الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (92)
مسائل باب ( من تبرك بشجرة أو حجر أو نحوهما )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف رحمه الله :
فيه مسائل :
ــــــــــــــــــ
الأولى :
ــــــــــــــ
تفسير آية النجم :
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وقد سبق بيان ذلك ، وهو قوله تعالى : ((أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى{19} وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى{20} ))
الثانية :
ــــــــــــ
معرفة صورة الأمر الذي طلبوا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
ما هي صورة الأمر ؟
قالوا : ” اجعل لنا ذات أنواط كما قالت بنو إسرائيل اجعل لنا إلها كما لهم آلهة
الثالثة :
ـــــــــــــــ
كونهم لم يفعلوا :
ـــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــــ
إذ لو فعلوا لكفروا
ومن ثم فإنه لا يستدل بهذا الحديث على تبرير ما عليه عباد القبور ، إذ إن بعضهم قد يستدل – وقد ذكر هذا المصنف رحمه الله في كشف الشبهات ، ذكر الآية التي في سورة الأعراف عن بني إسرائيل وذكر هذا الحديث
فلا يستدل بهذا على أن هؤلاء طلبوا ولم يكفرهم النبي عليه الصلاة والسلام
فنقول : إن النبي عليه الصلاة والسلام أنكر عليهم فلما أنكر عليهم لم يفعلوا فيما رأوه
الرابعة :
ــــــــــــــــــ
كونهم قصدوا التقرب إلى الله بذلك لظنهم أنه يحبه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــ
ففي هذا توجيه لطلبهم – المصنف رحمه الله يقول : ” إنهم لم يقصدوا الشرك ، وإنما ظنوا أن هذا الأمر يقربهم إلى الله عز وجل فطلبوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم
الخامسة :
ــــــــــــــــــ
أنهم إذا جهلوا هذا فغيرهم أولى بالجهل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
يريد المصنف رحمه الله أن يذكر ما ذكره في كشف الشبهات من قوله : ” إن قول البعض إن التوحيد قد علمناه فهذا من أجهل الناس .
فإذا كان الصحابة رضي الله عنهم مع ما لهم من المنزلة الرفيعة قد طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام هذا الأمر ، وجهلوا حقيقة حكمه فغيرهم من باب أولى
فليحذر المسلم من حبائل الشيطان ، ومن الوقوع في الشرك
وقد سبق معنا ما عقده المصنف من باب ” الخوف من الشرك “ وقول الخليل عليه الصلاة والسلام : ((وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ ))
وقول النبي عليه الصلاة والسلام : (( أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر ، فسئل عنه ، فقال : هو الرياء ))
السادسة :
ـــــــــــــــــــــ
أن لهم من الحسنات والوعد والمغفرة ما ليس لغيرهم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــــ
فمناقب الصحابة رضي الله عنهم كثيرة :
من بينها :
ـــــــــــــــــــــــ
أن لهم حسنات كبيرة لا يوازيهم فيها أحد ، وأن الله عز وجل وعدهم بالمغفرة
ومع هذا كله لم تكن هذه الأشياء مانعة النبي صلى الله عليه وسلم من أن ينكر عليهم
السابعة :
ـــــــــــــــــــ
أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يعذرهم بل رد عليهم بقوله : (( الله أكبر إنها السنن لتتبعن سنن من كان قبلكم )) فغلظ الأمر بهذه الثلاث :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
وهذه الثلاث :
الأول : التكبير لأن هذا من باب التعجب
والتغليظ الثاني : القسم
التغليظ الثالث : أن هذا القول هو كقول من سبقهم كقول بني إسرائيل : (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ))
والنبي عليه الصلاة والسلام غلظ عليهم
وقد سبق معنا سرعة إنكاره عليه الصلاة والسلام المنكر
الثامنة :
ــــــــــــــــــــ
الأمر الكبير ، وهو المقصود : ” أنه أخبر أن طلبهم كطلب بني إسرائيل لما قالوا لموسى : (( اجعل لنا إلها )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وفي هذا التحذير من السير خلف ما سارت فيه الأمم السابقة ولاسيما بنو إسرائيل ، وليس هذا من باب التقرير ، وإنما هو من باب التحذير منه عليه الصلاة والسلام
فإذا كان يحذر صحابته فغيرهم ممن سيأتي بعدهم من باب أولى
التاسعة :
ــــــــــــــ
أن نفي هذا من معنى ” لا إله إلا الله ” مع دقته وخفائه على أولئك :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وذلك لأن ترك الشرك هو التوحيد كما سبق معنا في الأبواب السابقة
ولذا يعرف الشيء بضده ، فترك هذه الأشياء ، وهي التبرك بهذه الأشجار هو حقيقة التوحيد
لأن التوحد لا يتم إلا باجتناب الشرك :
ولذا يقول الله عز وجل في آيات كثيرة : ((وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً ))
فليس المقصود العبادة فقط لأنه لا عبادة إلا باجتناب الشرك
العاشرة :
ـــــــــــــــ
أنه حلف على الفتيا ، وهو لا يحلف إلا لمصلحة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وسبق هذا مرارا أنه يجوز أن يحلف الإنسان ولو لم يستحلف إذا وجدت المصلحة لتأكيد الأمر وأهميته
والمصنف رحمه الله قيدها بالمصلحة لأنه سيعقد بابا : (( باب ما جاء في كثرة الحلف بالله ))
الحادية عشرة :
ــــــــــــــــــــــــــــ
أن الشرك فيه أصغر وأكبر لأنهم لم يرتدوا بهذا :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكفرهم
فدل على أن هذا الطلب ليس من الشرك الأكبر ولا شك أن هذا شيئا من النظر إذا كان هذا هو مقصود المصنف
قال المصنف رحمه الله : (( ليس ما طلبوه من الشرك الأصغر ولو كان منه لما جعله صلى الله عليه وسلم نظير قول بني إسرائيل : (( اجعل لنا إلها ))
وأقسم على ذلك بل هو من الشرك الأكبر
كما أن طلب بنو إسرائيل من الشرك الأكبر ، وإنما لم يكفروا بطلبهم لأنهم حدثاء عهد بالإسلام ولأنهم لم يفعلوا ما طلبوه ، ولم يقدموا عليه بل سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فردهم عنه فتأمل “
ـــ فظاهر هذه المسألة التي ذكرها المصنف رحمه الله أن هذا الطلب ليس من الشرك الأكبر وإنما هو من الشرك الأصغر ، إذ إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يكفرهم ولم يرتدوا بذلك لكن في هذا شيء من النظر
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام قاس هذا الطلب على ما طلبته بون إسرائيل
وما طلبته بنو إسرائيل من جعل لهم إله كما أن لهؤلاء القوم آلهة هو من الشرك الأكبر
وإنما لم يرتدوا لجهلهم بهذا الحكم أو لحسن نيتهم ، فظنوا أن هذا الأمر يقربهم إلى الله عز وجل أو لأنهم لما أنكر عليهم لم يفعلوا
الثالثة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
التكبير عند التعجب خلافا لمن كرهه :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح:
ــــــــــــــــــ
فالصواب أن الإنسان إذا رأى شيئا يعجبه سواء كان مما يستحسن أو مما يستقبح فله أن يكبر، فيقول : ” الله أكبر ”
والتعجب قد يراد منه تعجب استحسان أو تعجب استنكار
فقول عائشة رضي الله عنها : (( كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيمن في تنعله وترجله وفي طهوره وفي شأنه كله ))
هذا هو استحسان
وأما الاستنكار كقوله تعالى : {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ }
الرابعة عشرة :
ــــــــــــــــــــــــــ
” سد الذرائع ” :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وهي من أعظم القواعد والأصول في الدين
فسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو إلى المحرم هذه من أعظم الأصول ومن أعظم القواعد
ولذا النبي عليه الصلاة والسلام أغلق عليهم الباب فقال : (( لتركبن سنن من كان قبلكم ))
يريد بذلك أن يمنع المسلم من مشابهة الكفار ولو بأقل ما يكون .
