تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الرابع والثمانون ـ حديث ( 501 ) وحديث ( 502)

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الرابع والثمانون ـ حديث ( 501 ) وحديث ( 502)

مشاهدات: 483

تعليقات على سنن أبي داود ـ الدرس الرابع والثمانون

28 – باب كَيْفَ الأَذَانُ  .

حديث ( 501 ) وحديث ( 502)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ: زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

501 – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ وَعَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عُثْمَانُ بْنُ السَّائِبِ أَخْبَرَنِى أَبِى وَأُمُّ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِى مَحْذُورَةَ عَنْ أَبِى مَحْذُورَةَ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- نَحْوَ هَذَا الْخَبَرِ وَفِيهِ « الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ فِى الأُولَى مِنَ الصُّبْحِ ». قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَحَدِيثُ مُسَدَّدٍ أَبْيَنُ قَالَ فِيهِ قَالَ وَعَلَّمَنِى الإِقَامَةَ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ « وَإِذَا أَقَمْتَ الصَّلاَةَ فَقُلْهَا مَرَّتَيْنِ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ أَسَمِعْتَ ». قَالَ فَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لاَ يَجُزُّ نَاصِيَتَهُ وَلاَ يَفْرِقُهَا لأَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- مَسَحَ عَلَيْ

 

صحيح دون قوله ( فَكَانَ أَبُو مَحْذُورَةَ لاَ يَجُزُّ )

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أن الألباني يرى صحة الحديث دون جملة  : ” أن أبا محذورة كان يترك مقدمة شعره  “ وهي في الحقيقة لم يعلق عليها بعض العلماء ، وإنما من صحح من العلماء غير الألباني صحح الجميع

 

وعلى كل حال هي فائدة في مثل هذا الباب :

أن الصحابة كانوا يحرصون على ما كان يقربهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام وهذا إن صح عن أبي محذورة فإنه يدل على أنه أراد أن تكون هذه الناصية مذكرة له بحال النبي عليه الصلاة والسلام في أذانه

 

من الفوائد :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

أنه قال هنا في الأولى تقال كلمة  (( الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ )) في صلاة الصبح الأولى إذاً هناك صبح ثانية

إذاً هناك فجران  : الفجر الأول والفجر الثاني وذكرنا الفرق بينهما

فيكون هناك أذانان لصلاة الصبح وما قبل صلاة الصبح

 

فكلمة : ”  الصلاة خير من النوم “ أتقال في الأذان الأول الذي ترك في هذا الزمن ولاسيما في المدن فإنهم لا يؤذنون الأذان الأول الذي أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن بلالا كان يؤذن به قال كما في الصحيحين : (( إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ))

 

والنبي عليه الصلاة والسلام قال عن علة الأذان الأول أنه : (( ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم )) يعني لماذا يؤذن الأذان الأول غير صلاة الصبح ؟

يعني من أجل تنبيه القائم المشتغل بشيء إن شاء أن يتدارك الوقت ويتسحر إذا أراد الصيام أو أن يوتر إذا أراد الوتر وليوقظ النائم من أجل  أنه يستعد إن أراد السحور أو أراد الصلاة

هذا هو العلة في الأذان الأول كما قال عليه الصلاة والسلام

 

إذاً : العلة في الأذان الثاني لتنبيه الناس لصلاة الفجر وأن وقتها قد دخل

إذاً قوله ( الصبح الأولى) المعمول به عندنا الآن (الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ) تقال في الثاني

ولذا ذهب بعض العلماء إلى أن هذه الجملة لا تقال إلا في الأذان الأول بناء على ظاهر الحديث لكنه نسي أن الأذان الأول معلل بعلة ( ليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم )

 

إذاً  :

ليس المقصود منه الصلاة التي تدل عليها الجملة ( الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ ) تدل على الحرص على الحضور لصلاة الجماعة بعد هذا الأذان

 

إذاً  :

الصبح الأولى كيف نأولها ؟ أو كيف نحملها ؟

نقول :

الصبح الأولى أو الفجر الأول بالنسبة إلى الإقامة لأن الإقامة تعتبر أذانا ثانيا لقوله عليه الصلاة والسلام كما في الصحيحين  : (( ما بين كل أذانين صلاة ))

 

إذاً  :

جملة (الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ الصَّلاَةُ خَيْرٌ مِنَ النَّوْمِ)  تقال متى ؟

في الأذان الذي يؤذن لدخول وقت الصلاة

وليعلم أن ما بين الأذانين لا يكون وقتا طويلا كما يتوهمه بعض الناس

بعض الناس يظن أن الأذان الأول يسبق الأذان الثاني بزمن طويل ، هذا خطأ ، لأن العلة موجودة هنا ( بقدر تنبيه القائم وإيقاظ النائم )

ولذلك في الحديث ( ما بين أن ينزل هذا ويصعد هذا ) هناك فرق يسير

لذلك يقول سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية فيما مضى

كان يقول الأنفع قبل الأذان بثلث أو ربع ساعة هذا هو الأنفع

لأنه هو الزمن الذي يتمكن الإنسان فيه من السحور ومن الوتر

لكن يمكن أن نقول يختلف باختلاف الزمان الناس الآن متفرقون متشتتون يعني لو أردت أن تنبه القائم وأن توقظ النائم يحتاج إلى وقت فالقضية راجعة إلى تقدير ( فليرجع قائمكم ويوقظ نائمكم )

 

وكذلك هو قال : ( الصبح ) والصبح لم يأت في الحقيقة لأن لما يؤذن الأذان الأول بليل لحديث بلال ( إن بلالا يؤذن بليل ) الصبح لم يأت كونه لم ينص على الصبح الأولى يدل على أن المقصود منها هي الصلاة التي دخل وقت الفجر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

502 – حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَسَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ وَحَجَّاجٌ – وَالْمَعْنَى وَاحِدٌ – قَالُوا حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا عَامِرٌ الأَحْوَلُ حَدَّثَنِى مَكْحُولٌ أَنَّ ابْنَ مُحَيْرِيزٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَحْذُورَةَ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَّمَهُ الأَذَانَ تِسْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً وَالإِقَامَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ كَلِمَةً الأَذَانُ « اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالإِقَامَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ». كَذَا فِى كِتَابِهِ فِى حَدِيثِ أَبِى مَحْذُورَةَ.

 

حسن صحيح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــ

 

في هذا الحديث وقد مر معنا بيان الأذان الذي كان يؤذنه أبو محذورة

مكان تجمل الأذان ؟

تسع عشرة جملة

مثل أذاننا

أذاننا كم ؟ خمس عشرة جملة

لكن لماذا صارت جمل أذان أبي محذورة تسع عشرة جملة ؟

لأن هناك ما يسمى بالترجيع ترجيع مااذ ؟ ترجيع الشهادتين

صفة ترجيع الهادتين : أنه يقول الشهادتين سرا ثم يعود فيرفع صوته بها

مثلا : ( أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ) فيما بينه وبين نفسه

ثم يعود المؤذن يرفع صوته بأعلى ما يكون

فهذا هو المسمى بالترجيع

وقد بينا ووضحنا أن السنة متى ما جاءت بصفات متنوعة في أي عبادة فإن الصحيح أن يؤخذ بها كلها ، وأن ينوع الإنسان ما لم يحدث تشويشا على العامة ويمكن أن تطبق كما أسلفنا إذا كان الإنسان في  نزهة مع زملائه أو إذا كان مسافرا وحانت الصلاة وكان منفردا فله أن يؤذن بهذا الأذان ولا إشكال فيه بل من السنة أن يفعل ذلك أحيانا