الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 123 )
مسائل على باب ( أيشركون ما لا يخلق شيئا… )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال المصنف :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فيه مسائل :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأولى :
ـــــــــــــــــــ
تفسير الآيتين :
ــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وذلك في قوله تعالى : (( أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ{191} وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ{192} ))
وقد مضى تفسير هاتين الآيتين بإيضاح
الثانية :
ـــــــــــــــــــ
قصة أحد :
ــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــــ
وهذا مأخوذ من الحديث : (( شجوا نبيهم ))
وهذا الشج الذي حصل للنبي عليه الصلاة والسلام هو في غزوة أحد كما هو معروف
الثالثة :
ــــــــــــــــــــــ
قنوت سيد المرسلين وخلفه سادات الأولياء يؤمنون في الصلاة :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
سيد المرسلين هو النبي عليه الصلاة والسلام
ولذا صح عنه قوله : (( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ))
وسيادته ليس إخباره من باب الفخر
وإنما من باب بيان ما أكرمه الله به ، ولذا عقب بقوله : (( ولا فخر ))
ومن ثم :
فإنه لا تعارض بين هذا الحديث ، وبين قوله : (( لا تفضلوا بين الأنبياء )) فإنه لو لم يعلمنا بأنه أفضل البشر ، وأنه سيد البشر لما علمنا
قال ( ( وخلفه سادات أولياء )) :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والمقصود من هؤلاء هم الصحابة
وهم سادات أولياء ليسوا بأولياء فقط بل هم سادة
ولا شك في ذلك :
فقد أثنى الله عليهم في آيات كثيرة :
قال تعالى : ((لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ))
وقال تعالى : ((وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ))
ففضائلهم لا تحصى ولا تعد
والولي : هو من توفرت فيه صفتان :
ـــ صفة التقوى
ــ وصفة الإيمان :
قال تعالى : (( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ{62} الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ{63} لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ ))
وإذا كانت هاتان الصفتان هي : صفة الأولياء فإن الولاية تختلف درجاتها
وذلك لأن الناس يختلفون في الإيمان والتقى :
فمن كان إيمانه وتقاه كاملا كانت ولايته كاملة
ومن كانت دون ذلك فولياته دون ذلك
ومعلوم أن ولاية أبي بكر ليست كولاية غيره ، وذلك لعظم منزلته ،
وعلى ذلك فقس
ومراد المصنف من إيراد هذه المسألة من قنوت النبي عليه الصلاة والسلام ، وخلفه الصحابة يؤمِّنون في الصلاة .
الفائدة :
ــــــــــــــ
أن النبي مع ما له من منزلة ، وقد أوذي ، وأوذي أصحابه ، ودعا على قومه لأنهم أذووه وأذوا أصحابه
فمعم قنوته ودعاؤه حري بالإجابة ، ومن خلفه سادات الأولياء من الصحابة يؤمنون
وذلك لأن المؤمِّن يعد داعيا :
كما قال تعالى – وذكره المفسرون عن ” موسى ” لما دعا على فرعون : {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ }
فالداعي في صدر هذه الآية هو ” موسى ”
ومع ذلك قال تعالى : ((قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا ))
ولم يقل: ” قد أجيبت دعوتك ”
{قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ }
قال المفسرون : لأن هارون قد أمَّن على دعاء موسى ، فأصبح بهذه المثابة داعيا
ولذا :
ــــــــــــــ
بعض العلماء يرى أن قراءة الفاتحة للمأموم في الصلاة الجهرية لا تجب ، وقراءة الإمام كافية :
وذلك لأن المأموم يؤمِّن :
فإذا قال الإمام : (( اهدنا الصراط المستقيم )) إلى آخر السورة قال المأموم ” آمين “
ولذا جاء في حديث فيه ما فيه : (( قراءة الإمام قراءة لمن خلفه ))
فالشاهد من هذا :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن النبي عليه الصلاة والسلام قنت والصحابة يؤمنون ، وهم بمنزلة القانتين
ومع ذلك لما لم يكن هذا حقا للنبي عليه الصلاة والسلام أنزل هذه الآية عتابا له
فما ظنكم بمن هو دون النبي عليه الصلاة والسلام ؟!
