الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (67)حديث(لأعطين الراية غدا رجلا )(1)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (67)حديث(لأعطين الراية غدا رجلا )(1)

مشاهدات: 453

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (67)

حديث(لأعطين الراية غدا رجلا )الجزء الأول

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم قال المصنف رحمه الله :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ولهما عن : ” سهل بن سعد ” :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ، ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ))

فبات الناس يدوكون ليلتهم : ” أيهم يعطاها “

فلما أصبحوا غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجو أن يعطاها :

فقال : (( أين علي بن أبي طالب ))

فقيل : ” هو يشتكي عينيه “

فأرسلوا إليه ، فأتي به ، فبصق في عينيه ، ودعا له ، فبرأ كأن لم يكن به وجع ؟، فأعطاه الراية ، فقال : (( انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله تعالى فيه ، فوالله لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم ))

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” يدوكون ” ـــــــــــ : يخوضون

الشرح :

ــــــــــــــــــ

قال رحمه الله : ” ولهما “ ــــــــــــ وهذه عبارة كما سلف يرمز بها اختصارا إلى البخاري ومسلم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

” عن (( سهل بن سعد )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هو : ” سهل بن سعد بن مالك الخزرجي الأنصاري ، توفي النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو ابن ط خمس عشرة سنة ” ، وقد توفي سنة ” ثمان وثمانين للهجرة ” وهو من المعمرين :

قد قيل إنه وصل إلى ” مائة سنة “

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال رضي الله عنه : (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يوم خيبر:

ـــــــــــــــــــــ

لا يعني أن هذه الغزوة وقعت في يوم واحد ، وإنما يقال ، ويُعبَّر عن الغزوة أو عن الحادثة ولو طالت أيامها يعبر عنها بيوم :

وذلك لأنه جاء في سنن النسائي :

أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى أبا بكر اللواء ،فلم يفتح الله على يديه ، ثم أعطاها من غد عمر ، فلم يفتح على يديه ، ثم قال : (( لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ))

فدل على أن هذه الغزوة أياما

ويوم خيبر:

ـــــــــــــــــــــ

هي غزوة خيبر ، وقد وقعت في السنة ” السادسة ” من الهجرة على رأي ” ابن حزم ”

وأما جمهور العلماء فيرون أن غزوة خيبر وقعت في السنة ” السابعة ” من الهجرة

واختلافهم مبني على بداية التاريخ الهجري ، والذي أرَّخ له ” عمر ” في عام ستة عشرة من الهجرة

فجمهور العلماء قالوا : ” غنها وقعت في السن ة السابعة بناء على التاريخ الهجري يبدأ من شهر محرم

وأما ابن حزم رحمه الله فيرى أنها وقعت في السنة السادسة من الهجرة بناء على ان التاريخ الهجري ابتدأ من ربيع الأول

ولاشك أن قدوم النبي عليه الصلاة والسلام في ربيع الأول قدم مهاجرا من مكة إلى المدينة في شهر ربيع الأول

لكن لماذا جعل الصحابة رضي الله عنهم محرما هو الشهر الأول من التاريخ الهجري ؟

جعلوه لأن بعد منصرف الناسي من حجهم ، والحج له شأن حتى عند الكفار ، فكون العام الهجر ي يبدأ من محرم يكون هذا الأمر أفضل وأوثق من غيره من الشهور

فهذه الغزوة عند جمهور العلماء وقعت في السنة السابعة للهجرة

وغزوة خيبر قد وعد الله عز وجل صحابة النبي صلى الله عليه وسلام بالحديبية أن تكون غنائمها لهم .