الخامسة عشرة :
ــــــــــــــــــــــــ
النهي عن التشبه بأهل الجاهلية :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــ
وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام قاس وقرن بين قولهم وبين قول بني إسرائيل
ولذا قال موسى عليه الصلاة والسلام لبني إسرائيل : (( قال إنكم قوم تجهلون ))
السادسة عشرة :
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
الغضب عند التعليم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــ
وذلك لأنه عليه الصلاة والسلام أتى بكلمة التكبير
وهذا يدل على غضبه عليه الصلاة والسلام
وعلامته أنه ذكر بعد التكبير قوله : (( إنها السنن قلتم والذي نفسي بيده كما قالت بنو إسرائيل لموسى ))
والتعليم عند الغضب قد يحتاج إليه وإن كان في حقيقة الأمر يكون التأني مطلبا في تعليم الناس
فالنبي عليه الصلاة والسلام كما جاء في صحيح مسلم : (( كان يخطب وإذا برجل يأتي ويقول : يا رسول الله ))
رجل جاء يسأل عن دينه لا يعرف ما دينه
فنزل عليه الصلاة والسلام وأوتي بكرسي فجعل يعلمه حتى فرغ ثم قام إلى المنبر فأكمل خطبته
ولما أتاه رجل كما جاء في الصحيح وقد أقيمت صلاة العشاء فجعل يعلمه عليه الصلاة والسلام حتى نعس القوم
فهذا يدل على التأني والرفق بالمتعلم لكن في بعض الأحيان قد يكون الغضب والغلظة على المتعلم مناسبا
وهذا من الحكمة لأن النبي عليه الصلاة والسلام هنا ذكر له أمر عظيم
ما هو هذا الأمر العظيم ؟
أن يطلب الشرك الذي ينافي التوحيد
ولذا النبي عليه الصلاة والسلام في حديث عمران لما رأى حلقة من صفر في يده :
قال : ما هذه ؟
قال : من الواهنة
قال : انزعها
بهذا الأسلوب – فإنها لا تزيدك إلا وهنا
وقد يكون الغضب في التعليم لشخص ما كان ينبغي أن يسأل هذا السؤال لأن مثل هذا السؤال لا ينبغي أن يجعله
فهنا يجوز الغضب والغلظة حتى يتفطن في مستقبل أمره
وذلك كأن يكون هناك طالب يحضر دروسا في موضوع معين وليس درسا واحدا وإنما هي دروس ثم إذا به يسأل سؤالا لا يتناسب مع ما أخذه من هذه الدروس
فهذا يدل على أن عقله وعلى أن ذهنه وأن فكره ليس موجودا حال حضوره لهذا الدرس
وقد تكون الغلظة والنفور لأن هذا السؤال ليس فيه تلك المصلحة
كما جاء في صحيح البخاري : (( أن رجلا أتى إلى النبي عليه الصلاة والسلام وهو يحدث أصحابه فقال : ” متى الساعة ؟
فتركه عليه الصلاة والسلام ، فقال بعض الصحابة كأنه كره سؤاله .
وقالب بعضهم : لم يسمع
فلما فرغ عليه الصلاة والسلام دعاه وقال له : ((ماذا قلت ؟ ))
قال : متى الساعة ؟
فقال عليه الصلاة والسلام : (( إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة ))
قيل : وما إضاعتها ؟
قال : (( إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ))
فمثل هذا السائل سأل عن شيء لا فائدة من السؤال عنه لأنه لا يعود بمصلحة تعود على المكلفين بمزيد فائدة
ولذا لما جاءه جبريل فقال : متى الساعة ؟
قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل))
لم يقل : (( إني لا أعلم كما أنك لا تعلم ))
وإنما قال : ” ما المسئول عنها بأعلم من السائل ”
بمعنى : أن كل مسئول وسائل لا يعلم بها
قال : وسأخبرك عن أماراتها
فأخبره عليه الصلاة والسلام عن أماراتها
ولذا لا يُنقم أولا يعتب على أحد العلماء إذا غضب في بعض الأحيان من سؤال يطرح فإنه ما غضب إلا من أجل مصلحة يراها
وإلا الأصل في التعليم أن يكون برفق
السابعة عشرة :
ــــــــــــــــــــــ
القاعدة الكلية لقوله عليه الصلاة والسلام : (( إنها السنن )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
لا شك أنها قاعدة كبرى لأن في ترك مشابهة الكفار ولو في الظاهر أصل من أصول العقيدة :
إذ قال عليه الصلاة والسلام كما عند أبي داود : (( من تشبه بقوم فهو منهم ))
فالذي يتتبع سنن من كان قبلنا ولو كان في الظاهر قد يجنح به هذا الشبه في الظاهر إلى أن يتشبه بهم في الباطن
وإذا تشبه بهم في الباطن وهو المعتقد خرج من التوحيد إلى الشرك
ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله في ” اقتضاء الصراط المستقيم ” معلقا على هذا الحديث قال : ” إن ظاهر هذا الحديث يقتضي كفر المتشبه بهم ، وأقل أحواله التحريم ”
