الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (187) قوله تعالى ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك ) الجزء (3)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (187) قوله تعالى ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك ) الجزء (3)

مشاهدات: 518

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس( 187)

 قوله تعالى ( قل هل أنبئكم بشر من ذلك ) الجزء(3)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله عز وجل:

{ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ }

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فهنا ثلاثة أشياء من العقوبات التي حلت بهم  :

ـــ وهي أن الله جعل منهم القردة .

ـــ والخنازير .

ـــ وأنهم عبدة للطاغوت

وقد ذكر شيخ الإسلام رحمه الله :

أن اليهود على ثلاثة أصناف :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الصنف الأول :

ــــــــــــــــــــــ

من غير كلام الله عز وجل

الصنف الثاني:

ـــــــــــــــــــــــــ

من يقرأ التوراة قراءة خالية من الفهم والتدبر

الصنف الثالث:

ـــــــــــــــــــــــــ

من يؤلف كتبا من عنده وينسبها إلى الله عز وجل .

وهؤلاء الأصناف الثلاثة ذكروا في قول الله عز وجل في سورة البقرة :

{ أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  }

هذا هو الصنف الأول .

الصنف الثاني :

{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ }

أي مجرد ألفاظ على أحد أقوال المفسرين

 الصنف الثالث :

{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَـذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً}

ولذا قال عز وجل في سورة أل عمران :

{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ  }

ولو قال قائل :

ــــــــــــــــــــــــــ

من بين هذه الأصناف الثلاثة صنف الأمية وهي هنا صفة نقص ليست صفة مدح ولا كمال :

{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ }

إذاً الأمية :

هي صفة نقص من مقتضى ما ذكره الله عز وجل عن هؤلاء اليهود في هذا الصنف الثاني فكيف نوفق بين هذه الآية وبين مدح النبي عليه الصلاة والسلام لهذه الأمة إذ قال كما في الصحيحين :

(( إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب ))

هل وصف الأمية وصف مدح وكمال أم أنه وصف عيب ونقص ؟

الجواب /  :

ــــــــــــــــــــ

هذا السؤال كان يحوك في صدري من سنين وذلك لأن وصف الأمية وصف قد علق في الأذهان أنه وصف غير محمود وكان الحديث قائما في ذهني وهو حديث :

(( إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب ))

كيف يكون هذا الوصف المذكور في الحديث مدحا ؟

حتى يسر الله عز وجل واطلعت على كلام لشيخ الإسلام في الفتاوى ، وهذا الكلام متفرق في مواضع متعددة من كتبه من مجموع الفتاوى ففهم منه ما ملخصه لأن أسلوبه أسلوب قوي وذكر هذا الحديث ضمن مسائل متعددة .

 ملخصه / :

ـــــــــــــــــــــ

أن وصف الأمي يختلف باختلاف أنواعه :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

النوع الأول :

ـــــــــــــــــــــ

هو الأمي الذي لا يقرأ الفاتحة أو لا يقرأ بعضها وهذا يسميه الفقهاء الأمي في مقابل القارئ ، وهذا وصف ذميم ولا شك في ذلك فإذا أضيف إليه تقصير من الإنسان في التعلم عوقب عليه .

النوع الثاني :

ــــــــــــــــــــــــ

من ليس عنده كتاب حتى ولو كان يقرأ ويكتب وهذا وصف ذميم .

وهذا هو حال الصحابة قبل أن يأتيهم النبي عليه الصلاة والسلام فهناك منهم من كان يقرأ ويكتب ولكنهم أميون مع كتابتهم وقراءتهم لعدم وجود الكتاب .

ولذا قال عز وجل :

{وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ }

فجعلهم صنفين فمقابل من معه كتاب من ليس معه كتاب ووصفوا بالأميين

ولذا قال تعالى :

{ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ }

وهذا وصف مذموم

ولذا قال عز وجل :

{ وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ{155} أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا وَإِن كُنَّا عَن دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ{156} }

النوع الثالث :

ــــــــــــــــــــــ

من عنده كتاب ولكنه لا يفقه ولا يفهم ما في هذا الكتاب وهذا هو شأن الصنف الثاني من أصناف اليهود :

{ وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ }

النوع الرابع :

ـــــــــــــــــــــــ

من عنده فهم بقدر الواجب ، فإذا كان يقرأ الكتاب ويفهم الواجب عليه فهذا أكمل ممن لا يفهم شيئا لكنه صنف ونوع آخر فهو بهذا الاعتبار فيه أمية ، ويعد أميا لأنه لم يفهم غير الواجب .

النوع الخامس :

ـــــــــــــــــــــــــــ

إن فهم الكل :

ينظر: إن كان قد فهمه بمعرفته بالكتابة والقراءة فهذا محمود

وهذا كحال بعض الصحابة حتى الخلفاء كانوا يقرءون ويكتبون

ولذا كان عند النبي عليه الصلاة والسلام كتَّاب وحي ، فهؤلاء في صفة مدح وكمال ـــــــــــــــ لم ؟

لأنهم فهموا القرآن لكنهم فهموه بوسائل وهي وسيلة الكتابة والقراءة

ولذا من يكتب ويقرأ قد تكون هذه الوسائل وبالاً عليه إذ قد يقرأ كتبا مضللة أو يحفظ كتبا مضللة أو مقالات مضللة

ومع هذا كله مما هو شأن الخلفاء وغيرهم من الصحابة فإنهم لم يعتمدوا على الكتابة والقراءة وإنما اعتمدوا على ما في صدورهم فاعتبروا بهذا الاعتبار أمة أمية ــــــــــــــــــ كيف ؟

لأنهم يحفظون القرآن ويفهمون معانيه ولو لم يكتبوا أو يقرءوا

ولذا قال شيخ الإسلام رحمه الله :

” إن النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل : إنا أمة أمية لا نقرأ ولا نحفظ وإنما قال : (( لا نكتب ولا نحسب ))

ولذا امتازت هذه الأمة عن غيرها  :

إذ إن الكتب السابقة لما لم تحفظ فبدلت وحرفت ضاعت بينما القرآن

يقول رحمه الله :

” لو أتلفت المصاحف كلها لما ذهب هذا القرآن ولذا مدح النبي عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى :

{ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ }

مدح لأنه أحفظ الأمة وأقرأ الأمة وأفهم الأمة للقرآن مع أنه لم يقرأ كتابا مكتوبا ولم يكتب ، فصار أميا بهذا الاعتبار :

{ وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ }

ولذا قال النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي كما عند مسلم قال الله عز وجل :

(( إني أنزلت عليك كتابا لا يغسله الماء ))

يعني باق في الصدور

(( تقرأه نائما ويقظان ))

لم صار عليه الصلاة والسلام  ممدوحا بهذا الاعتبار بكونه أميا  ؟

قال رحمه الله :

ـــــــــــــــــــــــــــــ

لأن الكتابة والقراءة ليست مقصودة لذاتها ، وإنما مقصودة لغيرها

فإذا حصل الشيء من غير أن يتعب الإنسان كان أفضل وأكمل .

تصور :

لو أن إنسانا حينما يسمع كلاما يحفظه من أول مرة أيقاس بشخص يكتب ؟

لا يمكن .

ولذا يقول رحمه الله :

”  إن في الكتابة إشغالا عما هو مفيد ، والكتابة والقراءة تضيع وقتا ، ولأن القراءة والكتابة قد تورث غلطا ، فقد يقرأ الإنسان شيئا ويخطأ في فهمه وفي قراءته “

ولذلك ليقس الواحد منا نفسه على هذه الأنواع ، قد يقرأ ويكتب ويعتمد على حفظه فيكون بذلك أميا محمودا .

لكن المشكلة هنا عندنا :

أن الكثير يقرأ القرآن ويفهم بعضا منه ولا يفهم كثيرا منه ويكون في هذا جزء من الأمية المحمودة وجزء من الأمية المذمومة .

ويستفاد من هذا الحديث :

(( إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب ))

 أنه يستدل به على أنه لا يجوز أن يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر .

ثم قال عز وجل :

{ أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل } :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[ أولئك ]:

اسم إشارة للبعد .

لِمَ لَمْ يقل هؤلاء  ؟

لبعد وتناهي وتفاقم ما عليه هؤلاء من الضلال والشر ،

[شر  ]  :

أفعل تفضيل ، أصلها أشر وحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ،

[ شر مكانا ]:

هذا يدل على أن المفضل عليه شر ولا يمكن أن يكون في المتبعين لشرع النبي عليه الصلاة والسلام أي شر

فما هو الجواب ؟

الجواب /  :

ــــــــــــــــــــ

أن أفضل التفضيل له ثلاث حالات سبقت معنا ،وهنا الحالة الثاني وهي أن المفضل عليه لا يكون فيه صفة المفضل .

[ أضل ]:

اسم تفضيل.

والقول فيه كالقول في كلمة شر فإنه ليس في أتباع النبي ضلال ، والجواب كالجواب في كلمة شر .

وقوله عز وجل { وأضل عن سواء السبيل } :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السواء : الوسط .

السبيل : هو الطريق ، طريق الله عز وجل

قال تعالى :

{ وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ } .

 ولذا قال عز وجل في مدح هذه الأمة في مدحها بأنها وسطية :

{ وكذلك جعلناكم أمة وسطا }

أي عدولا خيارا .

فإذا أراد الإنسان أن يكون متصفا بصفة الوسطية ماذا عليه ؟

أن يكون بين بين ؟

أن يكون بين طريق الحق وطريق أهل الضلال ؟

بمعنى أنه يكون مع هؤلاء تارة ومع أولئك تارة  ؟

أم أن الوسطية كما فسر بأنها هي العدول والخيار ؟

فالوسطية أي عدول خيار .

ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

” كما أن الأمة وصفت بأنها وسطية ويجب عليها أن تكون هكذا ، كذلك وصفت بالأمية المحمودة ويجب عليها أن تكون هكذا “

لو قال قائل :

السياق هنا يتحدث عمن ؟

الجواب :

ـــــــــــــــــــ

يحدث عن اليهود ،  وذلك لما جاء من سبب النزول وإلا فإن كلمة أهل الكتاب تشمل اليهود والنصارى .

لو قال قائل :

ــــــــــــــــــــــ

ذكر هنا أن اليهود ضالون وقد جاء حديث عند الترمذي قوله عليه الصلاة والسلام :

(( اليهود مغضوب عليه والنصارى ضالون ))

ولذا قال عز وجل عن ضلال النصارى :

{ غير المغضوب عليهم ولا الضالين }

فالمغضوب عليه هم اليهود والضالون هم النصارى ،

فما هو الجواب  ؟

الجواب  / :

ـــــــــــــــــــ

أن اليهود مع أنهم مغضوب عليهم فهم في آخر الأمر ضالون كما أن النصارى في أول أمرهم ضالون فهم في آخر أمرهم مغضوب عليهم .

ومما يدل على ضلال اليهود هذه الآية ، ومما يدل على غضب الله على النصارى قول النبي عليه الصلاة والسلام (( لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبائهم مساجد ))

ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

”  لما أرادت اليهود الكبر عاقبهم الله عز وجل بنقيض قصدهم فذلوا :{ ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ }

فمن أراد أن يرفع نفسه أذله الله .

ولذا يريدون أن ينازعوا الله في صفة من صفاته وهي صفة الكبرياء بينما من رام غير سبيل اليهود من التواضع الجزاء من جنس العمل ، يرفعه الله عز وجل كما جاء في صحيح مسلم :

(( ما تواضع أحد لله إلا رفعه ))

 وقال تعالى :

{ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ }

وقال تعالى :

{ ولو شئنا لرفعناه بها }

بينما النصارى :

يقول رحمه الله :

” لما عبدوا الله عز وجل على جهل وقعوا في الضلال ، وهذه الآية لو رددنا إلى ما جاء في سورة الفاتحة نجد توضيحا لسورة الفاتحة وفي نفس الوقت نجد توضيحا لهذه الآية “

 فقوله عز وجل :

{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ{6} صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ{7} }

لو أتينا إلى هذه الآيات وجعلنا إمرارة سريعة من المقارنة بينها وبين ما نحن بصدد تفسيره في هذا الآية .

{ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ }

ماذا قال عز وجل في ختام الآية  ؟

{ وأضل عن سواء السبيل }

فيفهم من ذلك أن ما قرر من أن افعل التفضيل هنا هو على النوع الثاني وضحته سورة الفاتحة .

وهناك فرق بين من هم شرار ومن هم منعم عليهم :

{ أولئك شر مكانا }

وهؤلاء منعم عليهم :

{ وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ }

قال :

{ غير المغضوب عليهم }

من هم المغضوب عليهم في سورة الفاتحة ؟

اليهود ، هذا يقرر ويؤكد أن السياق في اليهود ،

{ وعبد الطاغوت }  :

من خرج عن الصراط المستقيم فلابد ولا محالة أن يعبد الطاغوت .

{ مثوبة عند الله }  .

 ما ثواب اليهود في الآية ؟

الغضب واللعن والمسخ .

بينما مثوبة المؤمنين الإنعام والإكرام ، هذه مقارنة سريعة ،

ولذا يقول شيخ الإسلام رحمه الله :

” ما أنزل الله من كتب جعل معانيها في القرآن ومعاني القرآن موجودة في الفاتحة ومعاني الفاتحة موجودة في قوله تعالى :{ إياك نعبد وإياك نستعين }

لو قال قائل :

ـــــــــــــــــــ

ما مناسبة ذكر هذه الآية تحت ذلك الباب  ؟

الجواب /  :

ــــــــــــــــــــ

المناسبة تتضح بذكر حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي أورده المصنف بعد هذه الآية وهو قوله عليه الصلاة والسلام : (( لتتبعن سنن من كان قبلكم ))

 ومن كان قبلنا اليهود واليهود اتخذوا سننا غير مشروعة وكذلك هذه الأمة ستتخذ هذه السنن غير المشروعة ومما اتخذته اليهود أنهم عبدوا الطاغوت فكذلك سيقع في هذه الأمة .

وقد قرأت حديثا هو:

(( أن النبي عليه الصلاة والسلام لما فتح مكة رن الشيطان رنة ))

يعني صاح صيحة .

(( فقال له جنوده  : ما بك ؟

فقال : ايئسوا من أن تعبد أمة محمد الأوثان ))

وهذا يدل على أن الشيطان صرح بذلك لجنوده وإنه صاح هذه الصيحة من شدة ما وقع له حين فتحت مكة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