شرح الألفية الدرس ( 66 ) ( الابتداء) [ الأبيات 132 ـ 135 ونحو عندي درهم ]

شرح الألفية الدرس ( 66 ) ( الابتداء) [ الأبيات 132 ـ 135 ونحو عندي درهم ]

مشاهدات: 504

الابتداء

قول الناظم :

132- وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِيَ وَطَرْ……مُلْتَزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الْخَبَرْ

133- كَذَا إذا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ……مِمَّا بِهِ عَنْهُ مُبِيناً يُخْبَرُ

134- كَذَا إذَا يَسْتَوْجِبُ التَّصْدِيرا……كَأيْنَ مَنْ عَلِمْتَهُ نَصِيراَ

135- وَخَبَرَ الْمَحْصُورِ قَدِّمْ أبَدَا……كَمَالَنَا إلاَّ اتِّبَاعُ أحْمَدَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قال ابن مالك رحمه الله :

132- وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِيَ وَطَرْ……مُلْتَزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الْخَبَرْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فقد ذكر ابن مالك رحمه الله فيما مضى من أبيات من أن الأصل في الأخبار أن تكون متأخرة :

والأصل في الأخبار أن تؤخرا   وجوزا التقديم إذ لا ضررا

 

فالخبر له أحوال /:

الحالة الأولى :

أن الأصل فيه أن يؤخر وأن يتقدم المبتدأ

الحالة الثانية :

يمتنع تقديم الخبر ومر معنا في كم موطن ؟

في خمسة مواطن

الحالة الثالثة :

لا يمتنع تقديم الخبر بل يجب أن يكون الخبر متقدما على المبتدأ

الحالة الرابعة :

ما عدا هذه الأحوال الثلاث يجوز فيه تقديم الخبر

وجوزوا التقدي إذ لا ضرر

 

فلما ذكر رحمه الله أن الخبر يمتنع تقديمه في خمسة مواطن ذكر هنا مواطن يجب أن يتقدم فيها الخبر على المبتدأ:

الحالة الأولى :

كما ذكر رحمه الله :

132- وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِيَ وَطَرْ……مُلْتَزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الْخَبَرْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الحالة الأولى :

إذا كان المبتدأ نكرة لا مسوغ لتقديمها

كما مثل هنا :

عِنْدِي دِرْهَمٌ    وَلِيَ وَطَرْ

 

عندي : هنا ظرف في محل رفع خبر ويجب أن يتقدم على المبتدأ الذي هو درهم

لم ؟

لأن درهم نكرة ولا يسوغ في المبتدأ أن يكون نكرة

وكما مثل رحمه الله : لي وطر

الوطر : الحاجة

((فلما قضى زيد منها وطرا ))

لي : جار ومجرور في محل رفع خبر مقدم

وحكم تقديمه هنا هو الوجوب

وطر : مبتدأ مؤخر

لم أخِّر  ؟

لأنه نكرة لا مسوغ لتقديمه

لكن إن كان هناك مسوغ لتقديم المبتدأ الذي هو نكرة جاز الأمران

يجوز تقديم الخبر ويجوز تأخيره

بشرط :

أن تكون هذه النكرة لها مسوغ

من بين المسوغات :

أن توصف

تقول :

عندي درهم غليظ

لأن الدرهم فيما مضى يصنع من الحديد فيقول : عندي درهم غليظ

هنا تقدم الخبر على المبتدأ جوازا

ويصح أن تقول : درهم غليظ عندي

 

لماذا جاز تقديم المبتدأ مع أنه نكرة ؟

لأن هناك مسوغ وهو وصفها

هذه الحالة الأولى التي يجب فيها تقديم الخبر على المبتدأ

 

لو حذفنا غليظ

فلا يصح أن تقول درهم عندي

ولا يجوز أن تقول  : وطر لي

لكن لو قلت : وطر ثمين لي

فجائز التقديم والتأخير

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

133- كَذَا إذا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ……مِمَّا بِهِ عَنْهُ مُبِيناً يُخْبَرُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

هذه هي الحالة الثانية :

أن يشتمل المبتدأ على ضمير هذا الضمير يعود على جزء من جزئيات الخبر

تقول :

في الدار صاحبها

في الدار : جار ومجرور في محل رفع خبر

صاحبها : مبتدأ مؤخر مرفوع

فلا يصح أن تقول : صاحبها في الدار

وإنما يجب أن تقول في الدار صاحبها لأن الصاحب اقترن به ضمير هذا الضمير يعود على الدار

فالواجب أن يقال : في الدار صاحبها

في الطائرة قائدها

 

صاحبها في الدار : لا يصح

لم ؟

لأن الضمير يتأخر أو يكون هناك عدم ترتيب بين الضمير وبين صاحبه

إذا قلت : صاحبها

يعود على من ؟

إذا قلت في الدار السياق منضبط

ثم إذا قلت : في الدار محمد

في الدار صاحبها جائز

سؤال :

ــــــــــــــــــــ

ما رأيكم في هذا المثال :

زيد في الدار

هنا الخبر تأخر

رجل في الدار ــــــــــــــ

جملتان إحداهما صحيحة

يصح أن تقول : زيد في الدار

لم ؟

لأن زيد مبتدأ لكنه معرفة

فالممنوع أن يتقدم المبتدأ الذي هو نكرة ورجل نكرة

لو قلت : الرجل في الدار

يصح

لم ؟

لأن المبتدأ هنا معرفة

ولا يجوز الابتداء بالنكرة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

134- كَذَا إذَا يَسْتَوْجِبُ التَّصْدِيرا……كَأيْنَ مَنْ عَلِمْتَهُ نَصِيراَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــــ

الحالة الثالثة :

التي يجب أن يتقدم فيه الخبر :

أن يكون الخبر ملازما للصدارة :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تقول : أين زيدٌ ؟

أين : خبر مقدم لأن أسماء الاستفهام حقها الصدارة كما مر معنا في الحالات التي يمتنع فيها تقديم الخبر من أن المبتدأ إذا كان له حق الصدارة فلا يجوز

كمن لي  منجدا

فتقول : أين زيد

أين : اسم استفهام مبني على الفتح في محل رفع خبر مقدم

لماذا قدم الخبر هنا ؟

لأن أسماء الاستفهام حقها الصدارة

زيد : مبتدأ مؤخر

ولا يصح أن تقول : زيد أين

 

وهنا مثل :

أين مَن علمته نصيرا ؟

أين : خبر

من  : مبتدأ

 

 

135– وَخَبَرَ الْمَحْصُورِ قَدِّمْ أبَدَا……كَمَالَنَا إلاَّ اتِّبَاعُ أحْمَدَا

ـــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــــــــــــــــ

الحالة الرابعة :

إذا كان المبتدأ محصورا فإنه يجب أن يؤخر وان يتقدم الخبر

تقول :

ما قائم إلا زيدٌ

هنا حصر بأي طريق ؟

بالنفي والاستثناء

فلا يصح أن تقول : ما زيد إلا قائم

وإنما الصواب :

ما قائم إلا زيد

ما :/ نافية

قائم : خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره

إلا : أداة استثناء ملغية لأنه استثناء  مفرغ يعني وجودها كعدمها

زيد : مبتدأ مؤخر

ومثل هنا رحمه الله :

ما لنا إلا اتباع أحمد

لنا : جار ومجرور في محل  رفع خبر مقدم

اتباع : مبتدأ مؤخر

وإلا : ملغاة لأنه استثناء مفرغ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