الثامنة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن هذا علم من أعلام النبوة لكونه وقع كما أخبر :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
لقوله عليه الصلاة والسلام : (( لتركبن سنن من كان قبلكم ))
وقد وقع ـــــــــــ فإنه أجمل هنا عليه الصلاة والسلام فلم يقل ” لتركبن مثل ما ركب من كان قبلاكم في هذا الفعل ” بل عممّ وسيأتي معنا
التاسعة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــ
أن ما ذم الله به اليهود والنصارى في القرآن أنه لنا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وهذا سيأتي في حديث النبي عليه الصلاة والسلام : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه ))
وذلك لأن الضب حجره ملتو ومتعرج ، فمع تعرجه لو دخلوه لدخلته هذه الأمة
لكن ليس على سبيل العموم :
بمعنى : أن الأمة ليست كلها تتبع سنن من كان قبلها لأن الله عز وجل ورسوله صلى الله صلى الله عليه وسلم زكَّى هذه الأمة
لكن قد تكون هناك خصلة في الكفار موجودة عند البعض
وخصلة أخرى موجودة عند البعض فيصدق عليها ما قاله المصنف هنا ، وسيأتي لها مزيد بيان بإذن الله تعالى
العشرون :
ــــــــــــــــــــــــ
أنهم متقرر عندهم أن العبادات مبناها على الأمر فصار فيه التنبيه على مسائل القبر :
أما من ربك فواضح
وأما من نبيك فمن أخباره بأنباء الغيب
وأما من دينك فمن قولهم : (( اجعل لنا إلها )) إلى آخره
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
فهذا الحديث يمكن أن يستدل به على الأصول الثلاثة
فحديث البراء المشهور الطويل : (( أن العبد إذا كان في إقبال من الدنيا ……إلى آخر ))
فيه الأصول الثلاثة
ولذا المصنف رحمه الله ألَّف رسالة في الأصول الثلاثة : “ من ربك ــ ما دينك ــ من نبيك ”
فهذا الحديث باستنباط المصنف واستنباطه دقيق
يقول : ” هو يدل على الأصول الثلاثة :
فمن ربك ـــــــ يقول فواضح
أين وضوحه ؟
قوله : (( الله أكبر ))
ـــ من نبيك ــــــ لأنه أخبر عليه الصلاة والسلام بأنهم سيتبعون سنن من كان قبلهم ، وقد وقع ولا يخبر عما سيكون في المستقبل ويقع إلا هو من نبي
ــــ وأما ما دينك ـــ فمعنى قوله : (( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة ))
فمعنى هذا أن ترك هذا الشيء هو التوحيد ، وأن فعله هو ” الشرك ” والشرك ليس من الدين
الحادية والعشرون :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن سنة أهل الكتاب مذمومة كسنة المشركين :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
وذلك واضح من حديثه عليه الصلاة والسلام الذي سيأتي معنا :
(( قالوا يا رسول الله اليهود والنصارى ؟
قال : فمن ! ))
ويظهر هنا باستدلاله عليه الصلاة والسلام بالآية
والآية في سياق من ؟
اليهود
(( اجعل لنا إلها كما لهم آلهة )) فلا يُغتر من أن اليهود أهل كتاب ، فيكون التشبه بهم أخف من التشبه بالمشركين فهم على حد سواء
الثانية والعشرون :
ـــــــــــــــــــــ
أن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون في قلبه بقية من تلك العادة لقولهم : ” ونحن حدثاء عه بكفر “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــــــــــــــ
وسبق التعليق على هذه الجملة ، وأنها جملة اعتراضية يراد منها التعليل والتبرير لقولهم هذا
وقوله : ( إن المنتقل من الباطل الذي اعتاده قلبه لا يؤمن أن يكون فيه بقية )
ومن ثم فإن على الداعية إلى الله عز وجل أن يراعي هذا الشأن ، وأن لا يستعجل على من انتقل من عادة سيئة إلى عادة حسنة بل يكون معه طويل البال
ولذا قصة من قتل تسعة وتسعين كما في الصحيحين :
ماذا قال له العالم لما قال : ” هل لي من توبة ؟
قال : نعم ، ومن يحول بينك وبين التوبة ، ولكنك اذهب إلى أرض كذا وكذا ، فإن بها قوما يعبدون الله فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء
فالبيئة لها أثر عجيب في عادات وأفعال وأقوال الإنسان
ولذا من الحكمة العظيمة في تغريب الزاني أن يُغرب سنة عن بلدته موطن الفاحشة حتى لا يلتفت بقلبه إليها .