من الفوائد البلاغية ( 59 ) ( التقييد بالشرط ( 6 ) ( مراجعة على الشرط )

من الفوائد البلاغية ( 59 ) ( التقييد بالشرط ( 6 ) ( مراجعة على الشرط )

مشاهدات: 458

من الفوائد البلاغية : مراجعة على التقييد بالشرط

فضيلة الشيخ

زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الفائدة البلاغية في هذه الليلة

 

مر معنا وأكثرنا من الحديث فيما يخص البلاغة لكن حتى تعود الأذهان إلى معلومات ما مضى أذكر ما مضى على وجه الاختصار

 

البلاغة ترتكز على ثلاثة علوم :

علم المعاني

علم البيان

علم البديع

هذه هي البلاغة

 

علم المعاني : معنى في نفسك

علم البيان : هذا المعنى لابد أن تبينه

علم البديع : بعض الناس يفصح عما في نفسه ويكون مبدعا في هذا البيان فيأتي بالمحسنات البديعية

 

نحن مازلنا في ذكر فوائد متعلقة بعلم المعاني

علم المعاني :

يرتكزعلى أساسين :

المسند

والمسند إليه

المسند  : هو المحكوم به

المسند إليه : هو المحكوم عليه

 

مثال :

قام زيد

قام : مسند هو الحكم

زيد : هو المسند إليه لأنه المحكوم عليه

 

مثال آخر :

كان عندك زيدٌ مقيما

أين المسند والمسند إليه ؟

المسند إليه : زيد

قائما : مسند

فحكمنا على زيد بالإقامة والإقامة هي  المحكوم بها على زيد

فلا يظن أحد أن المسند يكون متقدما والمسند إليه متأخرا

لا ، انتبه

انظر من هو المحكوم عليه فهو المسند إليه

والمحكوم به هو المسند

هذا المسند والمسند إليه هو علم المعاني

 

إذا أتت الجملة ليس فيها إلا مسند ومسند إليه فهذه  تسمى في علم البلاغة ولاسيما في علم المعاني تسمى بالإطلاق

يعني : مطلقة

قام زيد   ـــــــــــــــ مطلقة

قام زيد على أي  حال على أي  وجه ليس هناك تقييد

 

نعود إلى مثالنا :

كان عندك زيد مقيما

إن أتى شيء  زائد على المسند والمسند إليه تسمى جملة تقييد

يعني مقيدة

 

ففي  مثالنا :

كان عندك زيد مقيما ـــــ مقيدة

مقيدة بالنواسخ كما مر معنا

إذاً:

إذا أتى المسند والمسند إليه فهي  جملة إطلاق

إذا أتى شيء زائد على المسند والمسند إليه فهي جملة تقييد مقيدة

 

والجملة المطلقة تقيد بأمور

مرت معنا :

بالعطف

عطف النسق

عطف البيان

بالبدل

بالتوكيد

بالشرط

بالنواسخ

 

آخر ما توقفنا عنده : تقييد الجملة المطلقة بالشرط

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

وانتهينا من ذلك

لكن ماذا قلنا :

قلنا :
إن أدوات الشرط في البلاغة كثيرة لكن هناك أدوات ثلاث لها أهمية في
اللغة العربية ولاسيما في البلاغة :

إنْ

إذا

لو

 

تحدثنا عن إن وإذا وعن لو

آخر ما تحدثنا به عن إن وإذا :

” إن “ تفيد الشك في  وقوع الشرط تفيد الشك في ثبوت الشرط أو نفيه ليس هناك شيء متأكد

بينما : إذا تفيد القطع بوقوع الشرط إما نفيا وإما إثباتا

وقلت لكم : إذا أردتم أن تتذكروا فاحفظوا تلك الآية :

{فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ } الأعراف131

 

انتبه :

البلاغة وهي من ضمن اللغة العربية اللغة العربية لها فوائدها في فهم كلام الله وفي فهم كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

لماذا تغير المعنى ؟

أو لماذا تغير الأسلوب ؟

لما أتت الحسنة أتت كلمة إذا ((فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُواْ لَنَا هَـذِهِ )) ولما أتت السيئة أتت كلمة إن ولم تأت كلمة إذا ((  وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ ))

 

لم ؟

لأن وجود الحسنة المطلقة من الله مستمرة مع الناس فالناس لا يزالون في حسنات من الله

ولذلك هنا فالحسنة وهو الخير المطلق  قطعي الوقوع

ولذلك قال : ((فَإِذَا جَاءتْهُمُ الْحَسَنَةُ )) أتت كلمة إذا

 

لكن لما كانت السيئة مما لا يلائم العبد يعني قليل وقوعه تفضلا منه عز وجل

قال : ((وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُواْ بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ )) الأعراف131

 

إذاً :

إذا تفيد تحقق وقوع الشرط إما نفيا أو إثباتا

أما ” إن “ تفيد الشك

لكن في اللغة العربية تأتي  كلمة إن ليس للشك وإنما للتحقيق

وإنما الأصل في إن في اللغة أنها تفيد الشك في وقوع الشيء أو في تحقق الشرط

لكن قد تأتي للتأكيد لأغراض :
ــ تجاهل من هو عارف وعالم

مثل إنسان يقول : إن فعلت هذا الشيء

هو يعرف انه فاعل هذا الشيء

إن فعلت هذا الشيء فهو خطأ مني

أهو شاك في وقوع هذا الفعل منه ؟

لا هو متيقن

ولذلك أتت إن ولم تأت إذا

 

ــ تنزيل العالم منزلة الجاهل لأنه لم ينتفع بعلمه

مثل :

قول  القائل لشخص متكبر : إن كنت من تراب فلا تتكبر

هل يشك أنه من تراب أو من غيره ؟

لا يشك