التفسير المختصَر الشامل
تفسيرُ سورة ( الفِيل )
فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري
=====================
تفسيرُ سُورَةِ ( الفِيل ) :
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)} النَّبِيُّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وُلِدَ عامَ الفِيل
وذلك أنّ أَبرَهَةَ بَنَى مَكانًا سَمّاهُ بِالكَعبَة في اليَمَن وأرادَ مِنَ الناس أن يَحُجُّوا إِلَيْها ، فَأَتَى شَخصٌ مِنَ الْعَرَب وإذا بِه يَتَغَوَّطُ فِيها ، فَغَضِبَ أبرهةُ فَأَتَى بِجُنوده ومعهم الفِيَلَة مِن أَجْلِ أن يَهدِمَ الكَعبَةَ
لَكِنّ اللهَ عزّ وجلّ سَحَقَهم ، وَقَدْ وافَقَ ذلك وِلادَة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1)}
{ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2)} أَرَادُوا بِكَيدِهِم هذا أن يَهدِمُوا الكَعبَةَ ، فجَعَلَهُ { فِي تَضْلِيلٍ } يَعْنِي في ذَهابٍ وفِي خُسران
{ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) }
{ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) } { أَبَابِيلَ } يَعْنِي مَجموعات { تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4)} يَعْنِي مِن طِينٍ مُتَحَجِّر
{ تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ (4)}
{ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ (5)} فَجَعَلَهُم كَـ ( نَباتٍ ) أَكَلَتهُ البَهائم ، فأصبَحَ ماذا ؟ هَباءً مَنثُورًا أو أَصبَحَ تِبْنًا
▪ومِن ثَمَّ فإنّ بَعضَ المُفَسِّرِين ذَكَرَ مِن أنّ أَوَّلَ ما عُرِفَ ( الجُدَرِيّ ) و ( الحَصبَة ) إنّما عُرِفَ في الْعَرَب لَمّا نَزَلَ هذا العَذابُ على هَؤلاء فَقالَ اللهُ عزّ وجلّ { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ }