شرح الألفية الدرس ( 60 ) النكرة والمعرفة ( الاسم الموصول) [ الأبيات 106 ـ 112 ال حرف تعريف ]

شرح الألفية الدرس ( 60 ) النكرة والمعرفة ( الاسم الموصول) [ الأبيات 106 ـ 112 ال حرف تعريف ]

مشاهدات: 495

من أنواع المعارف:

المعرف بالتعريف

فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المعرف بأداة التعريف :

قال ابن مالك :

106- أَلْ حَرْفُ تَعْرِيفٍ أو الَّلامُ فَقَطْ   فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ

107- وَقَدْ تُزَادُ لازِماً كَالَّلاتِ           والآنَ والَّذِينَ ثُمَّ الَّلاتِ

108- وَلاضْطِرَارٍ كَبَناتَ الأوْبَرِ   كَذَاَ وَطِبْتَ الَّنفْسَ يَا قَيْسُ السَّرِي

109- وَبَعْضُ الأعْلاَمِ عَلَيْهِ دَخَلاَ       لِلَمْح مَا قَدْ كَانَ عَنْهُ نُقِلا

110- كَالفَضْلِ وَالْحَارِثِ وَالنُّعْمَانِ    فَذِكْـــــــرُ ذَا وَحَذْفُهُ سِيَّانِ

111- وَقَدْ يَصِيرُ عَلَماً بِالْغَلَبَهْ       مُضَافٌ أوْ مَصْحُوبُ ألْ كَالعَقَبَةْ

112- وَحَذْفَ ألْ ذِي إن تُنَادِ أوْتُضِفْ أوْجِبْ وَفِي غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِفْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

قال :

106- أَلْ حَرْفُ تَعْرِيفٍ أو الَّلامُ فَقَطْ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فقد ذكر ابن مالك ما يعرف بـ (( ال )) أو بالألف  واللام  وقد مر معنا في النكرة قول الناظم :

نكرةُ قابلُ ال مؤثرا    أو واقعٌ موقعَ ما قد ذُكِرَا

 

وهنا قال مبينا أن الكلمة تعرف بـ (( ال )) أو بـ (( الألف  واللام ))

يعني :

هل المعرف هو ال أو اللام ؟

 

اخْتُلف في هذا عند النحاة :

بعضهم قال :

إن المعرف كلمة (( ال  )) بجملتها فيرون أن الهمزة في

(( ال )) همزة قطع

 

بينما يرى بعض النحاة :

أن المعرف هو اللام وأن الهمزة فيها همزة وصل

 

ثم ذكر رحمه الله مثالا :

فَنَمَطٌ عَرَّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

نمط جمعه أنماط

نمط  ـــــــــــــــــــــ نكرة

 إذا أردت أن تعرفه تدخل عليه ال فتقول : النمط

ونمط جمعه أنماط وهو البساط الناعم

ولذلك :

قال النبي عليه الصلاة والسلام لجابر : (( هل اتخذتم أنماطا ))

يعني  : بسطا ناعمة

قال : يا رسول الله وأنى لنا الأنماط ؟

فقال : أما إنه سيكون

فانظروا :

كيف كان حال النبي عليه الصلاة والسلام كانوا لا يجدون البسط الناعمة وليست بتلك النعومة التي نتصورها نحن ومع ذلك أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنها ستكون للأمة

 

وهذه (( ال ))   ال التعريف يندرج تحتها ما مر معنا في البلاغة

مر معنا في البلاغة :

ال العهدية الصريحة كقوله تعالى : (( إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً{15} فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ))

الرسول مصرح به في صدر الآية وهو ما بعث إلى فرعون والذي بعث إلى فرعون : موسى

 

وال العهدية الكنائية :

                  ((وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى ))

وال الحضورية : هل حضرت الدرس

                 ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ))

وال : لبيان حقيقة الجنس :

الرجال خير من النساء

 

وليس هذا على وجه العموم فإن هناك من النساء  من هي أفضل من الرجال بكثير

وهناك :

ال التي هي للعهد الذهني :

((وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ))

وهناك ال لحقيقة الجنس الاستغراقي  :

{إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ }العصر2

وهناك :

ال التي  للجنس العرفي :

جمع الأمير التجار

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الناظم :

