الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (71) معنى (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ـ الدرس (71) معنى (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)

مشاهدات: 450

الشرح الموسع لكتاب التوحيد ــ الدرس (71)

معنى (تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ :  زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باب ” تفسير التوحيد وشهادة ان لا إله إلا الله ”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ثم ذكر المصنف رحمه الله هذا الباب :

باب ” تفسير التوحيد وشهادة ان لا إله إلا الله “

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لو قال قائل :

عقد المصنف هذا الباب لبيان التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله

وقد سبق في الأبواب السابقة انه بيَّن التوحيد

فما ذكر في الأبواب السابقة بيان التوحيد ، فلماذا ذكر هذا البيان مرة أخرى ؟

ذكر والله أعلم لأمرين :

الأمر الأول :

ــــــــــــــــــــــــــ

أنه أراد أن يبين أهمية هذا الموضوع ، وأنه يستحق أن يعاد وأن يكرر

الأمر الثاني :

ــــــــــــــــــــــــ

أن ما سبق في الأبواب بيان للتوحيد من حيث ما يتبادر إلى الذهن

وأما هنا :

فهو بيان للتوحيد بذكر أضداده :

فيعرف الشيء بمعرفة ضده

وذلك انه ذكر هنا من يتوسلوا على الصالحين ومن يستغيث بهم

فدل على أن عدم الاستغاثة بهؤلاء وان حصرها بالله فهو التوحيد

فهو تبيين للتوحيد ببيان أضداده

ما هو ضد التوحيد ؟

” الشرك “

وقوله رحمه الله :

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

” باب التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله ” :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الباب : سبق معناه

وأما التفسير :

فمعنى كلمة ” التفسير ” هي الإيضاح والبيان

: فسرت الآية :  بمعنى بينتها ووضحت معناها

فسرت الشيء : وضحته وبينته وأظهرته

ولو قال قائل :

أليس التوحيد هو الشهادة ؟

نقول : بلى .

ودلالة هذا : أن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث ابن عباس رضي الله عنهما لما أرسل معاذا قال : (( فليكن أول ما تدعوهم إليه : شهادة أن لا إله إلا الله ))

وفي رواية : (( إلى أن يوحدوا الله ))

فالتوحيد : هو الشهادة

والشهادة : هو التوحيد

فلماذا ذكر التوحيد والشهادة هنا ؟

لِمَ لَمْ يقتصر على أحدهما ؟

 لِمَ لمْ يقل باب تفسير التوحيد أو باب تفسير شهادة ان لا إله إلا الله ؟

فالجواب عن هذا :

ــــــــــــــــــــ

أن اللغة العربية جاءت بجواز عطف الشيء على نفسه :

فشهادة ” أن لا إله إلا الله ” عطفت على التوحيد

والتوحيد هو الشهادة ، والشهادة هي التوحيد

فعطف الشيء على نفسه موجود في اللغة العربية من باب بيان أهمية هذا الأمر

والعطف في اللغة يقتضي المغايرة بين المعطوف  والمعطوف عليه ، ويشتركان في الحكم ــــــــــ كيف ؟

لو قلت : ” جاء زيد وعمرو ”  :

عمر معطوف على زيد ، وزيد معطوف عليه

فهل زيد هو عمرو ؟

لا ، ففيه مغايرة بينهما

لكنهما اشتركا في الحكم

ما هو هذا الحكم ؟

هو المجيء

والعطف في اللغة العربية يأتي على مراتب :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المرتبة الأولى :

ــــــــــــــــ

وهو الغالب : أن يُعطف على شيء ليس من جنسه ، ولا من لوازمه

مثاله :

قال تعالى : ((الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ))

فالأرض ليست السموات ، فهي مغايرة للسموات  من جميع الوجوه :

مثل : جاء عمرو وزيد

المرتبة الثانية :

ـــــــــــــــــــــ

أن يعطف الشيء على الشيء لأنه من لوازمه :

مثاله :

قال تعالى:((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ ))

فعطف قوله : ((وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ )) على قوله : ((وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ ))

لأن من لوازم لبس الحق بالباطل أن يُكتم الحق

المرتبة الثالثة :

ــــــــــــــــــــــــــ

عطف البعض على الشيء :

كقوله تعالى : ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى ))

فالصلاة الوسطى على الصحيح هي صلاة العصر

فقوله : ((حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ )) يعني جميع الصلوات ، لكن يتأكد الأمر بالمحافظة على الصلاة الوسطى التي هي صلاة العصر من باب بيان فضلها

المرتبة الرابعة :

ــــــــــــــــــــــــــــ

عطف الشيء على نفسه لتغاير الصفات :

مثال قوله تعالى : ((غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ ))

هما صفتان متغايرتان لكن عطف الشيء على نفسه .

وسبق معنا بيان التوحيد ، وبيان شهادة : ” أن لا إله إلا الله “

ولتعلم :

ــــــــــــــــــ

أن ما ذكره المصنف هنا من نصوص ذُكر في أبواب مستقلة ، وغنما أتى بهذه  النصوص تعريجا سريعا لمعرفة التوحيد :

كما قيل وبضدها تتبين الأشياء