها

 

إذاً :

يبقى المسند إليه مع وجود قرينة لو حذف لا إشكال في ذلك لكنه بقي لأغراض :

 

من بين هذه الأغراض :

التلذذ بذكره :

كما لو قلت : الله ربي الله حسبي

لو قلت : الله ربي حسبي

صح

لكن لماذا أتي بالمسند إليه مرة أخرى

للتلذذ

 

ومن الأغراض :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التأكيد  على أهمية الشيء وتحقق الأمر فيه :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

قوله تعالى :

{أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }البقرة5

لكن من باب التأكيد على تحقق الهدى والفلاح لهؤلاء

 

ومن الأغراض :

ـــــــــــــــــــــــــــــــ

أن يطول الكلام فيضعف فهم السامع :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما لو قلت :

زيد كريم شجاع مقدام ثم انتقلت إلى حديث آخر مغاير له فأنت تريد أن تعود إلى ذكر زيد فلو قلت : نعم الرجل

أنت تعرف  أن المستمع ضعيف  الفهم

تعود وتقول : زيد نعم الرجل

لأنك لو قلت : نعم الرجل لا إشكال في ذلك لكن هناك قرينة  ربما  لا يفهم من هو الممدوح

 

ومن الأغراض :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الإهانة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما لو سئل :

هل حضر الزاني ؟

فيجاب : الزاني حضر

لو أجاب قال : حضر

كفى

 

ومن الأغراض :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التعظيم :

ــــــــــــــــــــــــــ

كما لو قلت :

هل حضر الأمير ؟

لو قلت : نعم

صح

لكن تقول : سيف الدولة حضر

 

ومن الأغراض:

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بيان غباوة السائل

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كما لو قال شخص :

ماذا قال زيد ؟

فيمكن أن تقول : قال كذا وكذا وكذا

لكن تعيد وتقول : زيد قال كذا  وكذا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه  جملة من الأغراض ذكروا أغراضا أخرى لكن كما أسلفنا هذه الأغراض تفهم من السياق

أهم شيء لدينا أن المسند إليه يجب أن يكون موجودا إلا إذا دلت قرينة على حذفه فيجوز أن يحذف

لكن قد يبقى مع وجود القرينة لأغراض من بينها ما ذكرنا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