شرح بلوغ المرام الدرس 165حديث ( 191 ) ( إن بلالا أذن قبل الفجر …. )

شرح بلوغ المرام الدرس 165حديث ( 191 ) ( إن بلالا أذن قبل الفجر …. )

مشاهدات: 678

بلوغ المرام ــ  باب الأذان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

191- وَعَنْ اِبْنِ عُمَرَ:

 (( إِنَّ بِلَالاً أَذَّنَ قَبْلَ اَلْفَجْرِ, فَأَمَرَهُ اَلنَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – أَنْ يَرْجِعَ, فَيُنَادِيَ: “أَلَا إِنَّ اَلْعَبْدَ نَامَ ))

رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَضَعَّفه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فضيلة الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الشرح :

ـــــــــ

 

من الفوائد :

ــــــــــــــــــــ

 

هذا الحديث ينظر في سنده إلى ما يأتي :

ــ أولا :

هل هذه الحادثة وقعت للنبي عليه الصلاة والسلام مع مؤذنه بلال أم أنه لم تقع ؟

فالجواب عن هذا :

أن كبار الأئمة يرون أن هذا الحديث لم يقع من بلال مع النبي عليه الصلاة والسلام ، وإنما الذي وقع إنما هو مع عمر أو من عمر مع مؤذنه

لم ؟

ومن هم هؤلاء الأئمة ؟ علي بن المديني الإمام أحمد البخاري أبو داود وغيرهم

لماذا قالوا : إن هذا الحديث ليس بمرفوع ، وإنما هو موقوف على عمر مع مؤذنه ؟

قالوا لأمرين :

الأمر الأول : أن حماد بن سلمة رفعه فأخطأ

فيكون هناك خطأ واقع من حماد لما رفعه فتوهم في ذلك فبدل أن يروي الحديث السابق الذي مر معنا  حديث ابن عمر (( إن بلال يؤذن بليل )) فذكر هذا الحديث

 

الأمر الثاني الذي من أجله ضعف :

أن هذا الحديث يخالف الحديث السابق وما أجمل ترتيب ابن حجر

فلماذا أتى بهذا بعد ذاك ؟

من أجل أن هناك كلاما للأئمة على هذا الحديث

ما هو وجه المعارضة ؟

أن الحديث هنا يبين أن بلالا يؤذن عند طلوع الفجر الثاني بينما الحديث السابق يؤذن قبل طلوع الفجر الثاني يعني يؤذن بليل ، فيكون هناك تعارض

ولذلك :

دعا بعض العلماء إلى أن يقول : ” إن الحديث الذي مر معنا ، وهو أن بلالا كان يؤذن عند الفجر ، وابن أم مكتوم يؤذن بليل قال إنه مقلوب

 

الحديث الذي هو مقلوب : (( إن ابن ام مكتوم يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن بلال ))

إذاً :

على التضعيف من ماذا ؟

أن حماد بن سلمة أخطأ في رفعه

 

والأمر الثاني :

أنه يخالف الحديث السابق ((  إن بلالا يؤذن بليل ))

 

هذا الحديث يشير إلى أن بلالا يؤذن عند طلوع الفجر الثاني لو كان يؤذن بليل لما قال له النبي عليه الصلاة والسلام ارجع تركه على ما هو عليه ، بل يتوافق هذا الحديث مع الحديث السابق فهو عليه الصلاة والسلام خطأه لما أذن بليل كيف يخطؤه ، والحديث السابق يقره على أنه يؤذن بليل ؟

لأن هذا الحديث يعارض الحديث السابق :

هذا فيه إثبات أن بلالا يؤذن عند طلوع الفجر الثاني ، ولا يؤذن بليل فتعارض مع الحديث السابق

هذا هو قول الأئمة

ولكن الألباني في كتابه صحيح أبي داود الأم قال : ” وقد أعل هذا الحديث بعلتين فذكرهما قال : ” ودعوى أن حمادا أخطأ دعوى مجردة فلا تغتر بها ولو علا شأن قائلها يقصد بذلك الأئمة ، وهذا أدب منه

لم ؟

قال لأنه جاء عند الدارقطني والبيهقي أن سعيد بن زربي تابع حماد عن أيوب في ذكرهذا الحديث لكن البيهقي ، والدارقطني حكما على هذا الرجل بالضعف

قال الألباني وقد أورد أحاديث وآثار مرسلة وشواهد على هذا يؤيد بها أن حمادا لم يتفرد فلم يقع الخطأ منه

هذا هو جوابه على العلة الأولى

 

العلة الثانية :

قال : أما كون هذا الحديث يعارض حديث ابن عمر وعائشة قال : هذا ليس بصحيح ، لم ؟

قال : لأنه في أول الأمر كان المؤذن الوحيد هو من ؟ بلال

فكان يؤذن بلال عند طلوع الفجر الثاني ، ثم بعد حين جعل النبي عليه الصلاة والسلام ابن أم مكتوم يؤذن بليل ، فلما أذن ابن أم مكتوم بليل وكان ضعيفا ، ويحتاج إلى الرعاية أيضا ، فلما أخطأ بلال كما في هذا الحديث حول أمر بلالا أن يؤذن بليل ، وأن يؤذن ابن أم مكتوم عند الصباح

وبهذا أيضا تذهب منا علة القلب في الحديث السابق

 

قال  :

بدليل أو ذكر رحمه الله ثمانية أدلة تدل على أن بلالا كان يؤذن عند الفجر منها ما هو في المسند

ومنها :

ما هو في السنن وقد مر معنا في  ذلك حديث عند أبي داود أن بلالا كان يؤذن على أعلى سطح بيت حول المسجد وكان ينتظر طلوع الفجر

فيقول : إذاً هو ثابت عن النبي عليه الصلاة والسلام

لكن لتعلموا وهذه ميزة لابن حجر في الحديث السابق قال حديث من ؟

حديث  ابن عمر وعائشة

عائشة في هذا الحديث روى عنها من ؟ القاسم بن محمد

هي رضي الله عنها روى عنها كما عند البيهقي ، وغيره روى عنها هشام عن عروة عنا رضي الله عنها بأن بلالا كان يؤذن عند الفجر

وقال هشام : إن عائشة تقول أخطأ ابن عمر خطؤه في ماذا ؟ لما قال إن بلالا يؤذن بليل

 

إذاً :

عندنا لعائشة حديثان :

حديث القاسم بن محمد ، ولذلك قال البيهقي : ” ورواية القاسم عنها أصح من رواية هشام عن عروة عنها رضي الله عنها

 

فنخلص من هذا :

إلى أن الأئمة قالوا : ” إن هذا الحديث ليس بمرفوع ، وإنما هو موقوف على عمر “

هل هو في الحقيقة موقوف على عمر ؟

نعم هو موقوف كما قالوا

ولذا :

قال الألباني ولا يمنع من كونه موقوفا على عمر أن يكون مرفوعا إلى النبي عليه الصلاة والسلام

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أنه لا يجوز لمؤذن أن يحرج الناس فلا يجوز له أن يتقدم ، ولاسيما في صلاة الفجر بالأذان حتى لا يمنع الناس من السحور ، أو من الصلاة ولذلك أمر في هذا الحديث بأن يرجع فيقول : (( ألا إن العبد نام ))

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أن النوم عذر فلا يوبخ صاحبه هذا بناء على أن النوم هنا هو النوم المعروف ؛ لأن بعض العلماء يقول : ” إن النوم يطلق ويراد منه الذهول مع أنه يقظان “

أنا أقرر ما يقولونه في هذا المعنى من حيث المعنى في النوم أنه قد يكون من اليقظان لكن بذهول أنه عليه الصلاة والسلام قال : ”  فلم أفق إلا بقرن الثعالب “  للذهول الذي أصابه عليه الصلاة والسلام مما جرى له في أول الأمر

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أن كلمة [ ألا ] أداة تنبيه ، ولذلك قال ألا إن العبد توكيد ثاني يؤكد ماذا ؟ أنه ذهل عن هذا الأمر فأذن قبل دخول الوقت

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أن كلمة ( العبد ) كلمة محمودة حتى لو كان هذا الحديث مرفوعا فإنه لا يعنب أن بلالا لما وصف بأنه عبد أنه من العبودية التي هي الرق السابق ، لا ، عبودية تشريف

ومن كان عبدا فإنه لا يكون معبودا لأن العبد ينام والنوم لا يكون واقعا أو حاصلا من المعبود ( لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ) فكيف يعبد الخلوق مع أن النوم يعتريه ؟ !

 

ومن الفوائد :

ــــــــــــــــــــــ

 

أن همزة [ إن ] يجب كسرها بعد ” ألا “ كقوله تعالى { أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) }

 

وهناك فائدة مضت في السابق (( حتى يقال أصبحت أصبحت )) هنا توكيد فعل لفعل توكيد لفظي (( أصبحت أصبحت ))  مما يدل على ماذا ؟

لأن التوكيد له أهميته مما يدل على أن الاعتناء بأوقات الصلاة مما يجب على المسلمين .