كيف يستشفع بهم ؟ !
كيف يُدعَون من دون الله ؟!
كيف يوالون ؟!
ففي هذا حجة قاطعة على قطع تعلق هؤلاء المشركين بأصحاب القبور والأصنام
الرابعة :
ــــــــــــــــــــ
أن المدعو عليه كفار :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــ
وهذا أيضا تأكيد لما سبق
فهؤلاء المدعو عليهم ليسوا بمؤمنين فهم كفار ، ومع أنهم كفار عاتب الله نبيه
وذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام لا يملك من أمر هداية الناس شيئا
ولذا قال تعالى – لما حزن النبي عليه الصلاة والسلام بوفاة عمه على الكفر – قال الله جل وعلا : ((إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ))
وقال كما في الآية المذكورة :
(( لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ))
وقد تاب على بعضهم : ((أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ))
ولذا قال تعالى : ((لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ ))
يتوب عليهم بأن يدخلوا في الدين ، وان يحسن إسلامهم
الخامسة :
ـــــــــــــــــ
أنهم فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار منها :
ـــ شجهم نبيهم
ـــ وحرصهم على قتله
ـــ ومنها التمثيل بالقتلى مع أنهم بنو عمهم
الشرح :
ـــــــــــــ
هذا أيضا تأكيد لما سبق
وذلك بيان قدر النبي عليه الصلاة والسلام ، فهو بشر لا يملك شيئا ، ومع هذا كله فعلوا أشياء ما فعلها غالب الكفار
ماذا صنعوا ؟
ـــ شجو النبي عليه الصلاة والسلام ، وقد سبق بيان ذلك
ـــ وحرصهم على قتله حتى فشا بين الصحابة أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قتل
ولذا :
ـــــــ
(( أنس بن النضر )) عم أنس بن مالك لما أتى إلى قوم ، وقد قعدوا وطرحوا سيوفهم قال : لم انتم جالسون ؟
قالوا : قُتل النبي عليه الصلاة والسلام
فقال : فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه النبي عليه الصلاة والسلام
ثم قال : يا سعد ، والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد
فقاتل فقُتل ، فوُجد فيه بضع وثمانون ضربة حتى ما عُرف إلا من أخته ، ما عرفته إلا ببنانه ” يعني : بإصبعه “
فقال : إني لأجد ريح الجنة دون أحد
وهذا من اليقين الذي أعطيه أنس بن النضر
ولذا :
ـــــــــ
لما فشا الخبر جرى ما جرى لبعض الصحابة من الجلوس
وأنزل الله : {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }
ــــ وأيضا من الأسباب التي هي مبررات للنبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء عليهم ، ومبررات في قوله هذا القول :
” أنهم مثلوا بالقتلى ، وتعرفون : كيف مُثِّل بحمزة بن عبد المطلب ، فبقر بطنه وليكت كبده رضي الله عنه .
مع أنهم أقرباء ، وكون الأذى يصل إليك من القريب أشد من إن يصل إليك من البعيد
وذلك لأن حق القريب حق مؤكد بل بطبيعة بني آدم لو لم تأتِ شريعة من طبيعته أن يحن على قريبه .
