من الفوائد البلاغية ( 47 ) ( أغراض تقديم المسند )

من الفوائد البلاغية ( 47 ) ( أغراض تقديم المسند )

مشاهدات: 561

من الفوائد البلاغية :

من أغراض تقديم المسند

الشيخ زيد بن مسفر البحري

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

فكما أسلفت أن علم البلاغة ينقسم إلى ثلاثة أقسام :

علم المعاني

وعلم البيان

وعلم البديع

ومازال الحديث في علم المعاني 

وعلم المعاني يرتكز على شيئين:

المسند

والمسند إليه

كيف  نعرف  المسند ؟

المسند هو الشيء المحكوم به

أما المسند إليه :

هو الشيء المحكوم عليه

وذكرنا فيما ذكرنا ما يخص المسند إليه

وذكرنا في الدرس الماضي أن الأصل في المسند بعدما فرغنا من ذكر ما يخص المسند إليه من أحكام

شرعنا في المسند

 

وقلنا في المسند:

أن الأصل فيه أن يذكر

لكن قد يحذف لأغراض ذكرنا تلك الأغراض

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

الفائدة التي معنا هنا في المسند:

أن المسند المحكوم به :

أن الأصل فيه أن يكون متأخرا لأن الحكم على الشيء يأتي الأخير

مثلا :

فلان حكم عليه بكذا

فالأصل في المسند :

أن يكون متأخرا لكنه قد يتقدم لأسباب :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من بين هذه الأسباب :

أن يكون عاملا  في المعمول الذي بعده :

كقولك:

قام زيدٌ

قام عمل في  زيد فرفع زيدا

 

من بين الأغراض :

أن يكون المسند في الأصل أن يكون محله في البداية وفي المقدمة مثل :

أدوات الاستفهام

كما لو قلت :

أين زيد ؟

 

ومن بين أغراض تقديم المسند:

 

أن نخصصه بالمسند إليه :

كقول الله عز وجل: (( لله ملك السموات والأرض ))

في التقديم هنا :

لأننا سنحصر ملك السموات والأرض لمن ؟

لله

 

ومن ين أغراض تقديم المسند:

التشويق :

كقوله تعالى :

{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } آل عمران190

هنا تشويق

 

ومن الأغراض :

 

الإساءة :

يعني : يقدم المسند لكي يساء إلى المسند إليه لكي يساء إلى المحكوم عليه

كقول الشاعر :

ومن نكد الدنيا على الحر        أن يرى عدوا له ما من صداقته بدٌ

قدم النكد الذي هو المسند من باب الإساءة

 

ومن بين الأغراض :

التعجب

كقول القائل :

لله درك

ومن بين الأغراض :

 

التعظيم

كما لو قلت :

 

 عظيم أنت يا الله

قدم المسند هنا للتعظيم

 

ومن بين الأغراض :

 

الذم

كقولك:

بئس الرجل عمروٌ

 

أو يكون للمدح:

 

كقولك : نعم الرجل محمدٌ

والأغراض كثيرة

 

فخلاصة القول :

أن المسند من حقه في الأصل أن يكون متأخرا لكن يتقدم لأغراض