الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا إلى الدين .
أن أسلوب الكلام ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
فالمتحدث لا يخلو من واحد من هذه الأساليب الثلاثة ، إما أن يكون متخذا الأسلوب الأدبي أو الخطابي أو العلمي .
فالأسلوب الأدبي يعتمد اعتمادا كبيرا على التصور والخيال وتكثر فيه المحسنات المعنوية واللفظية ، ولذلك يقول أهل البلاغة [ من لا تذوق عنده لا يمكن أن يعرف البلاغة ] فإذا كان عنده تذوق فيما يقرأه من نصوص وأمثلة وأخبار ونثر أدرك شيئا كثيرا من علم البلاغة .
أما الأسلوب الخطابي فهو الذي يحسن أن تكون فيه الحماسة ظاهرة ويأتي بالمترادفات اللفظية وبضروب التعبير من استفهام وتعجب وتفخيم وتعظيم ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا خطب علا صوته واحمر وجهه كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ) .
وأما الأسلوب العلمي ، فهو الذي يشترط أن يكون الهدوء فيه ظاهرا وأن يبتعد عن التصور والخيال وألا يأتي بالمحسنات إلا ما أتى طبيعة ، وذلك لأن الأمور العلمية تحتاج إلى ترسل في الكلام حتى تفهم الحقائق العلمية ولا يكون هناك تحريف أو تأويل لها من حيث المعنى ، فلو كانت سريعة مثل الخطابة لما استوعب السامع ، ولو دعمت بمحسنات لفظية ومعنوية وتصور وخيال أصبحت مسرحا للتأويل .
فخلاصة القول : أن الأسلوب ينقسم إلى ثلاثة أقسام : علمي وأدبي وخطابي .