فإذا كان هؤلاء فعلوا ما فعلوا ، وأذيتهم قد بلغت مبلغها من النبي عليه الصلاة والسلام فغن الله عز وجل عاتب نبيه عليه الصلاة والسلام على هذا الأمر
فمع علو قدره ، ومع ما أصيب به من الأذى لم يكن هذا مبررا له بأن يباح له بالدعاء عليهم باللعن
أما الدعاء عليهم بغير اللعن فإنه جائز :
ومما يدل على ذلك ما جاء في مستدرك الحاكم ، وحسنه ابن حجر في الفتح : (( أن النبي عليه الصلاة والسلام قال في حق – بعض كتب السير تقول هو ” عتبة بن أبي لهب اللهم سلط عليه كلبا من كلابك ))
فدعا عليه فكان في سفر فلما علم أبو لهب بدعاء النبي عليه الصلاة والسلام حرَّص القافلة عليه خشية من أن تصيبه دعوة محمد صلى الله عليه وسلم
فكانوا إذا مكثوا في مكان جعلوه في سوطهم وأحاطوا به .
وفي ذات ليلة لما وضعوه في ذلك الموضع فجاء أسد يشم رؤوسهم ، وإذا به يصل إليه فيقضم رأسه
وأيضا قول النبي عليه الصلاة والسلام : (( اللهم اجعلها عليهم سنين كسنين يوسف ))
حتى إنهم أكلوا الجيف
السادسة :
ــــــــــــــــــــــــــ
أنزل الله عليه في ذلك:((لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ـــــــــــــــــ
كأن ما ذكر تمهيد من المصنف إلى بيان عدم ملك النبي عليه الصلاة والسلام لشيء
فمع ما صُنع به مما ذكره سابقا أنزل الله عز وجل هذه الآية
السابعة :
ــــــــــــــــــ
قوله : ((أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ )) :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتاب عليهم فآمنوا
الشرح :
ــــــــــــــــ
أما هؤلاء النفر الثلاثة فقد آمنوا
وأما من كان في أحد فقد آمن بعضهم كأبي سفيان ، وخالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص وغيرهم
الثامنة :
ــــــــــــــــ
القنوت في النوازل :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
القنوت في النوازل ، وذلك في الفرائض
وهل هو لولي أمر المسلمين خاصة هو الذي يقنت ؟
وذلك لأن الولاة في العصور المتقدمة كانوا هم الذين يتولون الإمامة بالناس في الصلاة ، وفي خطبة الجمعة ، وخطبة الحج والعيدين والاستسقاء
أهو الذي يتولى القنوت أم أن القنوت يكون لكل مصلي ؟
قيل بهذا
وقيل بهذا
وموضعها في الفقه مفصلة
لكن الصواب : أنه لكل مصلي :
لأنه مطلق ، ولم يخصص بأحد
ولكن في مثل هذه العصور يجب أن يتقيد بإذن أمر ولي المسلمين ، وذلك لأن الأئمة في هذا العصر ليسوا كلهم على درجة كبيرة من العلم
فقد يظن بأن هذه نازلة ، وليست بنازلة
ومن ثم : فإن الأمور قد تتفاوت وتضطرب ويصحب هناك شيء من الفوضوية
ولذا :
ــــــــــــ
يرجع فيه إلى إذن أمر ولي أمر المسلمين
وإذن ولي أمر المسلمين مبني على فتوى :
وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام : (( لا يؤمن الرجل لرجل في بيته ولا في سلطانه إلا بإذنه ))
فلو شاء ولي الأمر لعزل هذا الإمام ، فيكون هذا الإمام نائبا عن ولي الأمر
التاسعة :
ــــــــــــــــــــــــ
تسمية المدعو عليه في الصلاة بأسمائهم وأسماء آبائهم :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وقد سمى النبي عليه الصلاة والسلام أسماء هؤلاء :
ــ سهيل بن عمرو
ــ صفوان بن أمية
ــــ الحارث بن هشام
وهذا لا يبطل الصلاة
وقد سبق الحديث عن هذا
العاشرة :
ــــــــــــــــــــــ
لعن المعين في القنوت :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــ
فإن النبي عليه الصلاة والسلام عيَّن أشخاصا فلعنهم بأسمائهم ، وأسماء آبائهم
وهذا ليس دليلا على الجواز ، وغنما هو اجتهاد من النبي عليه الصلاة والسلام في الدعاء عليهم .
