تفسير سورة ( المسد )
الدرس (298 )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة المسد…. أو تفسير سورة تبت يدا…
{تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (5)}
{تَبَّتْ يَدَا } { تَبَّتْ } يعني هلكت { يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } المقصود من اليد هنا هو باعتبار ماذا باعتبار أن أعظم ما يكسبه الإنسان عن طريق يديه { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } {وَتَبَّ} الفرق هنا {تَبَّتْ يَدَا } يعني دعاء عليه {وَتَبَّ} يعني تحقق الدعاء {تَبَّتْ يَدَا } يعني خسرتا { يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } يعني الخسران تحقق له وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يمنع الناس من الدخول في دينه.
{ مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ } ما فائدة ماله الذي جمعه { وَمَا كَسَبَ } يعني والذي كسبه من أموال في المستقبل، وأيضا ما كسبه من أولاد؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول:” إن أفضل ما أكلتم من كسبكم، وإن أولادكم من كسبكم”
{سَيَصْلَى } يعني سيدخل وسيقاسي عذاب { سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ } {ذَاتَ لَهَبٍ} وذلك لأنه كان ذا وجه به حمرة ملتهب، فأتى به هنا من باب العقاب له، فهو له إنارة وبياض في وجهه سيصلى هذه النار التي هي ذات لهب.
{ وَامْرَأَتُهُ } معطوفة على {سَيَصْلَى } يعني وستصلى امرأته { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ } نصبت على الذم؛ وذلك لأنها كان تتأتي بالأشواك فتضع هذه الأشواك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم
{ وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا } يعني في عنقها ذلك لأنها ماذا؟ لأنها كان لها عقد في جيدها، فكانت تقول:” لأنفق هذا العقد في عداوة النبي عليه الصلاة والسلام” فقال الله { فِي جِيدِهَا } يعني في عنقها { حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ } يعني من ليف متين من ليف يكون لها قد أعد في النار جزاء لفعلها في الدنيا.