المسند إليه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فضيلة الشيخ : زيد بن مسفر البحري
من الفوائد البلاغية :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مراجعة سريعة على ما سبق:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ مر معنا فائدة المسند إليه وأنه يجوز حذفه ويجوز بقاؤه مع وجود القرينة التي تلد على حذفه لأغراض
لو قلنا : هل حضر الأمير ؟
ممكن تقول : نعم ما نحتاج إلى أن نذكره
لكن هنا ذكر مع وجود قرينة تدل على حذفه
لكن لماذا ذكر ؟
لهذه الأغراض التي سبق وذكرنا بعضا منها
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ــ هنا يأتي معنا ما ذكرته من أن الأصل أن يكون موجودا
وقلنا :
إن البلاغة تتألف من ثلاثة أضرب :
علم المعاني
وعلم البيان
وعلم البديع
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3ــ علم المعاني :
يرتكز على أمرين :
المسند والمسند إليه :
قلنا :
إن المسند هو المحكوم به
والمسند إليه هو المحكوم عيه
وهو ما نتحدث عنه
حديثنا الآن عن المسند إليه ليس عن المسند
المسند إليه تحدثنا فيما مضى أنه وجد ذكره مع وجود قرينة تدل على حذفه لأغراض ذكرت فيما سبق
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا وجدت قرائن تدل على حذفه فحذف وإلا فالأصل أن يكون موجودا
ولابد أن تكون هذه القرينة حتى تدخل معنا في البلاغة لابد أن تعرف عن طريق السياق لا عن طريق الإعراب ، فإن وجدت عن طريق الإعراب فلا تدخل ضمن البلاغة
مثال ذلك :
أهلا وسهلا :
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
هنا حذف المسند إليه
معناها : نزلت أهلا وحللت مكانا سهلا
هنا :
أين المسند إليه ؟
أنت التاء
لكنه ما وضح إلا عن طريق الإعراب فلا يدخل معنا هذا في البلاغة
لكن الذي يدخل ما عرف عن طريق المعنى لا عن طريق الإعراب
ما عرف عن طريق السياق لا عن طريق الإعراب
وهذا يكون لأغراض كثيرة :
من بينها :
وجود قرينة في السياق :
(( فصكت وجهها وقالت عجوز عقيم ))
أين المسند إليه ؟
محذوف
وقالت أنا عجوز عقيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من الأغراض :
أن يكون معلوما من حين ما يذكر
( (عالم الغيب والشهادة ))
الله
الله عالم الغيب والشهادة
لكن حذف لما يدل على ذلك وهو العلم المحقق لأنه لا يعلم ما ظهر وما خفي إلا الله
ومن الأغراض :
ــــــــــــــــــــــ
إخفاء الأمر على غير المخاطب :
ـــــــــــــــــــــــــــ
يعني :
كأن تكون هناك مجموعة وشخص يريد أن يخاطب آخر بحيث لا يشعر المخاطبون به
فتقول : أقبل
صاحبك يعلم لكن لا تريد أن يعرف الآخرون :
هل هو
أقبل زيد
أو أقبل أحمد
أو أقبل الجمل
من الأغراض :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخوف على المسند إليه أو الخوف منه :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقول : ضُرب زيدٌ
أخفيت المسند إليه إما خوفا عليه حتى لا يبطش بالفاعل أو خوفا منه
بحيث لو أخبر به لبطش به كما بطش بزيد
ومن الاغراض :
أن تدل عليه ( ال العهدية )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال تعالى :
( (واستوت على الجودي ))
تدل عليها دلالة السياق العهدية واستوت ماذا ؟
السفينة
لأنه عهد ذكرها
(( حتى توارت بالحجاب ))
على رأي الشمس
وعلى رأي الخيل
ومن الاغراض :
التضجر من طول الكلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إلى درجة أنه لا يريد أن يطول الكلام حتى بذكر المسند إليه
قال الشاعر:
قال كيف أنت ؟ قلت عليل سهر طويل وحزن عظيمُ
أين المسند إليه ؟
قال كيف أنت ؟
متضجر لا يريد أن يكثر من الكلام
قلت : ( أنا ) عليل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
أيضا من الأغراض :
حذف المسند إليه محافظة على السجع :
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من طابت سريرته حمدت سيرته
الأصل : من طابت سريرته حمد الناس سيرته
لم يأت بالمسند إليه محافظة على سجع الكلام
كذلك المحافظة على وزن القافية في الشعر
وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوما أن ترد الودائع
الأصل : ولابد يوما أن يرد الناس الودائع