شرح كتاب ( بلوغ المرام ) ـ الدرس 42 حديث 45
( باب الوضوء )
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
ــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين :
( أما بعد )
فقد قال الحافظ ابن حجر رحمه الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم )
أخرجه : الأربعة ، وصححه ابن خزيمة
( من الفوائد )
أن ( إذا ) هي ” لما يستقبل ” ومن ثم فإن الماضي لما وقع بعدها فإنه يحمل معنى المستقبل ، يعني ” إذا أردتم الوضوء في المستقبل ”
( ومن الفوائد )
أن ابن حجر رحمه الله لما ذكر حديث عائشة السابق ، والذي فيه إعجاب النبي صلى الله عليه وسلم بـ :
( التيمن في طهوره)
لعل فيه إشارة إلى : أن هذا الأمر الوارد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
( إذا توضأتم فابدؤوا بميامنكم )
أن هذا الأمر محمول على ” الندب ” وليس على الوجوب .
فقوله صلى الله عليه وسلم ( فابدؤوا ) أمر ، و [ الأمر يقتضي الوجوب ]
والصارف له : حديث عائشة رضي الله عنها الذي مرَّ معنا .
قال الصنعاني رحمه الله : ” ظاهر هذا الحديث أنه يشمل كل أعضاء الوضوء “
بمعنى أنه إذا بدأ بغسل وجهه يبدأ باليمين ” ولكن يقول ” لم يقل به أحد ، والناقلون لوضوء النبي صلى الله عليه وسلم نقلوا أنه كان يبدأ باليد اليمنى قبل اليسرى ، وبالقدم اليمنى قبل اليسرى “
( ومن الفوائد )
بيان فضيلة اليمين ، وأن اليمين تقدَّم لما هو مستطاب ، بينما الشمال تكون فيما سوى ذلك .
ولذلك عني بها فقال :
( فابدؤوا بميامنكم )