الشرح الموسع على (متن الآجرومية)
[ 39 ]
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
باب الجوازم
[ 2 ]
قال رحمه الله :
والجوازم ثمانية عشر
لمَ لم يقل ثماني عشر ؟
لأن العدد يخالف المعدود
هي ثمانية عشر باعتبار التتبع والاستقراء
قال وهي :
لم :
وهي تفيد : النفي والجزم والقلب
لما :
وهي تفيد النفي والجزم والقلب
ما الفرق بين لم ولما ؟
لم : تنفي حدوث الفعل
لما : تنفي ما يتوقع حدوثه
لم ولما يتفقان في أشياء من بينها :
النفي
والجزم
والقلب
وتدخلان على الفعل المضارع
لماذا قلنا قلب ؟
لأنها تقلب الفعل المضارع إلى الفعل الماضي
قال :
وألم
مثال عليها :
ألم تأكل الطعام ؟
ألم :
الهمزة : لاستفهام
لم : أداة جزم ونفي وقلب
تأكل :فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون
نستفيد من هذا أن الهمزة تدخل على الحرف :
مثل :
ألم
وتدخل على الفعل
مثل :
أقام
والاسم :
مثل :
أزيد قائم ؟
وألما :
مكونة من ” الهمزة ولما “
ثم قال رحمه الله :
( ولام الأمر ))
إذاً :
الجازم الخامس ما هو ؟
لام الأمر :
ـــــــــــــــــــ
ولام الأمر يدخل على الفعل المضارع فيجعل الفعل المضارع بهذا الاعتبار صيغة من صيغ الأمر
لأن الأمر له صيغ أربع :
ــ الفعل المضارع المسبوق بلام أمر
ــ ما كان على وزن ” افعلْ ” مثل اضرب
ـــ المصدر النائب عن فعله مثل :
(( فضرب الرقاب ))
ـــ اسم فعل الأمر كقوله تعالى :
(( عليكم أنفسكم ))
قال :
لام الأمر :
أمثلة :
قال تعالى :
((لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ))
الإعراب :
اللام : لام الأمر
ينفق : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون
ذو : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة وهو مضاف
سعة : مضاف إليه مجرور بالكسرة
من : حرف جر
سعته : اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، وهو مضاف
والهاء : ضمير مبني في محل جر مضاف إليه .
مثال آخر :
قال تعالى :
((وَلْتَأْتِ طَآئِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّواْ فَلْيُصَلُّواْ مَعَكَ ))
اللام : لام الأمر
تأتِ :فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف حرف العلة لأنه معتل الآخر
طائفة : فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة
لم : حرف جزم ونفي وقلب
يصلوا : فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو : ضمير مبني على السكون في محل رفع فاعل
فليصلوا :
الفاء : عاطفة :
اللام : لام الأمر
يصلوا : فعل مضارع مجزوم بلم الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
والواو : ضمير مبني في محل رفع فاعل .
مثال ثالث :
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ ))
لتكونوا :
اللام : لام التعليل ” لام كي “
تكونوا : فعل مضارع منصوب بلام التعليل وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة .
والواو : ضمير مبني في محل رفع فاعل .
قال تعالى :
((وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ))
اللام : لام الأمر
يستعفف : فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه السكون
يغنيهم :فعل مضارع منصوب بحتى وعلامة نصبه الفتحة
وعلى رأي البصريين : الناصب له أن مضمرة وجوبا بعد حتى .
مثال آخر:
وليذاكرا ليفهما الدرس :
اللام : لام الأمر
يذاكرا :فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة
ليفهم :
اللام : لام كي .
يفهما : فعل مضارع منصوب بعد لام كي وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة .
مثال آخر :
ولتعي الأمر يا هندُ :
اللام : لام الأمر
تعي: فعل مضارع مجزوم بلام الأمر وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وياء المخاطبة مضير مبني في محل رفع فاعل .
ثم قال رحمه الله :
ــ والدعاء :
ومقصوده : ولام الدعاء
وقال : الدعاء لأن الأمر كما عرفه أهل البلاغة من أنه طلب فعل الشيء على وجه الاستعلاء بإحدى صيغ الأمر ولا يمكن أن يوجه الأمر إلى الله عز وجل فقالوا : لام الدعاء
ولذا ذكر البلاغيون أن تعريف الأمر كما ذكرت لكم هو طلب فعل الشيء على وجه الاستعلاء
قالوا : يخرج عن أصله إلى أغراض أخرى من بينها : الدعاء
قال تعالى :
((لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ ))
اللام :لام الدعاء
يقض : فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف حرف العلة وهو الياء .
إذا كان الأمر موجها إلى الله فلا نقول أمرا وإنما نقول : دعاء
ــ مثال آخر :
لتعفُ يا رب عن الزلل :
اللام :لام الدعاء
تعف : فعل مضارع مجزوم بلام الدعاء وعلامة جزمه حذف حرف العلة .
والفاعل :ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت يعود على الله عز وجل
ثم قال :
ولا ـــــــ في النهي والدعاء :
النهي :
هو طلب الكف عن فعل شيء على وجه الاستعلاء
بصيغته الواحدة المعروفة وهي:
الفعل المضارع مع لا الناهية
ويخرج عن هذه لأغراض كثيرة من بينها :
الدعاء
ولذا : ندخل أمثلة في أمثلة في النهي وفي الدعاء
قال عز وجل :
((رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً ))
لا : للدعاء
تحمل: فعل مضارع مجزوم بلا التي للدعاء وعلامة جزمه السكون لأنه صحيح الآخر ولم يتصل به شيء .
قال تعالى :
((وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً ))
لا : ناهية
تستفت : فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف حرف العلة الذي هو ” الياء ” .
والفاعل : ضمير مستتر وجوبا تقديره أنت
قال تعالى :
((وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَداً{23} إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ))
لا : ناهية
تقولن :فعل مضارع بني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد في محل جزم بلا الناهية
هذه مع قوله تعالى :
((وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ))