الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (41) حديث( لو أتيتني بقراب الأرض خطايا …)(1)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (41) حديث( لو أتيتني بقراب الأرض خطايا …)(1)

مشاهدات: 448

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس ( 41 )

حديث( لو أتيتني بقراب الأرض خطايا  ) الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وللترمذي :

وحسنه عن أنس رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله تعالى : (( يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة ))

هذا يعد عجز حديث وصدره

قال الله عز وجل : (( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي ،  يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني لغفرت لك ولا أبالي ، يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا  ))  الحديث

(( قوله الترمذي : )) :

الترمذي  : هو المحدث المشهور محمد بن عيسى كان ضرير البصر ، وهو أحد طلاب البخاري رحمه الله  ، قد كان الإمام البخاري يعتمد على بعض آرائه مع أن البخاري شيخ له  ، وهو ممن عاش في القرن الثالث.

وهذا الرجل رحمه الله مع عمى بصره إلا أن الله عز وجل أعطاه حافظة عجيبة .

وقد ذكر الذهبي في السير:

أنه كان في أحد أسفاره التقى في طريقه بأحد العلماء فقال الترمذي أسمعني من الأحاديث فأسمعه ثلاثين حديثا والمراد من الأحاديث في ذلك العصر سماعا ذكرها بالإسناد :

فقال له: ” زدني “

فقال: ” يكفيك هذا فإذا حفظتها زدتك

قال: قد حفظتها

قال : أسمعني

فأسمعه كل ما حدثه

قال : أو حفظت هذا من قبل

قال  :لا فإنما حفظته منك الآن

وليس هذا بعجب فإن الحفاظ في سلفنا رحمهم الله كثر حتى قال شيخ الإسلام رحمه الله : ” لم يؤثر عن ابن شهاب الزهري ، وهو محدث كبير،  لم يؤثر عنه أنه غلط مع سعة علمه ، وكثرة محفوظاته  “

فلا يهولنك جهاز الحاسوب فهناك أجهزة من لحم وعظم قد فاقوا هذه الأجهزة والعلم نور، ونور الله لا يؤتاه عاصي وذلك فضل الله عز وجل يؤتيه من يشاء

ولسلفنا موقف عجيبة تدل على قوة حفظهم لا يتسع المقام لذكرها

ولكن المعتبر من يسلك سلوكهم ويسير خلفهم

فإذا علم الله من العبد صلاح نيته ، ورغبته في الخير، وفي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره، ولا يريد بذلك علوا أو رفعة ، ولا تصدر في المجالس فإن الله عز وجل أكرم من عبده ، والله لا يضيع أجر من أحسن عملا .

والترمذي رحمه الله : له كتاب مسمى بسنن الترمذي

ويسميه العلماء بجامع الترمذي وقد أدرج في آخره كتابا يسمى بالعلل

وسنن الترمذي هي إحدى السنن الأربع :

سنن أبي داود

سنن ابن ماجة

سنن النسائي

ولذا إذا قيل أخرجه الأربعة فالمراد أُصحاب السنن

وإذا قيل أخرجه الثلاثة فالمراد أهل السنن ما عدا ابن   ماجة

ومن فوائد هذه السنن وفرائدها:

أنه رحمه الله  يذكر آراء العلماء فإذا ذكر الحديث يقول أخذ بهذا أكثر أهل العلم أو أخذ بهذا فلان وفلان

ومن فرائدها :

أنه كان يذكر حكم شيخه على بعض الأحاديث فكان يقول سألت محمد بن إسماعيل عن هذا الحديث فأجاب بكذا

وقال رحمه الله : إن كل حديث قد ذكرته في السنن فإنه حديث قد أخذ به جملة العلماء إلا حديثين :

ـــــــ  وهما حديث بن عباس رضي الله عنهما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء من غير خوف ولا سفر

ولكن هذا الحديث أخذ به الإمام أحمد رحمه الله فأباح الجمع بغير عذر وتوسع  الإمام أحمد في مسائل الجمع

الحديث الثاني / :

حديث النبي في شارب الخمر: (( فإن عاد في الرابعة فاقتلوه ))

ومع ذلك أخذ به ابن حزم رحمه الله قال من شرب في الرابعة فيقتل بكل حال

وأخذ به شيخ الإسلام رحمه الله ولكن ليس على الإطلاق بل إن لم ينزجر الناس ولا بقتل الشارب في الرابعة فيقتل وهذا هو أعدل الأقوال  :

لأنه جاء في صحيح البخاري  : ” أن رجلا كان كثير ما يشرب الخمر،  فقال رجل : ” لعنه الله ما أكثر ما يؤتى به فقال النبي : ((  لا تعلنه أو ما علمت أنه يحب الله ورسوله ))

والمسألة محلها في الفقه

ومن ثم فيكون ما ذكره رحمه الله من أحاديث قد أخذ بها جملة من العلماء دون استثناء ،

ومنها ما هو ضعيف جدا ، وهو رحمه الله يبين ولكن قال العلماء إن عنده تساهلا

وهذه نتف تتعلق بهذا السفر سنن الترمذي رحمه الله

وقد خدم هذه السنن الألباني رحمه الله  :

فقد قرب هذه السنن لطلاب العلم فحكم على جميع أحاديث السنن إما بالتصحيح وما بالتضعيف وهذا جهد مشكور عليه وان كان بعض المعاصرين ممن ينتسب للحديث يلمز بهذا الجهد ولكن يقال له :

يا ناطح الجبل العالي ليكلمه         

            أشفق على الرأس لا تشفق على الجبل

ولذا إذا عجزت نفوس البعض من أن يصلوا إلى ما وصلت إليه هذه النفوس الكبار بدأ يقدح ويلمز وهذا يدل على خلل في النوايا ، والله المستعان

عن أنس رضي الله عنه / :

هو أنس بن مالك الخزرجي الأنصاري كنيته أبو حمزة

قدم النبي عليه الصلاة والسلام المدينة وهو ابن عشر سنين فأتت به أمه أم سليم فقالت : هذا أنس غلام يخدمك فخدم النبي عليه الصلاة والسلام

ودعا له النبي أن يكثر الله ماله وولده وأن يطيل عمره فاستجاب الله دعوة نبيه حتى انه آخر صحابي مات بالبصرة

وهو ممن يكثر من الرواية عن النبي