الاستفهام ـ الجزء الثالث

الاستفهام ـ الجزء الثالث

مشاهدات: 519

البلاغة

الاستفهام (3 )

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لما ذكر فيما سبق خصائص : هل 

وذكر أقسامها حان الشروع في ذكر المحظورات  والممنوعات على : : هل 

فـ : هل  يحذر عليها أن تدخل على أشياء

من بينها  :

المنفي :

لأن هل بمعنى قد :

فلا يصح قولك :

 قد لم يفهم زيد

فقد لا تدخل على المنفي

كذلك الشأن في  هل :

فلا يصح أن تقول : هل لم يفهم زيد

لأن هل بمعنى قد

ومن ثم :

يكون هذا التعبير خاطئا

فهل لا تدخل على الجملة المنفية لأنها بمعنى :

 قد

كذلك هل : لا تدخل على المضارع المقيد بالحال :

فلا يصح أن تقول :

هل تحتقر زيدا وهو شجاع ؟

هنا لا يصح أن تدخل هل على هذا الفعل الذي هو مضارع ويراد منه الحال

كيف عرفنا أنها هنا دخلت على المضارع الذي هو للحال ؟

الجملة الحالية وهو شجاع :

حالة كونه شجاعا

لماذا ؟

لأن هناك تعارضا

ما هو هذا التعارض ؟

أن ( هل )  تحول الفعل المضارع  من  الحال إلى الاستقبال

وهنا حال

ومن ثم :

 ما استريب فيه في الدرس الماضي نعرف أهو صحيح أم غير صحيح :

هل يقوم زيد الآن ؟

ما رأيكم في هذه الجملة ؟

هل تلحق بسابقتها ؟

: هل 

لا تدخل على الفعل المضارع الذي يقيد على أنه للحال .

ومن ثم هذا المثال يلحق بالمثال السابق

لماذا ؟

لأن الفعل المضارع المذكور في هذه الجملة يدل على الحال كما هو الشأن هنا يدل على الحال

أيضا من المحظورات التي تحذر على : : هل 

ــ أن تدخل على ” إنّ” :

إنّ زيدا قائم  ــــــــــــــــ هذه جملة صحيحة

إن زيدا قائمٌ  

لكن لا  يصح أن تقول : هل إنّ زيداً قائمٌ

وكذلك لا يصح أن تدخل على الجملة الشرطية :

إن تزرني أكرمْك

فلا يصح أن تقول :

هل إن تزرني أكرمْك

وكذلك لا يصح أن تدخل على حروف العطف :

ـــ مثلا : يجتهد هل ثم ينجح

عندنا إذاً:

 بعض الممنوعات التي يمنع دخول هل عليها :

قلنا :

المنفي

المضارع الذي هو للحال

إنّ

أداوت الشرط

أداوت العطف

وبهذا ينهي الحديث عما يتعلق بـ “هل “

عندنا بقية الأدوات وهي  يستفهم بها عن :

التصور

من بين هذه الأدوات :

 ” ما ” :

ويستفهم بها عن:  غير العقلاء

وكما سبق أن :

التصور يطلب في جوابه التعيين

بالنسبة إلى ما سبق في  هل ما ذكر من الأمثلة يصح أن تدخل عليه الهمزة:

يصح أن يقال :

ألم يقم زيد

أتحتقر زيدا وهو شجاع

فعندنا ” ما “ يستفهم بها عن غير العقلاء :

إما :

لإيضاح الاسم

أو بيان حقيقة المسمى

أو بيان الصفة

فـ “ما  ” يستفهم بها عن غير العقلاء :

فإيضاح الاسم كما لو قلت سائلا :

ما العسجد ؟

هنا تستفهم عن شيء لا تعرفه فتطلب إيضاح هذا الاسم

فالجواب تقول :

لابد ان تذكر حقيقة المستفهم عنه

تقول :

 ذهب :

العسجد المراد منه  : الذهب

فهنا :

 يستفهم بها عن غير العقلاء :

الذهب ـــــــــــ غير عاقل ” جماد “

أو بيان حقيقة المسمى :

كما لو قال لك : ما الذهب ؟

فتقول :

معدن ثمين يستخرج من الأرض

أو بيان الصفة :

كما  لو قلت :

ما زيدٌ ؟

تريد صفة زيد

فتذكر صفة من  صفاته

والصفات هنا غير عاقل

إما أن تقول :عالم

أو تقول : جاهل

أو تقول : طويل

أو ما شابه ذلك من الصفات

فنحن هنا لم نستفهم عن زيد نستفهم عن صفته

لو قلنا :

ما زيدٌ ؟ في إيضاح الاسم كان خطأ ولا يصح

إذاً :

 نقول بأن ما  :

يستفهم بها عن غير العقلاء :

إما لإيضاح الاسم

وإما لبيان حقيقة المسمى

أو لبيان الصفة

ولا يعني :

أنها لغير العاقل مطلقا

فقد تأتي للعاقل :

كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى