البلاغة
الاستفهام (3 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لما ذكر فيما سبق خصائص : هل
وذكر أقسامها حان الشروع في ذكر المحظورات والممنوعات على : : هل
فـ : هل يحذر عليها أن تدخل على أشياء
من بينها :
المنفي :
لأن هل بمعنى قد :
فلا يصح قولك :
قد لم يفهم زيد
فقد لا تدخل على المنفي
كذلك الشأن في هل :
فلا يصح أن تقول : هل لم يفهم زيد
لأن هل بمعنى قد
ومن ثم :
يكون هذا التعبير خاطئا
فهل لا تدخل على الجملة المنفية لأنها بمعنى :
قد
كذلك هل : لا تدخل على المضارع المقيد بالحال :
فلا يصح أن تقول :
هل تحتقر زيدا وهو شجاع ؟
هنا لا يصح أن تدخل هل على هذا الفعل الذي هو مضارع ويراد منه الحال
كيف عرفنا أنها هنا دخلت على المضارع الذي هو للحال ؟
الجملة الحالية وهو شجاع :
حالة كونه شجاعا
لماذا ؟
لأن هناك تعارضا
ما هو هذا التعارض ؟
أن ( هل ) تحول الفعل المضارع من الحال إلى الاستقبال
وهنا حال
ومن ثم :
ما استريب فيه في الدرس الماضي نعرف أهو صحيح أم غير صحيح :
هل يقوم زيد الآن ؟
ما رأيكم في هذه الجملة ؟
هل تلحق بسابقتها ؟
: هل
لا تدخل على الفعل المضارع الذي يقيد على أنه للحال .
ومن ثم هذا المثال يلحق بالمثال السابق
لماذا ؟
لأن الفعل المضارع المذكور في هذه الجملة يدل على الحال كما هو الشأن هنا يدل على الحال
أيضا من المحظورات التي تحذر على : ” : هل
ــ أن تدخل على ” إنّ” :
إنّ زيدا قائم ــــــــــــــــ هذه جملة صحيحة
إن زيدا قائمٌ
لكن لا يصح أن تقول : هل إنّ زيداً قائمٌ
وكذلك لا يصح أن تدخل على الجملة الشرطية :
إن تزرني أكرمْك
فلا يصح أن تقول :
هل إن تزرني أكرمْك
وكذلك لا يصح أن تدخل على حروف العطف :
ـــ مثلا : يجتهد هل ثم ينجح
عندنا إذاً:
بعض الممنوعات التي يمنع دخول هل عليها :
قلنا :
المنفي
المضارع الذي هو للحال
إنّ
أداوت الشرط
أداوت العطف
وبهذا ينهي الحديث عما يتعلق بـ “هل “
عندنا بقية الأدوات وهي يستفهم بها عن :
التصور
من بين هذه الأدوات :
” ما ” :
ويستفهم بها عن: غير العقلاء
وكما سبق أن :
التصور يطلب في جوابه التعيين
بالنسبة إلى ما سبق في هل ما ذكر من الأمثلة يصح أن تدخل عليه الهمزة:
يصح أن يقال :
ألم يقم زيد
أتحتقر زيدا وهو شجاع
فعندنا ” ما “ يستفهم بها عن غير العقلاء :
إما :
لإيضاح الاسم
أو بيان حقيقة المسمى
أو بيان الصفة
فـ “ما ” يستفهم بها عن غير العقلاء :
فإيضاح الاسم كما لو قلت سائلا :
ما العسجد ؟
هنا تستفهم عن شيء لا تعرفه فتطلب إيضاح هذا الاسم
فالجواب تقول :
لابد ان تذكر حقيقة المستفهم عنه
تقول :
ذهب :
العسجد المراد منه : الذهب
فهنا :
يستفهم بها عن غير العقلاء :
الذهب ـــــــــــ غير عاقل ” جماد “
أو بيان حقيقة المسمى :
كما لو قال لك : ما الذهب ؟
فتقول :
معدن ثمين يستخرج من الأرض
أو بيان الصفة :
كما لو قلت :
ما زيدٌ ؟
تريد صفة زيد
فتذكر صفة من صفاته
والصفات هنا غير عاقل
إما أن تقول :عالم
أو تقول : جاهل
أو تقول : طويل
أو ما شابه ذلك من الصفات
فنحن هنا لم نستفهم عن زيد نستفهم عن صفته
لو قلنا :
ما زيدٌ ؟ في إيضاح الاسم كان خطأ ولا يصح
إذاً :
نقول بأن ما :
يستفهم بها عن غير العقلاء :
إما لإيضاح الاسم
وإما لبيان حقيقة المسمى
أو لبيان الصفة
ولا يعني :
أنها لغير العاقل مطلقا
فقد تأتي للعاقل :
كما سيأتي بيان ذلك إن شاء الله تعالى