والحديبية وقعت في السنة السادسة من الهجرة ، ووفيها نزل قوله تعالى : ((وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ))

فالنبي صلى الله عليه وسلم لما أُحصر هو وصحابته الفضلاء وعدهم الله غنائم خيبر قال تعالى : ((وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ ))

والمشار إليه غنائم غزوة ” خيبر ” وجعلها جل  وعلا لمن حضر الحديبية ،وهم ” ألف وأربعمائة صحابي “

قال عز  وجل في سورة الفتح : ((سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ))

ما هو كلام الله ؟

أن غنائم خيبر مخصوص بها أهل الحديبية : ((يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً ))

ولما بلغ عليه الصلاة والسلام – كما جاء عند البخاري – بلغ ساحتهم ، وكانوا يحملون المساحي قالوا : ” محمد والخميس “

الخميس المراد منه الجيش ، وذلك ان الجيش يقسم خمسة أقسام :

ــ ميمنة

ـــ ميسرة

ـــ مقدمة

ــــ مؤخرة

ـــ وقلب

فهربوا ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( الله أكبر ، خربت خيبر ، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ))

وغزوة خيبر قد استفاض ابن حجر في الفتح ، وكذا ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد في بيان هذه الوقعة ، وما جرى فيها من أحداث ، وما استنبط منها من فوائد

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقال عليه الصلاة والسلام : (( لأعطين الراية )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هذه الجملة جملة قسم ، تقديرها : ” والله لأعطين الراية ” وهذا من باب التأكيد

فعندنا أن من أدوات التوكيد عند البلاغيين :

من بينها :

القسم ، واللام ، والنون

وقد اجتمعت ثلاثة توكيدات في هذه الجملة :

القسم

واللام

ونون التوكيد

من باب تأكيد الخبر

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقال : (( لأعطين الراية )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الراية ـــــــــــ أهي تختلف عن اللواء أم أنهما بمعنى واحد ؟

فقال بعض العلماء : ـــــ إن الراية واللواء بمعنى واحد

ولعل ما يسعفهم ما جاء في رواية ” النسائي ” قال : (( فأعطى أبا بكر اللواء ، وفي غد أعطى عمر اللواء ، ثم دفع اللواء إلى ” علي ” ))

فيكون ” اللواء والراية “بمعنى واحد

وقال بعض العلماء : ” إن الراية تختلف عن اللواء ” :

فاللواء : ـــــ هو العلم الذي يُلف إما أن يلف بعضه أو يلف معظمه

أما الراية : ـــــــــــ فهي العلم الذي لا يُلف فيكون بينهما وجه افتراق :

فكلاهما علم ، لكن الراية غير ملفوفة ، وأما اللواء فإنه ملفوف بعضه أو معظمه

وهذا هو الأقرب

ودليل هذا الترجيح :

ما جاء عند ابن ماجة وغيره : ان النبي عليه الصلاة والسلام : (( كان لواؤه أبيض ، ورايته سوداء ))

فجمع بينهما ، فدل على اختلاف بينهما

ومما يدل على ذلك :

أن ” عروة ” قال : ” ما كانت الرايات تًُعرف من قبل ما عرفت الراية إلا في غزوة خيبر ، إنما كانت ألوية “

فدل على الافتراق والتباين بينهما

وقد جاء عند “ابن عدي ” كما ذكر ذلك ابن حجر : (( أن رايته عليه الصلاة والسلام مكتوب عليها ” لا إله إلا الله ” ))

وأما ما ورد من أن رايته ضراء فإنها أحاديث ضعيفة ،/ إنما الثابت أنها “سوداء ”

وأما رواية النسائي ، وهو ذكر ” اللواء :

فيمكن أن يجمع بينهما :

فنقول : ” إن الوقعة واحدة ، فدل على أن الصحابة كانوا يعبرون عن الراية في بعض الأحيان باللواء ، ولا امتناع في لذلك لأنكل منهما علم “

وعندنا قاعدة في اللغة تقول : ” إذا دار اللفظ بين التأسيس والتأكيد فحمله على التأسيس من باب أولى إلا إذا دل دليل ؟ ــــــــ لم ؟

لأننا إذا قلنا إن الراية واللواء بمعنى واحد ما استفدنا معنى آخر ، لكن لو ميَِّزنا لاستفدنا معنى آخر إلا إذا وجد دليل يدل على التوكيد .

