الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (174) مسائل على باب (ماجاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (174) مسائل على باب (ماجاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا)

مشاهدات: 468

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس(174)

مسائل(ماجاء أن الغلو في قبور الصالحين يصيرها أوثانا)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال المصنف :

ـــــــــــــــــــــ

فيه مسائل :

ـــــــــــــــــ

الأولى :

ـــــــــــــــ

تفسير الأوثان

ــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــ

لما فرغ المصنف من هذا الباب أعقبه بمسائل ، ومعلوم أن مسائل الإمام محمد بن عبد الوهاب هي بمثابة التفسير لما أورده من نصوص تحت هذا الباب

لأن غالب ما ذكره في الأبواب :

ــ إما أدلة قرآنية

ـــ وإما أدلة نبوية

وقد يضيف إليها في بعض الأحيان تفسيرا للآيات أو للأحاديث لبعض العلماء

ومسائله مسائل دقيقة يحتاج فيها إلى بذل جهد في الفهم ، وفي النظر ، وفي الربط بين هذه المسائل وبين ما أورده من نصوص تحت الباب

فالمسألة الأولى :

ــــــــــــــــــــــ

تفسير الأوثان :

ـــــــــــــــــــــــ

فهذه المسألة مجملة

من أين أتى بها ؟

أُتي بها من قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ))

والوثن : هو كل  ما عبد من دون الله سواء كان منحوتا على صورة أو لم يكن

فلما ذكر هنا القبر دل على أن الوثن ليس محصورا فيما هو على صورة فحسب ، وإنما يتعدى إلى ما هو أكثر من ذلك كالشجر والحجر والقبر

وهنا فيه ذكر القبر

الثانية :

ـــــــــــــــــــ

تفسير العبادة

ــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

العبادة : هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة

وذكرنا أن أركان العبادة :

ـــ المحبة

ـــ والخوف

ـــ والرجاء

فمن أين أتي بهذه المسألة ؟

أُتي بها من قول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( وثنا يعبد ))

الثالثة :

ــــــــــــــ

أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يستعذ إلا مما يخاف وقوعه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــ

هذه مأخوذة أيضا مكن قوله عليه الصلاة والسلام :

(( اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد ))

ففهم من ذلك أن الاستعاذة نوع من أنواع الدعاء لأنه لم يقل :

” اللهم إني أعوذ بك أن تجعل قبري …  “

ففهم من هنا أن الاستعاذة داخلة تحت الدعاء

ولو قال قائل :

ــــــــــــــــــــــــــــ

لمَ عبر المصنف بالاستعاذة دون لفظ الدعاء ؟

الجواب عن هذا :

ـــــــــــــــــــــ

أن الاستعاذة مرت معنا أنها الالتجاء والاعتصام من شيء تخافه

والنبي عليه الصلاة والسلام لما قال :

(( اللهم لا تجعل قبري …. ))

يخشى من شيء سيقع ، وهذا الشيء الذي يخشاه هو الشر ، ولا أعظم من شر الشرك بالله

فلذا :

ـــــــــ

والله أعلم أن المصنف عبر بالاستعاذة لأن النبي عليه الصلاة والسلام خاف من شيء سيقع

الرابعة :

ــــــــــــ

قرنه بهذا اتخاذ قبور الأنبياء مساجد :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

هذه سبقت معنا ، وهي فائدة ذكر النبي عليه الصلاة والسلام :

(( اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ))

ما علاقته الجملة الثانية بالجملة الأولى ؟

الفائدة هي :

ـــــــــــــــــــ

ـــ أن الجملة الأولى سبب من الأسباب التي يحصل بها الجملة الأولى فإن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد يُتعبد فيها لله وسيلة من وسائل اتخاذ هذه القبور أوثانا تعبد من دون الله

الخامسة :

ـــــــــــــــــــ

ذكر شدة الغضب من الله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــ

لم يقل : ذكر غضب الله

لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال :

(( اشتد غضب الله ))

لم يقل : (( غضب الله ))

فدل هذا على أن غضب الله يتفاوت

فإن الله يغضب من أن تقع المعصية ، ولكن إذا كانت المعصية في مثل ما ذكر هنا يكون الغضب أشد

ومما يدل على أن غضب الله يتفاوت ما جاء في حديث الشفاعة من أن الرسل يقولون : 

(( إن الله قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله ، ولم يغضب بعده ))

وكذلك ما جاء عندنا هنا

(( اشتد غضب الله ))

ســ / هل الغضب يدخل تحته اللعن من باب أولى ؟

جــ / هذا محتمل لأن الله لما ذكر آية اللعان

قال :

((وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاء إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ{6} وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ))

إذاً الرجل في حقه اللعن .