ــــــــــــــــــ

107- وَقَدْ تُزَادُ لازِماً كَالَّلاتِ

والآنَ والَّذِينَ ثُمَّ الَّلاتِ

ـــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــ

هذه أسماء ذكر رحمه الله أن من أنواع ” ال “ فيما مضى في البيت السابق من أنواع ال التعريفية

وال التعريفية يندرج تحتها أقسام

هذه الأقسام ذكرناها قبل قليل وسبق وأن ذكرناها في البلاغة

من أنواع ” ال :

ـــــــــــــــــــــــــ

ال : الزائدة

ــــــــــــ

إما زيادة لازمة                        وإما زيادة ضرورة

 

فـ” ال “ الزائدة لزوما تدخل على الأسماء الموصولة :

فـ” ال “ : التي في الأسماء الموصولة هي ال زائدة لازمة

وكذلك :

 الآن :

هو ظرف زمان مبني على الفتح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال الناظم :

108- وَلاضْطِرَارٍ كَبَناتَ الأوْبَرِ

كَذَاَ وَطِبْتَ الَّنفْسَ يَا قَيْسُ السَّرِي

ــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

إذاً :

تكون ال زائدة وهي زائدة إما زيادة لازمة أو زيادة طارئة للضرورة :

كبنات الأوبر :

بنات الأوبر : نوع رديء من أنواع الكمأة الذي نسميه عندنا بالفقع وهو يشيه البطاطس ينبته الله من الأرض

وكذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( الكمأة من المن ))

لم ؟

هي من المن الذي نزل على بني إسرائيل نزل عليهم من دون تعب ولا مشقة فكذلك الكمأة

الشاهد من هذا :

أن من أنواع الكمأة بنات الأوبر

أصلها :

بنات أوبر

دخلت ال عليها للضرورة الشعرية :

إذ جاء بيت من الشعر دخلت فيه وهذه ضرورة شعرية

وكذلك :

ــــــــــــــــــ

التمييز :

التميز نكرة  : طبت نفسا :

لكن هنا: طبت النفس

دخلت ال على النفس  مع أنها تمييز للضرورة الشعرية

ــــــــــــــــــــــــــ

قال :

109- وَبَعْضُ الأعْلاَمِ عَلَيْهِ دَخَلاَ

لِلَمْح مَا قَدْ كَانَ عَنْهُ نُقِلا

110- كَالفَضْلِ وَالْحَارِثِ وَالنُّعْمَانِ

فَذِكْـــــــرُ ذَا وَحَذْفُهُ سِيَّانِ

ــــــــــــــــــــــــــــ

      الشرح :

ـــــــــــــ

ثم ذكر رحمه الله نوعا ثالثا من أنواع ال :

النوع الأول ما هو ؟

التعريفية

النوع الثاني : ال الزائدة  بنوعيها :

 زيادة لازمة وزيادة ضرورة

النوع الثالث :

تسمى بال  للمح الصفة :

التي هي للمح الصفة

عندك مثلا اسم :

الحارث

أصله من الحرث وهو العمل لكون الإنسان يحرث  ويعمل  ولذلك قال عليه الصلاة والسلام : (( أصدق الأسماء حارث  وهمام ))

فحارث :

وكذلك ما مثل به فضل ونعمان

هذه أعلام لكن لماذا تدخل ال عليها مثل العباس أصله عباس

العباس بن عبد المطلب

فلماذا  تدخل ال على الأعلام

هذه ال للمح الصفة

بمعنى :

أنه إذا أردنا العلم قلنا :

حارث

فضل نعمان

عباس

إذا أردنا الصفة نريد أن نستحضر الصفة فندخل : ال

نقول : الحارث  تفاؤلا بأنه يحرث  ويعمل وينتج

وظاهر كلام الناظم أنه يجوز لك الحذف  ويجوز لك إبقاء ألفها

ولكن ابن عقيل يقول : ليس الأمر كذلك وإنما إذا كان المقصود العلمية فبدون ال ، وإذا أردنا أن نلمح الصفة في هذه العلمية نأتي بال

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

111- وَقَدْ يَصِيرُ عَلَماً بِالْغَلَبَهْ

مُضَافٌ أوْ مَصْحُوبُ ألْ كَالعَقَبَةْ

 

ـــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــ

إذاً

هذا هو النوع الرابع من أنواع : ال :