ولماذا تتخذ الرايات والألوية ؟

تتخذ لتكون علما للجيش :

ولذا فإن سقوط هذه الراية يدل على ضعف أو انهزام في الجيش الذي سقطت رايته

ولذا في غزوة ” مؤتة  ” :

لما حمل الراية ” زيد بن حارثة ” فقتل حلمها ” جعفر بن أبي طالب ” فقطعت يده اليمنى ، فأمسك الراية بيده اليسرى ، فقطعت يده اليسرى فأمسك الراية بعضديه حتى قتل رضي الله عنه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله عليه الصلاة والسلام : (( غدا )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الغد ــــــــــــــ هو اليوم الذي يلي يومك

فيومنا هذا يوم حاضر ، فاليوم الذي يليه يعد يوم غد ،

ويمكن أن يطلق الغد على ما يلي يومك من أيام قادمة  :

قال عز وجل : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ  ))

ما معنى : ((  مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ   )) ؟

أي يوم القيامة ، وعُبِّر عنه بـ ” الغد ” لأنه قريب :

((وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ ))

{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ }

{اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مَّعْرِضُونَ }

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله عليه الصلاة والسلام : (( رجلا )) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وذلك لأن المقاتلين إنما هم الرجال ، أما النساء فلا يجب عليهن الجهاد .

والمراد بالجهاد : الطلب

أما جهاد الدفع وهو : إذا نزل بالمسلمين عدو فهجم عليهم فإنه يجب على الجميع أن يدفع هذا العدو الصائل من رجال ونساء

أما جهاد الطلب فإنه موجه إلى الرجل :

ولذا قالت عائشة رضي الله عنه : (( يا رسول الله ، هل على النساء من جهاد ؟

قال : (( نعم عليهن جهاد لا قتال فيه ك الحج والعمرة ))

ــ ونكَّره النبي عليه الصلاة والسلام فلم يبين اسم هذا الرجل قال : (( لأعطين الراية غدا رجلا )) من باب أن يشد انتباه الموجودين ،

ومن باب أن يبين فضائل هذا الرجل ومنزلته :

ولذا أردف هذه الكلمة بقوله – وهي من أعظم المناقب – قال :  (( يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله يفتح الله على يديه ))

فتشوف  الناس لهذه المنقبة :

حتى قال ” عمر ” كما في صحيح ” مسلم ” : (( ما تشوفت الإمارة إلا يومئذ ))

يقول : ” ما كنت أرغب في الإمارة مطلقا إلا يومئذ ـــــــــــ لم ؟

لعظم هذه المنزلة التي يظفر بها هذا الرجل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : (( يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا شك أن كل مؤمن يحب الله ورسوله ، وانه إذا أحب الله ورسوله حبا صادقا في المقابل أحبه الله عز وجل .

ويصدق هذا الوصف على الصحابة الكرام رضي الله عنهم .

لكن يصدق عليهم من حيث الجملة

أما هنا :

ــــــــــــــــ

لماذا تشوفوا إليها ؟

لأن النبي صلى الله عليه وسلم حصر هذا الأمر في رجل

والإنسان بطبعه يحب أن يفرد بذكر ومنقبة وفضل ولذا تشوف إليها الصحابة رضي الله عنهم لحبهم الخير

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقوله : (( يحب الله ورسوله )) :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محبة الله ، ومحبة رسوله ، إنما تكون بالاتباع :

قال عز وجل:{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }

ثم قال عز وجل : ((قُلْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ ))

فلا يعني في محبة الله ان لا يتبع النبي صلى الله عليه وسلم بل يجب أن يطاع عليه الصلاة والسلام

وهذا الوصف يعد من سمات المؤمنين بل مكن أعلى درجات الإيمان :

قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين :

(( ثلاث من كنَّ فيه وجد بهن حلاوة  الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مماس واهما )) الحديث

وفي هذا إثبات محبة العبد لله عز وجل

وفي هذا رد على الجهمية :

الذين قالوا : ” إن الله لا يُحَبُ من قبل العبد ” ففي هذا رد عليهم من أن المحبة تكون من العبد لله عز وجل

وليس معناها : أن يتشوف العبد إلى ثواب الله كما زعموا

ولو قال قائل :  جمع النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين الله عز وجل ، مع أن ذلك الرجل لما قال له : ” ما شاء الله وشئت ” قال : (( أجعلتني لله ندا ، قل ما شاء الله وحده ))

فيجاب عن هذا :

ــــــــــــــــ

من  أن التشريك في أمر الأحكام جائز ، إذا شُرِّك بين الله ، وبين النبي صلى الله عليه وسلم في مقام الأحكام فغنه جائز  ، لن من أحب الله محبة صادقة أحب رسوله ، ومن أحب رسول الله محبة صادقة أحب الله

أما ما يتعلق بالأمور الكونية فإنه لا يجوز أن يكون فيها التشريك

وهذه الفائدة :

لها مزيد حديث عند باب قول : ” ما شاء الله وشئت ”

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقوله : (( ويحبه الله ورسوله ))

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في هذا إثبات المحبة من الله عز وجل ، وانه يحب العبد ، وفي هذا رد على ” الجهمية وسائر المعطلة : الذين يقولون : ” إن الله عز وجل لا يحب ، وإن ما ورد من نصوص في محبة الله لعبد إنما هو إكرامه للعبد وثوابه له “

فيقال :

ــــــــــــــــ

إن الله أعلم بنفسه من غيره ، وكلامه من أفصح الكلام وأبينه

وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم من أفصح الخلق ، وبيانه من أعظم البيان

وقد أثبت لله محبة ، فيجب أن نؤمن بها من غير تحريف ، ولا تكييف ، ولا تعطيل ولا تمثيل

 

والمحبة :

ــــــــــــــــــ

من الصفات الفعلية ، وذلك لأن صفات الله عز وجل تنقسم إلى قسمين ، وإن شئت فقل ثلاثة :

صفات خبرية :

ـــــــــــــــــــــــــــ

وهي التي جاء بها النص (  الخبر ) وأخبر بها ، وهي بالنسبة إلينا ” أبعاض وأجزاء “

لكن لا يجوز لنا أن نقول : ” إنها أبعاض لله ” ، إنما نقول : ” أتى بها الخبر كصفة :

” اليدين ، وصفة القدم ، وصفة العينين لله عز وجل “

وهي في نفس الحال صفات ذاتية  ، فنعبر عنها فنقول : هي ” ذاتية خبرية “

القسم الثاني من صفاته عز وجل :

هي الصفات الذاتية :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

التي كانت متصفا بها ولا يزال متصفا بها جل وعللا : ” كالسمع ، والبصر   “

القسم الثالث :

هي الصفات الفعلية :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

وهي التي تتعلق بمشيئته جل وعلا كـ ” المحبة ، وكالاستواء على العرش “

فمتى ما شاء فعلها

ويمكن أن تكون الصفة صفة ذاتية باعتبار، وصفة فعلية باعتبار :

وذلك كـ ” الكلام ” :

فكلامه عز وجل من الصفات الذاتية ، وهو  أيضا يتكلم متى ما شاء ، فتكون صفة فعلية

المحبة هنا :

ـــــــــــــــــ

صفة فعلية ، ومما يدل على أنها صفة فعلية أنه عز وجل قد يحب العبد في وقت ويبغضه فيوقت آخر يحبه إذا أطاعه ، ويبغضه إذا عصاه .

وذكر النبي صلى الله عليه وسلم هنا من باب التشريف والتعظيم والتكريم لمن يحبه :

فمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم قد حظي وظفر بمنقبة كبرى :

ولذا قال : (( يحبه الله ورسوله ))

إذا أحب الرجل النبي عليه الصلاة والسلام أحبه النبي صلى الله عليه وسلم