وذلك لن هناك أسابا في نظر النبي عليه الصلاة والسلام أنها موجبة في الدعاء عليهم باللعن ، لكن الله أنزل هذه الآية
والحديث عن الدعاء باللعن عن المعين مضى
الحادية عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قصة النبي عليه الصلاة والسلام لما نزل عليه : {وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ }
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــ
وذلك في حديث أبي هريرة إذ قام النبي عليه الصلاة والسلام ، وأنذر قومه
الثانية عشرة :
ــــــــــــــــــــــ
جده في هذا الأمر ، بحيث فعل ما نُسب بسببه إلى الجنون ، وكذلك لو يفعله مسلم الآن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشرح :
ــــــــــــــــ
جد النبي عليه الصلاة والسلام في هذا الأمر فلم يتوانَ في دعوة الناس إلى الله
ولذا لما نزلت هذه الآية قام وحذر وأنذر حتى إنه من فعل هذا الفعل نسب إلى الجنون كيف يصنعه ؟
فيقول المصنف : فكذلك لو فعله مسلم الآن لقيل إنه مجنون
وتلك هي سنة الله .
وإذا كان الداعية على دراية وعلم بما في سنة النبي عليه الصلاة والسلام أعطته دافعا إلى أن يستمر في دعوته إلى الله دون أن يلتفت بسمعه ولا بقلبه إلى ما يقال فيه من الجنون أو التزمت أو التعنت أو ما شابه ذلك فإنه سائر على طريقة النبي عليه الصلاة والسلام
ولما بلغ وحذر وأنذر كانت العاقبة له فكذلك كل داعية يسير على ما سار عليه النبي عليه الصلاة والسلام فإن النجاح والتوفيق يكون حليفه بإذن الله
ولذا لا يستوحش الداعية إلى الله من أن يقول الحق .في أي مكان كان ، مراعيا في ذلك الحكمة ، وما يترتب على هذه الدعوة من مصالح ومفاسد
ولا يمكن أن يصل الداعية إلى مثل هذا الأمر إلا باطلاعه الواسع في سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، ففيها الهدى والنور
الثالثة عشرة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
قوله للأبعد والأقرب : (( لا أغني عنك من الله شيئا )) حتى قال : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئا ))
فإذا صرح وهو سيد المرسلين بأنه لا يغني شيئا عن سيدة نساء العالمين
وأمن الإنسان لأنه لا يقول إلا الحق ثم نظر فيما وقع في قلوب خواص الناس اليوم تبين له ترك التوحيد وغربة الدين
الشرح :
ـــــــــــــــ
هذه هي مسألة الختام
فهو أراد أن يذكر العلة
والشاهد من ذكر ه لهذه النصوص .
والمراد من هذه النصوص قيام النبي عليه الصلاة والسلام ، وتحذيره للأقرب والأبعد
ثم ختم المصنف بقوله : ” ثم نظر فيما وقع من قلوب خواص الناس اليوم تبين له التوحيد وغربة الدين “
ــ ما يُرى الآن وهذا مذكور في عصره من الإتيان إلى أهل القبور ، والدعاء عندهم والاستشفاع بهم أو تعظيم هؤلاء تعظيما يفوق قدرهم وحجمهم كمخلوقين يتبين بذلك غربة الدين ، وترك التوحيد
فيقول : لعل صنيع النبي عليه الصلاة والسلام مع هؤلاء الأقربين والأبعدين يكون مانعا لهؤلاء من أن يتشبثوا بأصحاب القبور .
فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام هو سيد الأوليين والآخرين .
هذا قوله مع سيدة نساء أهل الجنة فاطمة ، وهي بضعة منه فإنه لا يغني عنها من الله شيئا
فكيف يتعلق هؤلاء بهؤلاء الضعفاء الذين يكون بعضهم لا قدر له عند الله ولا منزلة ؟!
والله المستعان
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