شرح بلوغ المرام الدرس 162حديث 186 (في نومهم عن الصلاة – ثم أذن بلال ) ( 2 )

شرح بلوغ المرام الدرس 162حديث 186 (في نومهم عن الصلاة – ثم أذن بلال ) ( 2 )

مشاهدات: 467

بلوغ المرام  ـــــــ باب الأذان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

186- وَعَنْ أَبِي قَتَادَةٌ فِي اَلْحَدِيثِ اَلطَّوِيلِ

 (( فِي نَوْمهُمْ عَنْ اَلصَّلَاةِ – ثُمَّ أَذَّنَ بِلَالٌ, فَصَلَّى رَسُولُ اَللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – كَمَا كَانَ يَصْنَعُ كُلَّ يَوْمٍ ))

 رَوَاهُ مُسْلِمٌ

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ( 2) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ــــــــــــــ

 

 

من فوائد هذا الحديث :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

هل وقع النوم منه عليه الصلاة والسلام عن صلاة الفجر أكثر من مرة ؟

ويترتب على هذا من هو أول من استيقظ من الصحابة لما نام النبي عليه الصلاة والسلام عن صلاة الفجر ؟

فنقول :

إن ابن عبد البر قال : ” قصة نومه عليه الصلاة والسلام عن صلاة الفجر لم تقع إلا مرة واحدة لما جاء صريحا عند مسلم أن ذلك حين رجع عليه الصلاة والسلام من غزوة خيبر “

 

ولكن هذا القول يعكر عليه أنه في حديث عمران عند البخاري اختلف الحال عن حديث أبي قتادة :

فإن نومه عليه الصلاة والسلام في حديث أبي قتادة تختلف الأحداث فيه عن نومه في حديث عمران

وجوه الاختلاف كالتالي :

أنه في حديث أبي قتادة : ” أول من استيقظ هو النبي عليه الصلاة والسلام

بينما حديث عمران بن الحصين أول من استيقظ هو أبو بكر ثم تلا ذلك على حسب ما فهم من الروايات الأخرى عمران بن الحصين

ثم الثالث هو ذو مخبر كما تشير إليه بعض الروايت من خلال المفهوم الرابع هو عمر بن الخطاب

 

مما يعكر على هذا :

أنه جاء عند أبي داود من حديث ابن مسعود أن ذلك حين أقبل من الحديبية

لكن قال ابن عبد البر يجمع بينهما باعتبار أن الحديبية قريب زمنا من قصة خيبر أو من غزوة خيبر

 

لكن يعكر على هذا :

وإن كان في هذا الجمع فيه من التعسف والتعنت كما قال ابن حجر ما فيه

لكن يعكر عليه أنه جاء عند عبد الرزاق في مصنفه أنه في غزوة تبوك

وجاء أن ذلك في غزوة الأمراء ورد ذلك ابن عبد البر وقال : ” إن غزوة الأمراء هي غزوة مؤتة ولم يحضرها النبي عليه الصلاة والسلام “

 

لكن يمكن أن يجاب عن هذا :

من أن غزوة الأمراء قد تكون غزوة غير غزوة مؤتة

إذاً :

كم نام عليه الصلاة والسلام ؟

بالنسبة إلى ما ورد من نومه في غزوة تبوك فإنه مرسل

إذاً :

عندنا الثابت :

في رجوعه من غزوة خيبر أو الحديبية أو غزوة الأمراء إن لم تكن مؤتة

إذاً :

يكون بهذا قد تعددت قصة نومه عليه الصلاة والسلام مرتين باعتبار إسقاط غزوة تبوك لأنه مرسل باعتبار إسقاط غزوة الأمراء باعتبار أنها مؤتة

ولذلك :

مما يعكر على هذا أنه ورد عند الطبراني وغيره أن من حفظ الليل هو ذو مخبر

بينما في قصة نومهم في حديث أبي قتادة ” بلال ”

ما رأيكم ؟

تعددت القصة

يمكن أن يقال :

بأن القصة واحدة باعبتار أن عبد الله بن رباح الذي روى عن أبي قتادة هذا الحديث حدث بالحديث في مجلس وكان عمران بن الحصين موجودوا فيه فقال عمران احفظ ما تقول فإني شهدت ذلك

اتحدت القصة

لكن يمكن أن يقال : بأن عمران حضر القصتين

فأقر عبد الله  بن رباح على قصة والقصة الأخرى لم يروها عنه

فإذاً :

هي محتملة ولو كانت محتملة ، فهذا يدل على أن نوم الفاضل عن صلاة الفجر أو عن أي صلاة  أكثر من مرة ليس بمستغرب وليس ببعيد لأنه بشر

وإن كانت قصة واحدة فإنها تدخل ضمنها تلك الفوائد التي مرت معنا

وإضافة إلى تلك الفوائد هناك فوائد جميلة جدا بما أن بعض العلماء قال باتحاد القصة

 

مما يضاف إلى ما سبق :

 

من أن عمران قال ” سرنا مع النبي عليه الصلاة والسلام ”  المسير هو السير معظم الليل وقال بعض أهل اللغة كل الليل

ولكن لابد أن نرجح

الراجح :

معظم الليل لأنهم نزلوا

فإذاً هم لم يسيروا كل الليل

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن بعض الروايات بينت أن حرارة الشمس أيقظتهم مما يؤكد هذا على أنهم كانوا في فصل الصيف أو في شدة حر

 

ومن الفوائد وذكرنا هذا :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

يكون أول من استيقظ أبو بكر ثم عمران بن الحصين مع أنهما صرح بهذا

لكن لماذا قيل عمران ؟

لأنه لا يمكن أن يخبر عمران أن أول من استيقظ أنه أبو بكر إلا أن يكون هو الثاني  ، الثالث ذو مخبر الرابع هو عمر

 

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

أن أبا بكر لما استيقظ قعد عند رأس النبي عليه الصلاة والسلام ولم يقل شيئا

بينما عمر جعل يكبر حتى استيقظ النبي عليه الصلاة والسلام

ولماذا أتى بالتكبير لماذا لم يوقظه مباشرة ؟

خيفة من أن يكون النبي عليه الصلاة والسلام مستغرقا مع الوحي

لكن لماذا اختار التكبير ؟

لأن التكبير هو أول جمل الأذان

ولذلك :

كان جليدا وصفه عمران بأنه كان جليدا يعني جلد

وفي بعض الروايات  : ” أجوف “ يعني ذو صوت قوي ، يخرج  الصوت من جوفه

 

ومن الفوائد :

ــــــــــ ــــــــــ

 

مراعاة النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه في أول الأمر وفي آخره

فإنهم هم الذين طلبوا من النبي عليه الصلاة والسلام أن ينزل وألا يستمر في السير

وهذا يدل على مراعاة الراعي للرعية

فراعى النبي عليه الصلاة والسلام حالهم مع أنه قال :  (( أخشى أن تناموا عن الفجر )) فوقعت الخشية منه عليه الصلاة والسلام

هذه هي المراعاة في أول الأمر

 

المراعاة في آخر الأمر  :

 

أنه لما رآهم  والحزن قد بدا عليهم قال ”  لا يضير “ يعني لا ضرر عليكم

وفي غير صحيح البخاري  قال : ” لا يسوؤكم “

هذا إذا كانت القصة واحدة ، أما إذا كانت القصة أكثر من مرة فإن لكل حديث ما يناسبه

 

ومن الفوائد :

ــــــــــ ــــــــــ

 

استحباب الأذان للفائتة كما فعل عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد :

ــــــــــ ــــــــــ

 

أنه عليه الصلاة والسلام لما أمرهم بالارتحال ارتحلوا غير بعيد يعني لم يترحلوا ارتحالا طويلا

 

 

ومن الفوائد :

لو كانت هناك جماعة ولو كانت مسافرة أو كانت مقيمة أو كانت في البلد ففاتتها صلاة الجماعة  حتى خرج الوقت فإن أذان البلد يكفي فليقوموا وليصلوا ولكن يغيروا المكان

مع أن بعض العلماء يقول إن تغيير المكان هو خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم لأنه يعلم أن الشيطان قد حضر فيه  بينما غيره لا يعلم ، ولكن يقال بينت الرواية التي عند أبي داود قال ( ارتحلوا عن هذا المكان الذي أصابتنا فيه الغفلة ) فيكون فعله عليه الصلاة والسلام مع قوله لهذا التعليل يكون سنة لغيره يؤخذ بها

 

ومن الفوائد :

هنا فيه فائدة جميلة ذكرها القرطبي يقول لماذا ارتحل النبي صلى الله عليه وسلم من المكان الذي نام فيه إلى مكان آخر ؟

العلة كما ذكر في الحديث لكن يقول هذا شبيه بمن نعس في المسجد للصلاة يوم الجمعة أن يتحول من مكانه إلى مكان آخر