شرح ثلاثة الأصول موسع
شرح المسائل الأربع :
المسائل الأربع التي ذكرها الشيخ:
العلم
العمل
الدعوة إلى الله
الصبر على تحمل الأذى في الدعوة إلى الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المؤلف رحمه الله :
اعلم رحمك الله أنه يجب علينا :
تعلم أربعة مسائل
الأولى :
العلم وهو معرفة الله
المؤلف رحمه الله ذكر هنا أنه يجب علينا أن نتعلم أربع مسائل وهذا الوجوب وجوب عيني فرضي حتمي على كل شخص بعينه
وهذه المسائل الأربع ذكر الأولى منها وهي :
العلم
فقال :
وهو معرفة الله ومعرفة نبيه ومعرفة دين الإسلام بالأدلة
فهذا هو العلم الذي لا يعذر أحد بجهله
وهو أن يكون عالما بالله
وعارفا بالإسلام
وعارفا بالنبي عليه الصلاة والسلام
ومعرفة الله والعلم به:
تكون هناك ثلاث مسائل أو ثلاثة أمور تتعلق بهذه المسألة
فقوله :
العلم
ثم صنف هذا العلم إلى ثلاثة أقسام :
قال :
معرفة الله
ثانيا :
معرفة النبي عليه الصلاة والسلام
ثالثا :
معرفة الإسلام بالأدلة
فمعرفة الله جل وعلا تشمل أمورا كثيرة
ومن بينها :
أن تعلم وأن تعتقد وتقر :
بوجود الله عز وجل
وبتفرده بالربوبية
وبتفرده بالألوهية
وبأن له أسماء وصفات تليق بجلاله وعظمته
وأنها لا تشابه أسماء وصفات المخلوق
وسيأتي للمؤلف توضيح أكثر في هذه النقاط
الثانية :
معرفة نبيه عليه الصلاة والسلام:
ومعرفة النبي عليه الصلاة والسلام وذلك بأن يحرص المسلم على الاطلاع على سيرته عليه الصلاة والسلام في أموره كلها
وأن يعتقد ويقر بأنه مرسل من قبل الله وأنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة وغير ذلك
الثالثة :
معرفة دين الإسلام بالأدلة :
وتقييد هنا بمعرفة دين الإسلام بالأدلة تخرج هذه الكلمة يخرج هذا القيد من يتعبد لله أو يعرف بعض الأحكام التي أتى بها الوضاعون والمبتدعون
فهذا الإسلام له حصانة لها حماية
ولا يتلقى أي حكم من الحكام إلا إذا كان هناك دليل
وهذه الثلاثة والتي تندرج تحت المسألة الأولى :
وهي مسألة العلم :
معرفة الله
معرفة نبيه عليه الصلاة والسلام
معرفة دين الإسلام بالأدلة
هي ثلاثة الأصول التي يسأل عنها العبد في قبره :
من ربك؟
من نبيك ؟
ما دينك ؟
وقول المؤلف :
بأنه معرفة دين الإسلام بالأدلة يخرج كما أسلفنا من يتعبد لله بغير دليل بغير برهان فإنه ليس من الدين في شيء
ولذا قال عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة في الصحاح وفي غيرها :
((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))
وهذا في صحيح مسلم
وقال عليه الصلاة والسلام في الصحيحين :
(( من احدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ))
قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :
(( من رغب عن سنتي فليس مني ))
قال عليه الصلاة والسلام كما في صحيح البخاري :
(( أبغض الناس إلى الله ثلاثة ذكر منهم : مبتغ في الإسلام سنة الجاهلية ))
قال عليه الصلاة والسلام كما في السنن :
((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة))
زاد النسائي :
(( وكل ضلالة في النار ))
وكان عليه الصلاة والسلام – كما ذكر جابر ، وهذا ثابت في صحيح مسلم – كان عليه الصلاة والسلام إذا خطب يوم الجمعة
لأنه وقت يجتمع فيه عموم المسلمين ولأهمية هذا الأمر كان عليه الصلاة والسلام يحذر الأمة من البدع وكان يقول :
((وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة))
وقد أنكر الله عز وجل وندد بمن يأتي بأحكام لم يأت بها الله ولم يشرعها النبي عليه الصلاة والسلام :
((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ ))
والبدع :
خطرها عظيم وشؤمها كبير حتى على حياة الإنسان في دنياه فكيف بأخراه
فقد أنزل الله بأسه ورجزه على اليهود لما ابتدعوا في بعض الألفاظ :
فإن الله لما قال لهم :
ادخلوا القرية وادخلوا سجدا وقولوا حطة :
بدلوا :
فدخلوا يزحفون على أستاههم وبدل أن يقولوا حطة قالوا حنطة فبدلوا في هذه الألفاظ زادوا فيها :
فقال تعالى :
((فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ ))
ما هي النتيجة ؟
((فَأَنزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ))
والواجب على المؤمن:
أن يحذر من البدع
لأنه ما من بدعة تحصل بين صفوف المسلمين إلا ذهب من السنة نظيرها السنة مثلها ثم لا تعود يوم القيامة .
وما يجري الآن في بعض المجتمعات الإسلامية :
إنما هو ناتج:
ـــ إما عن جهل
ـــ وإما عن تضليل من قبل علماء السوء
كإحداث احتفالات كالمولد النبوي والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج
كل هذا مما أحدث في الدين
وكما سيأتي معنا من تحقيق شهادة أن محمدا رسول الله : ألا يعبد الله إلا بما شرع
وكيف يتخلص الإنسان من هذه البدع وكيف ينحي نفسه عنها ؟
إنما يكون هذا:
بالعلم الشرعي
ولذا قال محمد بن سيرين التابعي كما ذكر ذلك مسلم في مقدمة صحيحه قال :
” إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم “
فلا يكون الإنسان قابلا لأي شيء يطرح وينسب الى الدين
بل إن المقبول :
هو ما جاءت الأدلة الشرعية به وأيدته
وما كان غير ذلك:
فيرد ولا يقبل
فإذاً:
أولى هذه المسائل الأربع والتي صدرها المؤلف في هذا المتن :
العلم :
وهذه المسألة يندرج تحته ثلاثة أمور :
معرفة الله
معرفة نبيه عليه الصلاة والسلام
معرفة دين الإسلام بالأدلة
وهذا التقييد بالأدلة يخرج الأحكام التي تنسب إلى الدين دون أن يكون هناك دليل ينص عليها
والدليل قد يكون :
من الكتاب
من السنة
من إجماع الأمة
من القياس
وهذه الثلاثة :
هي الأسئلة التي تطرح من قبل الملكين للميت إذا وضع في قبره كما في حديث البراء الطويل :
من ربك ؟
من نبيك ؟
ما دينك ؟
فإن أجاب:
سعد سعادة لا يشقى بعدها أبدا
وإن أخفق في الإجابة:
شقي شقاوة لا يسعد بعدها أبدا
فإذاً هي من الضرورة بمكان
ولذ قلنا :
يجب على كل مسلم أن يتعلمها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الثانية :
العمل به
هذه هي المسألة الثانية التي يجب أن يحرص عليها المسلم وهي:
العمل :
وسيأتي للمؤلف تفصيل وتوضيح وإسهاب في هذه النقطة
فلابد من العمل لأن المنافق والكافر- كما جاء في حديث البراء- المرتاب المنافق إذا سئل عن هذه الأسئلة ماذا يقول ؟
هاه هاه لا أدري
فقوله :
هاه هاه لا أدري
إشارة إلى أنه يريد أن يذكر شيئا كان قد حفظه
ولم ؟
لأنه لا علم نافع إلا إذا أتبع هذا العلم بالعمل
لابد من العمل وإلا يصبح هذا العلم حجة عليك :
النبي عليه الصلاة والسلام قال كما في صحيح مسلم :
((القرآن حجة لك أو حجة عليك ))
ثم قال :
((كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها ))
بمعنى :
أن هذا القرآن إذا عمل به أعتق الإنسان نفسه من النار بإذن الله تعالى
ومن لم يقم لهذا القرآن حقه فهو في الحقيقة مهلك لنفسه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