ومسألة أمر المرأة :

(( ويدرءوا عَنْهَا الْعَذَابَ أَنْ تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ{8} وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ))

فدلت هذه الآية على أن الغضب أعظم من اللعن

وإنما كان في حق الرجل اللعن ، وفي حق المرأة الغضب

لأن المرأة في حقيقة الأمر أعلم من الرجل بوقوع هذه الفاحشة فشدد الأمر في حقها

فإنها أعلم بالحال من الرجل لأنه يتعلق بعرضها

سـ / هل اللعن يتفاوت ؟

جــ / اللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله

ولا شك أن الطرد والإبعاد عن رحمة الله يختلف باختلاف الفعل ، وباختلاف الفاعل ، فكون مثلا زائرة القبور تُلعن ليس كلعن الله لمن كفر به

السادسة :

ــــــــــــــــ

وهي من أهمها معرفة صفة عبادة اللات التي هي من أكبر الأوثان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــ

اللات / عُبدت من دون الله

ونص المصنف على أنها اكبر الأوثان

ولعل ما يسعفه هنا أن الله قدمها في الذكر :

(( أفرأيتم اللات والعزى ))

وذكر في مناة صفة الأخرى أي المتأخرة الوضيعة

وقلنا : إن الأخرى إما أن تعود على العزى أو على مناة بينما هي لا تعود إلى اللات

فدل على أن هذا الصنم هو أكبر أوثانهم

ما صفة عبادة اللات ؟

العكوف على قبره

لما مات عكفوا على قبره فكانت النتيجة أن عُبد من دون الله

السابعة :

ــــــــــــــ

معرفة أنه قبر رجل صالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

هنا عندي فيه إشكال لأن هذا الرجل كان في الجاهلية ، وكان يعمل هذا العمل .

ولا يدرى ما مراد المصنف بقوله : أنه رجل صالح

الصلاح من أتى به ؟

أيكون ممن كان على بقية من دين إبراهيم ؟

كما كان ورقة في آخر أمره لما كان على دين النصارى

ولذا فقوله : (( رجل صالح ))

قد يكون – والله أعلم – باعتبار ما قام به من عمل

ما هو هذا العمل الذي قام به ؟

1 ــ أنه كان يلت السويق ويطعمه الحجاج

2ــ انه كان معظما عندهم

والمعظم لا يكون في الغالب إلا صاحب عبادة

فنحن نحتاج إلى دليل صريح صحيح يثبت أنه رجل صالح حتى يكون حاله كحال ورقة بن نوفل

الثامنة :

ــــــــــــــــــ

أنه اسم صاحب القبر ، وذكر صاحب  التسمية

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

لأن العكوف الذي حصل منهم هو عكوف على قبر هذا الرجل الذي ذكر في المسألة السابقة أنه صالح

وأن سبب تسميته باللات أنه كان يلت السويق

التاسعة :

ـــــــــــــــ

لعنه زوارت القبور

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

وهذا يؤخذ من قوله :

(( لعن الله زوارات القبور ))

سـ/ لماذا ذكر المؤلف هنا زوارات ولم يذكر زائرات ؟

جــ / لعله ليقرر انه كما ورد رواية : (( زائرات )) ورد (( زوارات ))

لأنه ما ذكر إلا (( زائرات )) فأراد ان يوضح ان هناك رواية أخرى بها : (( زوارات ))

[[ فائدة ]] :

ــــــــــــــــــــــ

وهذا يوقفنا على أمر  :

وهو أن العلماء ما يضعون كلمة إلا ولها مغزى ومقصد

ولو رأينا كلام العلماء حول تبويب البخاري لكتابه الصحيح وما ذكر تحته من أحاديث نرى أن العلماء اختلفوا في مغزى البخاري

لم ذكر هذا الحديث  تحت هذا الباب ؟

وهناك اختلافات بينهم

وهذا يدل على أن كلمة ” العالم ” إذا ألف أنه لها مغزى ومقصد

فلا يحق لأحد ان يأتي ويضع بديلها كلمة أخرى إلا إذا أثبت أنه سيختصر هذا الكتاب

لكن يؤتى إلى الكتاب وتؤخذ منه كلمات وتوضع كلمات أخرى حتى ولو كانت شبيهة لها فهذا من الجرم

ولذا :

ـــــــــ

عبارات الإمام المجدد عبارات دقيقة ، والناظر لها في

  القواعد الأربع “

و ” الأصول الثلاثة “

و ” كشف الشبهات “

يجد أنه ما يضع الكلمة إلا ولها فائدة بحيث لو حذفت لتأثر معنى السياق

قد لا يتأثر معنى السياق في هذا الموضع ، ولكنه يتأثر هذا المعنى إذا قرئ الكتاب بأكمله

إنه في نهاية كتابه يدلل على ما ذكره في ذلك الموضع الذي حذفت منه تلك الكلمة ووضع مكانها أخرى

العاشرة :

ـــــــــــــ

ولعنه من أسرجها

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــ

وهذا في قوله عليه الصلاة والسلام :

(( والمتخذين عليها المساجد والسرج ))