وهي ال التي للغلبة :

إذا قلت : المدينة : أول  ما ينقدح في ذهنك لما تقول ذهبت إلى المدينة ؟

مدينة النبي عليه الصلاة والسلام

 

مثل ما ذكر النحاة : الكتاب

الكتاب هذا لسيبويه

 

مثل ما مثل هنا : العقبة

بيعة العقبة

العقبة المكان الذي  حصل فيه التعاقد والاجتماع بين النبي  عليه الصلاة والسلام وبين الأنصار

فإذاً :

تدخل ال على العلم للغلبة

ولذلك ماذا قال :

111- وَقَدْ يَصِيرُ عَلَماً بِالْغَلَبَهْ

مُضَافٌ أوْ مَصْحُوبُ ألْ كَالعَقَبَةْ

قد يصير مضاف أو مصحوب ال كالعقبة علما

ويصير من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر

قد يصير مضاف أو مصحوب ال كالعقبة علما

 

الغلبة كما ذكرنا ولكن ال هذه التي للغلبة لا تفارق هذا الاسم أو هذا العلم إلا في حالتين :

ـــــــــــــ

112- وَحَذْفَ ألْ ذِي إن تُنَادِ أوْتُضِفْ

أوْجِبْ وَفِي غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِفْ

 

ـــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــــــــــ

يعني :

يجب حذف ال التي للغلبة إذا :

ــ نودي

ــ أو أضيف

تقول :

هذه المدينة

إذا قلت هذه مدينة رسول الله عليه الصلاة والسلام

أين ال  ؟

حذفت للإضافة وجوبا

أو :

ــ إذا كانت هذه الكلمة مناداة

لا يمكن أن ننادي مدينة النبي عليه الصلاة والسلام ولا الكتاب  ولا العقبة

يمثل له بمثال  :الصعق

تقول : يا صعق

الصعق : كلمة غلبت على رجل اسمه خويلد بن نفيل

هذا من  تهامة وكان رجلا كما ذكر النحاة كان رجلا يضيف الضيوف ويطعم الطعام وكانت له قصع من الطعام

فجاءت ريح فأسفت التراب على طعامه فسبها فنزلت به صاعقة فقالوا: الصعق

فإذاً :

ال في  الصعق : ال ماذا ؟

ال الغلبة ويجب حذفها إذا نودي

فتقول: يا صعقُ

112- وَحَذْفَ ألْ ذِي إن تُنَادِ أوْتُضِفْ

أوْجِبْ وَفِي غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِفْ

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

وفي غيرهما قد تنحذف

يعني :

قد تنحذف ال في غير النداء وفي غير الإضافة

نأتي إلى البيت الذي قبله مرة أخرى :

111- وَقَدْ يَصِيرُ عَلَماً بِالْغَلَبَهْ

مُضَافٌ أوْ مَصْحُوبُ ألْ كَالعَقَبَةْ

ــــــــــ

مصحوب ال كالعقبة واضح

مضاف : قد يصير مضاف لعلم بالغلبة

مثل : العبادلة :

كعبد الله بن عمر

وعبد الله بن عباس

وابن مسعود

لما يقال : ابن مسعود ينصرف الذهن إلى عبد الله

لما يقال : ابن عمر

ينصرف الذهن إلى عبد الله بن عمر

لما يقال ابن عباس :

ينصرف الذهن إلى عبد الله بن عباس

 

فإذاً : هو علم بالإضافة ولا يمكن أن يتغير هذا الاسم أبدا بأي  حال من الأحوال

ولذلك ماذا قال في البيت الثاني :

112- وَحَذْفَ ألْ ذِي إن تُنَادِ أوْتُضِفْ

أوْجِبْ وَفِي غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِفْ

ـــــــــ

ذي : المشار به إلى ال في العقبة

 

 

فخلاصة القول : :

ـــــــــــــــــــــــ

أنه رحمه الله ذكر أنواع ال :

النوع الأول : ال المعرفة ويندرج تحتها أنواع :

الكنائية والتصريحية

والعهدية

والجنسية والاستغراقية

النوع الثاني :

ال الزائدة بنوعيها لزمة وطارئة

النوع الثالث :

ال للمح الصفة

النوع الرابع :

ال التي  للغلبة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